رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 15 سبتمبر، 2015 0 تعليق

اسم الله (الجواد) سبحانه

أعلم أن (الكريم) من الأسماء الحسنى، ولكن (الجواد)، لا أدري ولا أريد أن أثبت أو أنفي.

- وهذه قضية ينبغي أن ننتبه لها، نعم لا تثبت اسما لله عزّ وجل بالذوق أو مجرد القبول أو الرأي، ولكن بالدليل وكذلك هو قصور من المسلم ألا يعرف اسما من أسماء الله الحسنى التي ارتضاها ربنا لنفسه وأعلمنا إياها، سواء في كتابه العزيز أم في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم نعم (الجواد) بتخفيف الواو، من أسماء الله الحسنى.

- وهل ورد في القرآن أو السنة؟

- لم يرد في القرآن اسم الله (الجواد) ولكن ورد في حديث صحيح عن طلحة بن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها» (صحيح الجامع)، وهناك حديث آخر ولكنه ضعيف: «إن الله تعالى طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود» ضعيف الجامع.

- ولكن قد يظن أحدنا -نحن العامة- أن الحديث يدل على أن (الجواد) صفة لله عز وجل وليس اسما من الأسماء الحسنى.

- نعم  وذلك لضعف علمنا بهذا الجانب.

     وذلك أنه (جواد) ورد مطلقا غير مقيد بزمن أو مكان أو شخص أو أي شيء، وكذلك ورد منونا ويراد به العلمية (بفتح اللام)، ويدل على الثناء والمدح والكمال، فهو اسم من الأسماء الحسنى وكل اسم من الأسماء الحسنى، يحمل صفته، فهو (السميع) ونثبت له سبحانه سمعا يليق بجلاله لا يشبه سمع المخلوقات، وهو (رحيم) سبحانه فنثبت له رحمة تليق به سبحانه لا تشبه رحمة المخلوقات، وهو (بصير) سبحانه فنثبت له بصرا يليق بجلاله لا يشبه بصر المخلوقات، وهكذا في جميع الأسماء الحسنى.

     صاحبي من الحريصين على صلاة الجماعة في المسجد، بل ومن أوائل من يحضر للصلاة فلا تراه إلا في الصف الأول خلف الإمام يمينا ولكنه قليل القراءة والاطلاع، متقاعد منذ أكثر من سبع سنوات.

- وما الفرق بين (الكريم) و(الجواد)؟

- (الجود).. سهولة البذل والإنفاق وتجنب ما لا يحمد من الأخلاق ورجل (جواد) سخي كثير العطاء وضد (الجود) البخل وضد (الكرم) اللؤم، ففي (الجود) كثرة العطاء، وفي الكدم حسن معاملة، ومنها العطاء، و(الجواد) يعطي دون مسألة و(الكريم) لا يرد سائلا، فبين الاسمين اختلاف وإن اقتربا في المعنى، وفي القرآن اقترن الكريم بالغني وأتى بعده:

     {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } (النمل:40).وفي سورة الانفطار: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم}. وللمسلم أن يدعو الله بهذين الاسمين مقترنين «اللهم ربي إني أسألك بأنك أنت الجواد الكريم».

     ذكر ابن القيم هذا الاسم في نونيته: وهو الجواد فجوده عم الوجود جميعه بالفضل والإحسان وهو الجواد فلا يخيب سائلا ولو أنه من أمة الكفران.

- سبحانه الكريم الجواد، أو الجواد الكريم.

- دعني أبين أن من إحصاء اسم الله الجواد، ومطلوب منا إحصاء أسماء الله الحسنى، من إحصاء هذا الاسم أن يتخلق العبد بالجود، وذكر ابن القيم رحمه الله أن الجود عشر مراتب اختصرها لك.

- أحدها: الجود بالنفس، وهو أعلى مراتبه.

- الثانية: الجود بالرياسة وهو ثاني مراتب الجود، فيحمل الجواد جوده على امتهان رياسته، والجود بها والإيثار في قضاء حاجات الملتمس.

- الثالثة: الجود براحته ورفاهيته وإجمام نفسه فيجود بها تعبا وكدا في مصلحة غيره.

- الرابعة: الجود بالعلم وبذله وهو من أعلى مراتب الجود.

- الخامسة: الجود بالنفع والجاه كالشفاعة والمشي مع الرجل إلى ذي سلطان.

- السادسة: الجود بنفع البدن على اختلاف أنواعه كما ورد عند البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل سلامي  عليه صدقة».

- السابعة: الجود بالمسامحة لمن شتمه أو قذفه أن يجعله في حل.

- الثامنة: الجود بالصبر والاحتمال والإغضاء.

- التاسعة: الجود بالخلق والبشر والبسطة.

- العاشرة: الجود بتركه ما في أيدي الناس عليهم فلا يلتفت إليه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك