رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 17 ديسمبر، 2013 0 تعليق

مجلس التعاون بين ثلاثة خيارات

     لاشك أن مجلس التعاون حقق إنجازات عظيمة، ولكنها دون الطموح الذي تنشده شعوب المنطقة، فمازالت دولنا من أغنى دول العالم قاطبة -ولله الحمد- ولكن مازال المواطن يعاني عدم نيله أدنى حقوقه من حق السكن وحق الوظيفة وحق الرعاية الصحية وحق تكوين أسرة وحق حرية الكلمة وحق حرية التنقل وحق المحاسبة والأمن والاستقرار.

     لايعقل أن دولنا تنتج النفط، ومن ثم نجد المواطن الخليجي يشتكي من مثل هذه الأزمات، وهذا واقع مؤلم وجريح وهو يرى أن دولنا تبيع في كل يوم تشرق عليهم الشمس بملياري دولار!! فأين تذهب ولماذا؟ ففي عام واحد فقط تجاوزت المساعدات للدول 30 مليار دولار!! بينما الشعب يعيش في ذل السؤال عن السكن وأبسط متطلبات الحياة الكريمة، ومن الناحية الثانية يشعر المواطنون في دول المجلس أنهم لم يحصلوا إلا على بطاقة التنقل بدلا من الجوازات وحق تملك الأراضي وحق التجارة وإن كانت في حدود ضيقة!!

     كنا نرجو أن يتم توزيع الأدوار بين الدول لفتح الحدود وكأنها دولة واحدة، وأن تكون الأولوية في التوظيف بعد المواطنين لشعوب المنطقة، وأن يكون هناك اتفاق لبيع وشراء وتصنيع وإنتاج كذا وكذا دون التنافس لإسقاط المنتج والحسد ونحن نريد تكاملا بين الدول حتى نصل إلى الاكتفاء الذاتي، فالدول تقاس بمدى تعاونها ووحدة كلمتها واتفاقها والتناسق والانسجام بينها وليس التفرقة والشتات.

     صعب جدا علينا نحن الشعوب أن نرى ونقرأ ونسمع أن دولنا يتجسس بعضها على بعض، ويتآمر بعضها على بعض ويذكون نار الفتن لتشتعل بين الشعوب، وهذا لايقبله أحد، والمفروض أن نكون كجسد واحد إذا اشتكى فيه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

     من حق دولنا ألا تقدم على خطوة هدفها تقليل مصالح الشعوب وتقييدهم وإلحاق الأذى بهم، ومن حق أي دولة أن ترفض أمرا وتتحفظ عليه ولا تطبقه لكن تبقى في حدود أن تدرس الموضوع بدقة ومزيد من الوقت والإجماع في القرارات، ولكن نريد في كل عام إنجازا جديدا يفرح شعوبنا قاطبة.

     لاشك أن مجلس التعاون حقق إنجازات كثيرة منها: الحفاظ على أمن البحرين، وتحرير الكويت، ودعم سلطنة عمان، ونزع فتيل القتال في اليمن مع أنه ما زالت الجراح تنزف بسبب الحويثيين ودعم الرئيس السابق لإشعال اليمن مرة أخرى حتى لاتستقر حسب ما ذكره الرئيس الحالي.

      مطلوب من مجلس التعاون مواقف جريئة وشجاعة للوضع في سورية ووقف نزيف الدم في مصر الشقيقة، ووضع خطة للأمن في المنطقة بعد عودة العلاقات الأمريكية الإيرانية والشعوب الإسلامية تنظر إلى الخليج على أنه الداعم للشعوب المستضعفة وحقن الدماء، وصمام أمان للأمن الغذائي والعمل الخيري وحماية الأقليات من الاضطهادات التي تتعرض لها الشعوب وداعم قوي للاجئين السوريين.

     المجلس أمام ثلاثة خيارات: إما التراجع وتفكيك الخلافات الظاهرة، أو إيجاد (كونفدرالية) تتحقق باستقلال الدول مع ترابطها ووحدتها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وأمن خارجي، أو اتحاد كاتحاد أوروبا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الآن: هل عملت دولنا لمثل هذه الخطوات وتجاوزت تلك المراحل الصعاب؟ أم هي أقوال لايمكن تطبيقها على أرض الواقع وأخذ المسألة على استحياء دون دراسة دقيقة ومتأنية؟

     نسأل الله التوفيق والسداد لدولنا، وأن يلهم الله عز وجل قادتنا الحكمة والحنكة والرفق وتحقيق ما تصبو إليه شعوب المنطقة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك