أمـــراض الكـبـــد(7)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد: هذا موعدنا مع الحلقة السابعة من أمراض الكبد, وفيها نجيب عن أسئلة كثيرة حول فيروس سي.
أولا: ماذا يأكل مريض فيروس سي؟
أما بالنسبة للطعام فيجب تناول طعام غذائي متوازن، وتناول حبة البركة، فهي - بإذن الله - شفاء، فهي تقوي الجهاز المناعي، وتناول العسل؛ لما فيه من شفاء للناس. وينصح مريض الكبد بأن يتناول الأغذية الطبيعية الطازجة لغناها بمضادات الأكسدة التي تعمل على حماية خلايا الكبد، مثل الجزر، والبطاطا، والبروكلي، والفيتامينات، مثل الفواكه والخضروات والأطعمة البحرية، مع ضرورة الاهتمام بنظافة الأطعمة. ومن أهم الأغذية التي تعمل على تنشيط الكبد الخرشوف الذي يحتوي على مادة السينارين المنشطة للكبد في حالة قصور وظائفه، والفجل والكرفس والحمص والزعتر. ومن المهم زيادة الألياف في الغذاء من مصادرها الطبيعية، وهي الخضار الورقية الطازجة، ولاسيما التي تحتوي على الكبريت الطبيعي مثل الكرنب والثوم والبصل والحبوب الكاملة (البر) والفواكه غير الموز، فالألياف تحسن من عملية الإخراج وتمنع الإمساك، كما ينصح بتناول الزبادي الذي يساعد على عملية الهضم. وينصح بالابتعاد عن الأطعمة المقلية، ويفضل الطعام المطبوخ أو المسلوق، وعدم تناول المريض للأطعمة المحفوظة والمحمرة على درجات حرارة عالية والمشروبات الغازية والحلويات الدسمة والمخللات، كما يشجع المريض بالحرص على تناول الطعام في هدوء حتى لا يشعر المريض بالتخمة والامتلاء الذي يزيد من إحساسه بالإرهاق.
ثانيا: هل يصوم مريض الكبد؟
يمكن لمريض الكبد إذا كانت حالته مستقرة، وإنزيمات الكبد منتظمة الصيام، مع اتباع النظام الغذائي المذكور هنا، وبشرط ألا يكثر من تناول كميات الطعام في الإفطار والسحور، وألا يتناول الطعام بصورة مفاجئة، مع مضغ الطعام جيداً حتى تتمكن الإنزيمات الهاضمة من أن تؤدي دورها، فالإسراع في تناول الطعام يبتلع معه المريض كمية من الهواء تؤدي إلى الانتفاخ وعسر الهضم. وبالطبع فعلى مرضى فيروس الكبد (سي) التوقف كلياً عن الكحوليات؛ فإنها الدراسات أثبتت أن فيروس (سي) يتطور بسرعة في المرضى الذين يتناولون الكحول الذي يسبب تشمع وتليف الكبد، والتي من أعراضها فقدان الشهية، والغثيان، والاستفراغ، وبالتالي نقص الوزن نقصا حادا، كي يقرر الطبيب المعالج حاجة الإنسان المصاب بالفيروس (سي) للعلاج أم لا فإنه يقوم بإجراء العديد من التحاليل منها إنزيمات الكبد، ومنها تعداد الفيروس في الدم، وهو ما يسمى ( Pcr )، وفي حال وجود ارتفاع مستمر في إنزيمات الكبد المستمر فيلجأ الطبيب لإجراء عينة أو خزعة من الكبد، ويقرر على ضوء العينة مدى الحاجة للعلاج.
