خشـونـة الركـبـة
خشونة الركبة مرض ينتج عن تآكل الغضاريف الناعمة التي تغطي سطح المفصل و تساعد على نعومة الحركة؛ حيث يحدث ضعف في تماسك هذه الغضاريف مما يؤدي الى تشقق سطحها ثم تتآكل تدريجيا الى أن يصبح سطح العظمة عاريا من الغضاريف، التي تحميه. ويصاحب هذا التآكل التهاب في الغشاء المبطن للمفصل (الغشاء السينوفي (*) Synovitis) المسؤول عن إفراز السائل الذي يساعد على تزييت سطح المفصل وهذا الالتهاب يؤدي إلى حدوث ارتشاح (تجمع الماء) بالركبة.
أسباب خشونة الركبة:
- الوراثة: حيث أثبتت دراسات عدة وجود عوامل وراثية تساعد على حدوث الخشونة.
- الوزن الزائد: وهو من أهم العوامل التي تؤدي إلى الخشونة في العالم العربي ولاسيما في السيدات؛ حيث إن الوزن الزائد يمثل حملا زائدا على سطح غضاريف المفصل.
- تقوس الساقين: حيث يؤدي ذلك إلى حدوث تحميل زائد على أجزاء محددة من المفصل.
- العمر: تزداد الغضاريف ضعفا مع تقدم العمر.
- جنس المريض: بعد سن الخمسين تزداد نسبة الإصابة بالخشونة في السيدات أكثر من الرجال.
- إصابات الركبة: حدوث الإصابات بالركبة مثل الكسور وحدوث قطع الأربطة أو الغضاريف الهلالية يساعد على حدوث الخشونة.
- الإجهاد المتكرر للركبة: مثل الإكثار من هبوط السلالم وصعودها والجلوس لفترات طويلة في وضعالقرفصاء.
- الأمراض (الروماتيزمية): مثل (الروماتويد) و(النقرس) تؤدي الى الخشونة في الحالات المتأخرة.
أعراض خشونة المفصل:
- الألم: وهو الشكوى الأساسية وعادة ما يزداد تدريجيا مع تدهور المرض. ويكون مع أكثر من المجهود مثل صعود السلالم. ومن المهم تحديد سبب الألم بدقة لوصف العلاج المناسب له. فقد يكون الألم نتيجة أحد العومل الآتية: - التهاب الغشاء المبطن للمفصل. - وجود قطع بالغضروف الهلالي - احتكاك العظام ببعضها. - وجود الزوائد العظمية.
- تورم الركبة: نتيجة التهاب الغشاء المبطن للمفصل ووجود ارتشاح (مياه) بالركبة.
- نقص مدى حركة المفصل: بحيث يصبح المريض غير قادر على ثني الركبة أو فرد الركبة لآخر مدى لها.
التشخيص:
عادة ما يتم تشخيص خشونة الركبة بالكشف الدقيق على المريض لتحديد أسباب الألم ودرجة تأثر المفصل. ويكفي عمل أشعات عادية للركبة للتأكد من صحة التشخيص ودرجة الخشونة؛ حيث تظهر الأشعة وجود ضيق بين المسافة بين عظم الركبة نتيجة تآكل الغضاريف بينها ووجود زوائد عظمية.
وقد يتم اللجوء للرنين المغناطيسي إذا كان هناك شك في وجود إصابات أخرى في المفصل مثل قطع بالغضروف الهلالي. كما قد يتم اللجوء لبعض تحاليل الدم إذا كان هناك شك في وجود مرض عام مثل الروماتويد.
العلاج:
كان من المتعارف عليه فيما مضى أن خشونة المفاصل ولاسيما الركبة مرض ليس له علاج وأنه أحد أعراض تقدم السن. إلا أن هذا المفهوم قد تغير في السنوات الأخيرة بعد أن أصبح في متناول العلم الحديث علاج معظم حالات خشونة الركبة. المهم التشخيص السليم لتحديد سبب الألم عند المريض؛ إذ إنه ليس كل من يتقدم في السن يصاب بالخشونة وليس كل مريض بالخشونة يعاني الألم نفسه. وينقسم علاج خشونة الركبة إلى علاج تحفظي (غير جراحي) وعلاج جراحي.
العلاج التحفظي (غير الجراحي):
ويتم اللجوء إليه بوصفه علاجا أوليا ولاسيما في الحالات المبكرة من الخشونة. ويشمل العلاج التحفظي ما يأتي:
- تغييرات في أسلوب الحياة وذلك بتقليل الأحمال على مفصل الركبة وذلك عن طريق اتباع التعليمات العامة لمرضى خشونة الركبة.
- الحقن الموضعية في المفصل.
- الكمادات الدافئة والدهانات الموضعية.
- الأدوية: وهي تساعد على تقليل أعراض المرض حسب حالة المريض وقد تشمل:
- الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات مثل (الأسبرين) و(الباراسيتامول) لتقليل الألم والتورم ولاسيما خلال نوبات الألم الحادة للسيطرة عليها. ولا بأس أن يستمر المريض على جرعات مخفضة منها مابين تلك النوبات ولفترات محدودة.
- مواد الجلوكوزامين و الكوندرويتين سلفات وهي مواد قد تفيد في الحالات المبكرة في تقليل الألم والتورم. وعادة ما يحتاج العلاج بهذه المواد مدة شهور ليعطي نتائج جيدة.
- العلاج الطبيعي: وهو مفيد لتقليل الألم وتقوية عضلات الركبة وتحسين مدى حركة المفصل. والعلاج الطبيعي قد يشمل الموجات القصيرة أو فوق الصوت. أو أشعة (الليزر)، فضلا عن التمارين الرياضية.
- استخدام العكاز: قد يحتاج المريض إلى استعمال عصا خفيفة في اليد. يتوكأ عليها عند السير لمسافات طويلة نسبيا؛ وذلك لتقليل الحمل على الركبتين. فمن الثابت علميا أن الوزن الساقط على الركبة يقل بدرجة ملحوظة عند استعمال العصا للتوكا.
العلاح الجراحي:
ويتم اللجوء إليه إذا فشل العلاج التحفظي في التغلب على أعراض المرض ولا سيما في الحالات المتأخرة. وقد يشمل العلاج الجراحي أحد الطرائق الآتية:
- جراحات المناظير لتنظيف المفصل ومعالجة تمزق الغضاريف الهلالية وترقيع الغضاريف التالفة.
- جراحات اعتدال تقوس الساقين.
- جراحات المفاصل الصناعية.
علاجات تجريبية:
يبحث العلماء دائما عن طرائق جديدة لعلاج خشونة مفصل الركبة بطريقة أفضل، ومن العلاجات الواعدة في هذا المجال العلاج بالخلايا الجذعية وحقن الركبة (بالبلازما )الغنية بالصفائح الدموية ولكن لم يتم حتى الآن تعميم هذه الطرائق إلى أن يتم الـتأكد من فائدتها بطريقة أكيدة.
(*) الغشاء السينوفي
يبطن بعض المفاصل مثل مفصل الركبة غشاء يطلق عليه الغشاء السينوفي وهو مسؤول عن إفراز السائل الزلالي الكثيف، وهذا السائل يقوم بتزييت سطح الغضاريف حتى يضمن حدوث ليونة في الحركة فضلا عن دوره في حمل العناصر الضرورية لتغذية الغضاريف والقيام بدور ماص الصدمات نظرا للزوجته العالية.
لاتوجد تعليقات