بالتعاون مع مركز بيت المقدس للدراسات مركز ابن خلدون يختتم فعاليات ورشة: آفاق ما بعد الحرب على غزة
د. بسام الشطي: شعب غزة صَارعَ المستحيلَ؛ ليُقَدِّمَ للعالمِ صورةً جهاديَّةً مشرقَةً أبهرتْ المتقاعسينَ المُتخاذلينَ.
اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات ورشة العمل التي أقامها مركز ابن خلدون للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية تحت عنوان: (آفاق ما بعد الحرب على غزة 2014)، وتأتي هذه الورشة في إطار جهود المركزين لإيجاد رؤية استشرافية لمستقبل الصراع العربي الصهيوني، ولا سيما بعد التطور النوعي للمقاومة الفلسطينية الذي ظهر جليًا في الأحداث الأخيرة.
حروب كارثية
أدار الورشة الدكتور: بسام الشطي أستاذ العقيدة بكلية الشريعة جامعة الكويت، ورئيس تحرير مجلة الفرقان؛ حيث أوضح في مقدمتها أن قطاع غزة شهدَ حروباً واجتياحاتٍ صهيونيَّةً ثلاثةً كارثيَّةً في سنواتٍ متتاليَاتٍ، لمْ يُسعِفْها تقاربُ أزمانِ الحُروبِ بينَهَا، مِنْ التقاطِ أنفَاسِهَا واستردادِ عافِيَتِهَا.
حتَّى كبَّلتِ القطاعَ وأهْلَهُ بأعبَاءَ واستحقاقاتٍ تنوءُ بِحَمْلِهَا الجبالُ، إلَّا أنَّهُ مَعْ هذَا وذَاكَ صَارعَ شعبُهَا المستحيلَ؛ ليُقَدِّمَ للعالمِ صورةً جهاديَّةً مشرقَةً أبهرتْ المتقاعسينَ المُتخاذلينَ.
لهذَا عقدْنَا ورشةً نتَلَمَّسُ بِهَا ومنهَا طرِيقًا للسالكينَ عَلى دَرْبِ النَّصرِ والتمكينِ، مُتَمَثِّلِينَ قولَهُ تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)} (التوبة:105-106).
أهداف الورشة
ثم بيَّن الدكتور الشطي الأهداف التي من أجلها عقدت الورشة وهي:
1- الوقوف عندَ المسؤولية الشَّرعيَّةِ والوطنيَّةِ والتخَصُّصِّيَّةِ المِهَنيَّةِ، حِيَالَ واجبِ النصرةِ والتأييدِ والدعمِ الفكريِّ والمنهجيِّ، لقضيَّتِنَا المقدسةِ فلسطينَ.
2- إعطاءُ الفرصةِ للانسِجامِ والتلاقُحِ الفكريِّ بينَ مُفكِّرِي الأمَّةِ ورُوَّادِهَا والمهْتمِّينَ بِأمرِهَا، لتشكيلِ وَحْدَةٍ فكريَّةٍ لمواجهةِ المشاريعِ الصهيونيةِ وأطمَاعِهَا.
3- الإسهام فِي تبصيرِ جماهيرِ الأمَّةِ ورِجالاتِهَا والعاملينَ لأجلِ نهْضَتِهَا والذَّبِّ عنْ حِيَاضِهَا.
4- تقديم تَصَوُّرً ورُؤىً مستقبليَّةً يمكنُ أنْ تُسهِمَ في استبصارِ الطريقِ نحوَ التحريرِ وترشِيدِ المَسيرَةِ، بوصفها محاولةٍ لمعرفةِ آفاقِ الصِّراعِ الصهيونيِّ فِي عَقْدِهِ الأخيرِ فِي فِلسطينَ فِي ظِلِّ متغيراتٍ مُتسارِعَةٍ بِمنطقَتِنَا العَربيَّةِ. مِنْ خلالِ قياسِ الماضِي بحاضِرِهِ، وقابِليَّةِ تحسينِهِ، منْ خلالِ العملِ علَى المعاييرِ والتوجهاتِ المستقبليَّةِ التاليَةِ: الممْكنُ والمحتملُ والمُفَضَّلُ، والأقربُ للوقوعِ، أوْ مَا يُعَبِّرُ عنهُ الأصُولِيُّونَ بـ: مَآلاتِ الأمورِ.
5- استشراف مستقبل القضية لتقديمه بوصفه ورقةٍ إِلَى أصحابِ القرارِ في الأمَّةِ بأنواعِهِمْ ؛ لنُسْهِمَ -عملياً- في مسيرةِ الجِهَادِ وتَرشِيدِهِ.
نُخْبةٌ متميِّزةٌ
وقد شارك في الورشَةِ نُخْبةٌ متميِّزةٌ مِنْ أساتذةٍ فضَلاءَ، وَدكَاتِرةٍ نجَباَءَ لهمْ باعٌ طويلٌ وعقودٌ منَ الزَّمنِ في العمَلِ السِّياسِيِّ والفِكرِيِّ والدَّعَوِيِّ والإعْلامِيِّ، منهم نائب رئيس مركز ابن خلدون المهندس سالم الناشي، والدكتور: محمد أبو سخيلة، والدكتور: سامي الدلال، والدكتور: غازي التوبة، والدكتور: سلمان أبو ستة، والدكتور: صباح الموسوي، والأستاذ: عبد النبي درويش، وشارك عن طريق (السكاي بي) مستشار الرئيس التركي، محمد زاهد جول.
خَاتِمَة الوَرْشَةٍ
وفي ختام الورشة شكر الدكتور الشطي المحاضرين ورجا أن تكونَ الورشة قَدْ أسهَمْت فِي بِنَاءِ سِيَاقٍ فِكْرِيٍّ ورؤية مستقبلية للصراع في هذه الأرض المباركة، مِنْ خِلَالِ عَمَلِيَّةِ تفكيرٍ جَمْعِيٍّ، فِي مُحِيطٍ بِيئِيٍّ هَادِئٍ متَعَدِّدِ الخِبْراتِ عميقٍ فِي التصوُّرَاتِ خبيرٍ فِي حَالِ الأُمَّةِ.
وسَيَسْعَى المركزانِ وَبِحَوْلِ مِنَ اللهِ وَقُوَّتِهِ، إِلى نَشْرِ هذِهِ الأَعْمَالِ في كتابٍ يجمعُ أبحاثَ هَذِهِ الورشةِ، يُوَزَّعُ عَلى أصحابِ القَرَارِ مِنْ وزراءَ وسفراءَ وبرلمانِيِّينَ وأَكَادِيمِيِّينَ، إسهاماً منه فِي إيصالِ الرسالةِ إلى أكثرِ عددٍ مِنْ شريحةِ النَّافِذِينَ وَالُمؤَثِّرِينَ، وكذلك التَنْسيقُ مَعَ بعضِ القنَواتِ الفَضائيَّةِ لِبَثِّهَا علَى جماهيرِ المشَاهدينَ لِتُسْهِمَ بوَعْيٍ وإدراكٍ شعْبِيٍّ عامٍ.
لاتوجد تعليقات