ثالثا: هل الأعشاب قادرة على قتل الفيروس سي؟
بالنسبة لعلاج الفيروس سي بالأعشاب، فإنه في شهر 3 / 2011 نشر المركز الوطني للمعهد الأمريكي للطب البديل، والعلاج بالأعشاب تقريره حول العلاج بالأعشاب للفيرس سي وكان فيه الأمور الآتية: - لا يوجد أي إثبات علمي بأن أيا من الأعشاب أو البدائل الطبية المستخدمة حاليا فعالة في علاج فيروس الكبد سي. - في عام 2003 كذلك تم مراجعة 13 دراسة لاستخدام الأعشاب، وكانت النتيجة أنه لا يوجد أي إثبات أنها فعالة. وفي عام 2002 كذلك كان هناك مراجعة للأبحاث التي نشرت حول الطب البديل، وكانت النتيجة أنه لا يوجد أي دليل على فعاليتها. وستجد الكثير من المواقع التي تروج عن الكثير من الأعشاب وتذكر لك أن فلانا أخذها، وتحسن وضعه، وإذا أراد المريض أن يتناول أي شيء فعليه أن يتناول العسل وحبة البركة، فالله الشافي المعافي ذكر العسل بأن {ﮥ ہ ہ} (النحل: 69)، وفي حبة البركة قال المصطفي [: «فيها شفاء من كل داء إلا السام».
رابعا: هل للاستسقاء علاج فعال
إن الألم لا يتوقف إلا بالمسكنات القوية؟ وهل الموضوع يصل إلى حدوث أورام؟ وهل الحالة النفسية لها دور في العلاج؟ وما هي الأكلات المفروض أن تأكلها؟
العلاج الأساسي هو علاج الفيروس نفسه، إلا أنه متى وصل الأمر إلى مرحلة الاستسقاء، فهذا يعني أن تليف الكبد وصل إلى مرحلة متقدمة؛ لذا فإن العلاجات تكون للتخلص من الماء في البطن وتقليله.
ففي حالات الاستسقاء المتوسط فإن العلاج يكون خارج المستشفى، ويكون الهدف تنزيل الوزن بمعدل كيلو واحد كل يوم إذا كان هناك تورم في القدمين، أما إذا لم يكن هناك تورم في القدمين فيكون الهدف تنزيل الوزن بمعدل نصف كيلو كل يوم، وأما إن كان الاستسقاء شديداً فيعالج المريض داخل المستشفى، وعادةً ما يتم سحب السائل من البطن. العلاج يكون بتقليل كمية الملح، وهذا يكون فعالاً في 15% من المرضى، ثم بإعطاء مدرات البول، ويزيد الطبيب الجرعة من 100 ملغ إلى 400 ملغ إن لزم الأمر، وقد يضيف الطبيب أيضاً مدراً آخر إن لزم الأمر، وفي الحالات الشديدة يتم سحب السائل من البطن. أما بالنسبة للورم، فقد يحدث ورم في الكبد من فيروس (سي)، إلا أنه يظهر بالسونار، ولابد وأنه قد تم تصوير الكبد عندما تم اكتشاف الحصوات والدهون على الكبد. الحالة النفسية لها دور في كل الأمراض عموما، وقد يشعر المريض بالاكتئاب نتيجة الألم وكثرة الذهاب إلى الأطباء، وأحياناً يشعر المريض وكأنه عالة على عائلته، وبما أن المريض ينتكس أحياناً وتزداد حالته سوءاً، فإن ذلك يؤثر على نفسيته أيضاً. أما بالنسبة للأكلات فإنه يراعى عند إعداد الوجبات لمريض الكبد تقييم حالته الصحية جيداً، وتحديد التوصيات حسب حالته وعمره، ولابد أن يوفر الغذاء جميع العناصر الغذائية اللازمة:
- أول شيء يكون بتقليل كمية الملح في الطعام.
- يتناول مريض الكبد 0.8 جم لكل كيلو جرام من وزن الجسم من البروتينات الحيوانية عالية الكفاءة الحيوية، إلا في حالات الغيبوبة الكبدية التي ينصح فيها بالإقلال من البروتينات.
- أما الدهون فالأفضل إعطاؤه دهوناً سهلة الهضم، مثل الزيوت النباتية في حدود 50 جراماً يومياً، وينصح المريض بتناول الدهون سهلة الهضم (أوميجا) الموجودة في زيت الذرة ودوار الشمس.
- وينصح مريض الكبد بأن يتناول الأغذية الطبيعية الطازجة لغناها بمضادات الأكسدة التي تعمل على حماية خلايا الكبد، مثل الجزر، والبطاطا، والبروكلي، والفيتامينات مثل الفواكه، والخضراوات، والأطعمة البحرية، مع ضرورة الاهتمام بنظافة الأطعمة.
- ومن أهم الأغذية التي تعمل على تنشيط الكبد الخرشوف الذي يحتوي على مادة السينارين المنشطة للكبد في حالة قصور وظائفه، والفجل، والكرفس، والحمص، والزعتر.
خامسا: هل الماء والعسل يسهمان في القضاء على فيروس الكبد (سي)؟
لم يثبت العلم لنا شيئاً؛ فلا يعني ذلك أن العسل لا يفيد في التهاب الكبد، وقد ذكره الله -تعالى- في كتابه {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} (النحل: 69)، فتوكل على الله، وثق بما أنزله الله، وخذه مع الأدوية التي يصفها لك الأطباء لالتهاب الفيروس (سي.).
- سمعنا عن علاج جديد لفيروس سي, ما هو؟
اعتمدت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية العلاج الجديد لفيروس الكبد (سي) عقار (سوفو سبريفير) الذي اكتشفه باحثون أمريكيون وتم التأكد من مدى فاعليته وجدواه ونسبة شفائه المرتفعة التي تصل إلى أكثر من 90% لمرضي التهاب الكبدى الوبائي.
وتم تسعير العقار الجديد الذي وصفه أطباء الكبد بـ(المعجزة)، وتعتقد منظمة الصحة العالمية أنه بحلول 2020 سيتم القضاء على التهاب الكبد نهائيًا إذا تم استخدام هذا العقار.
الدواء عبارة عن أقراص بدلا من الحقن الإنترفيرون التي يحصل عليها المرضى حاليا لمدة 48 أسبوعا دون فائدة، كما أن الأدوية القديمة الخاصة بعلاج التهاب الكبد أصبحت دون جدوى، كما يعمل الدواء الجديد على منع فيروس (c) الجيل الرابع المنتشر في مصر من الدخول إلى الخلايا الكبدية.
وكانت منظمة الدواء والغذاء الأمريكية شكلت في 15 أكتوبر الماضى لجنة من أساتذة الكبد للتصويت على سلامة الدواء وحصد العلامة الكاملة لتدواله بالأسواق.
وطالب الأطباء وزارة الصحة بدخول الدواء إلى السوق المصرية وبيعه واعتماده في العلاج على نفقة الدولة.
وأكد محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء أن (سوفو سبرفير) العقار الجديد لعلاج التهاب الكبد الوبائي الذي تم التوصل إليه في الولايات المتحدة الأمريكية تم تسجيله في هيئة الدواء الأمريكية وتسعيرته بـ 23 ألف دولار أي 163 ألف جنيه مصرى.
وأشار فؤاد إلى أنه خلال سنوات قليلة سيصبح سوفو سبرفير مثل عقار الإنترفيرون الذي كان يباع بثلاثة آلاف جنيه ووصل إلى 350 جنيها في وزارة الصحة، موضحا أن الدول الغربية وصفته بأنه انتصار للإنسانية.
ولفت مدير مركز الحق في الدواء إلى أن المركز أرسل إلى رئاسة الجمهورية خطابا بضرورة توقيع عقد فورى بمبلغ مليار جنيه كمساعدات لشرائه فضلا عن مخاطبة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أنه لم يصل رد إلى الآن.
وأكد فؤاد أنه إذا تم إنتاجه داخل أي شركة مصرية لابد من موافقة الشركة الأمريكية صاحبة العقار، وسيكون مثيلا وليس الدواء الأصلي، طالبا بضرورة أن تعتمد وزارة الصحة والسكان الدواء، ويدخل في برنامج العلاج على نفقة الدولة.
وأشار مدير مركز الحق في الدواء إلى أن العقار الجديد لعلاج فيروس سي -حسب قانون التسعير- من الممكن أن يصل إلى 30 ألف جنيه ومن الممكن أن تنتجه الشركات بمبلغ نحو عشرة آلاف جنيه.
وقال الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد (تيودور بلهارس) بالجيزة: إن الأدوية القديمة الخاصة بعلاج التهاب الكبد أصبحت دون جدوى، وأن العقار الجديد تم التأكد من سلامته وحصد العلامة الكاملة لتدواله بالأسواق مشيرا إلى أنه يمنع فيروس (c) الجيل الرابع المنتشر في مصر من الدخول إلى الخلايا الكبدية.
(نقلا عن جريدة فيتو).والحمد لله رب العالمين.
لاتوجد تعليقات