قالوا في تربية الأبناء
إعداد: منى فهد الوهيب
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
«من أهمل تعليم ولده ما ينفعه... وتركه سدى... فقد أساء إلية غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه... فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارا، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت… إنك عققتني صغيراً… فعققتك كبيراً… وأضعتني صغيراً… فأضعتك شيخا»
يقول السباعي رحمه الله:
رأيت كثيرا من الآباء أفرطوا في تدليل أبنائهم، ردة فعل لقسوة آبائهم معهم، وهكذا يؤدي عدم الحكمة في التربية إلى متاعب جيلين فأكثر...
ويقول أيضاً:
القسوة في تربية الولد تحمله على التمرد, والدلال في تربيته يعلمه الانحلال, وفي أحضان كليهما تنمو الجريمة.
ويقول عبد الكريم بكار:
إن إذلال الطفل يولد لديه مناعة ضد النصائح التي تلقى عليه، وسلب كرامته يسوِّغ له عمل القبائح.
كما يقول الكواكبي:
إن التربية غير مقصورةٍ ولا مقدورةٍ في ظلال الاستبداد؛ إلا ما قد يكون بالتخويف من القوة القاهرة، وهذا النوع يستلزم انخلاع القلوب، لا تزكية النفوس، وقد أجمع علماء الاجتماع والأخلاق والتربية على أن الانقطاع خير من الترغيب فضلاً عن الترهيب، وأن التعليم مع الحرية بين المعلم والمتعلم أفضل من التعليم مع الوقار، وأن التعليم عن رغبة في التكمُّل أرسخ من العلم الحاصل طمعاً في المكافأة أوغيرةٍ من الأقران، وعلى هذا بنوا قولهم: إن المدارس تقلِّل الجنايات لا السجون، وقولهم: إن القصاص والمعاقبة قلَّما يفيدان في زجر النفس كما قال الحكيم العربي:
لا ترجع الأنفس عن غيِّها مالم يكن منها لها زاجرُ
لاتوجد تعليقات