رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 2 فبراير، 2015 0 تعليق

ثمرة من ثمرات توجيهات صاحب السمو أمير البلاد – حملة دفء الشتاء ورغيف الخبز للاجئين السوريين

بعد أن أعطى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح مشكورا مأجوراً أوامره الكريمة بالسماح بجمع التبرعات للأشقاء السوريين اللاجئين؛ حيث تعرضوا لأشد موجة برد وتساقط الثلوج عليهم.

فقررت بالتعاون مع جمعية إحياء التراث الإسلامي (لجنة سوريا) بتوصيل الإغاثة المستعجلة لأربع مناطق حدودية، هي: أورفا، والريحانية، وتل أبيض، وكلِّس.

     وذهبت ومعنا سيارة الفحم، وسيارة كراتين مواد غذائية، وسيارة بطاطين (أغطية)، وكلّما انتهت شحنة، جئنا بشحنة أخرى، وهكذا حتى انتهت المواد كلها، ومعنا عناوين الأسر الفقيرة جدا وأسماؤها ممّن تنطبق عليها الشروط، وكان هدفنا توصيل المعونة الإغاثية العاجلة من أهل الكويت إلى إخوانهم الشعب السوري، نصرة لهم وهذا حقهم علينا، لتخفيف المعاناة والجراح التي تعرضوا لها وهم في عامهم الخامس.

وكنا نريد تسليمها أولاً للأيتام، ثم الأرامل، ثم الجرحى، ثم للأسر حديثة الوصول والنزوح، والجرحى، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى.

      ولا يمكن أن نغطي اللاجئين والنازحين كلهم، الذين يتجاوز عددهم 4 ملايين حسب الإحصاءات الدقيقة، وهم في زيادة يومية مخيفة وهذا العدد من أصل 24 مليون عدد السكان الذين كانوا يقطنون في 14 محافظة على مساحة قدرها 187 ألف كيلو متر، ومن المعلوم أن الحدود السورية التركية تبلغ مساحتها 822 كيلو متراً.

كنا نحرص أن نصل إليهم في الصباح الباكر، ولا نرجع إلا في ساعات متأخرة من الليل.

     وكان الضباب يغطي أغلب الشوارع، ولا ينقشع إلا في الساعة التاسعة تقريبا، وكل أسرة حصلت على (3) أكياس كبيرة من الفحم، وكرتون به مواد غذائية تكفي لمدة 20 يوما؛ إذا كان أفرادها خمسة ثلاث بطانيات، مع توزيع أموال، ولاسيما للأيتام؛ فتأخذ كل أسرة تقريبا  مئة دولار.

اخترنا أفضل السلع ذات الجودة والمتانة، لتكون نافعة وتتحمل، ولفت أنظارنا أمور عدة منها:

- الطفلة براءة؛ حيث ذهب والدها ليشتري لها الحليب، وفي هذه الأثناء ينزل صاروخ على بيتهم فيموتوا جميعا إلا المولودة براءة، والأب خرج ولم يعد، فهبت جارتهم التي لم تتواصل معهم طيلة وجودها هناك، إلا بحكم بعد المسافة، ولكن أخذتها لتعيش مع أطفالها الثلاثة؛ حيث توفي زوجها.

-  أرملة قتل زوجها وعندها ستة أطفال معاقين (تخلف ذهني) ومقعدين، وهي ترعاهم بصبر ورضا بقضاء الله وقدره، وتكتم تعبها ومرضها وكبر سنها؛ فهي تحتاج إلى عربة، وغيارات، وأدوية، وأوان لإطعامهم.

- رأيت الدخان يتصاعد من جميع البيوت، حتى تكونت كتلة من الدخان تعدم الرؤية، وظننت أنها ضباب، فإذا هي تلك الأدخنة الملوثة والمسمومة والخطيرة على صحة الجميع.

- منظر أوجعني جداً، وهو منظر أم لأربعة أيتام، ولا يوجد عندها مال لشراء الفحم، فاشترت أحذية قديمة جداً جداً حتى تحرقها في وسط البيت؛ مما أثر على عيون الأطفال وصدورهم وزادت من معاناتهم.

- بعض المناطق لم تصلها منظمات إنسانية أو خيرية أو وفود؛ لأنها حدودية متلاصقة ولا تبعد إلا أمتارا قليلة، وتسمع دوي الانفجارات وإطلاق النار، وترى الأدخنة المتصاعدة، ومع ذلك يسكن الناس على الأرض، ويأتون بكراتين أو قطع بلاستيكة لتكون لهم مأوى يسكنون فيه.

- فإذا كان المكان فقط فيه أعمدة وأراض مصبوبة بلا أسمنت فتؤجر بمئة ليرة، وإذا كانت بها سقف وحوائط ولا توجد شبابيك أو أبواب؛ فهذه تؤجر بمئتي ليرة، وإذا كان بها ماء وكهرباء تؤجر بأربعمئة ليرة!!

-  والسكن في غالبه لا يمكن أن يطيقه أحد؛ وذلك للتلوث والبرد والثلج الذي يعلوه، وغرف صغيرة جدا، أو غرفة واحدة بها عشرون فرداً، ولا توجد مياه دافئة، بل حمام صغير جداً وبائد تماما!!

- دخلت مدرسة أنشئت من خيام وغرفة خشبية كبيرة، ويدرس فيها 2000 طالب وطالبة، والكتب قليلة جدا، وقد زودتهم بها الحكومة الانتقالية، وبها كراس وطاولات لكنها قديمة جداً وغير صالحة، وطلب مني مدير المدرسة توفير نظارات طبية لخمسة وعشرين طالبا، وسماعات أذن، ومصلى لتعليمهم الوضوء والصلاة، ومصاحف، وكتب تجويد لتعليمهم التلاوة والقراءة.

-  الحرب لاشك أنها أثرت على صحتهم وتعليمهم وإيمانهم وأجسادهم؛ فتجد أمراضا لم تجدها من قبل، وبعضهم يمشي ويتحدث مع نفسه ويفكر في قوت يومه، ومشكلات مستمرة، وهم بحاجة إلى من يذكرهم بالله ويصبرهم ويعلمهم، ويوجد ما يشغلهم؛ لأنهم يعيشون في فراغ منذ خمس سنوات وإلى الآن.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يفرج عنهم، ويصرف عنهم كل سوء، ويزيل همهم، ويرفع البلاء عنهم، ويصلح شأنهم ليعودوا إلى بلادهم في سلام وأمن ورغد.

فشكرا لكم أهل الكويت، كلمة قالتها كل أسرة، وكل يتيم، وهذه أمانة أوصلها لكم، فبارك الله لكم في أموالكم وفيما رزقكم، وقد سلمت أماناتكم يداً بيد. أسأل ربي أن يتقبلها من الجميع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك