(قافلة الحرية) أعطت المسوغات الشرعية لتركيا لقطع علاقتها مع الصهاينة
بينما اليهودي (هرتزل) طلب إلى السلطان عبدالحميد فتح باب الهجرة لليهود مقابل تسديد ديون تركيا لدى الدول الأوروبية والبالغة آنذاك 85 مليون جنيه إسترليني، كان ذلك في 18/5/1901م.
ورفض السلطان عبدالحميد طلب (هرتزل) تأسيس شركة يهودية في الدولة العثمانية رأس مالها 5 ملايين جنيه تركي هدفها تنمية الزراعة والصناعة والتجارة وتدفع له ستين ألف جنيه سنويا مقابل الامتيازات التي يمنحها السلطان للشركة بالإقامة.
وعندما رفض ذلك عرض عليه إنشاء جامعة عبرية في القدس قائلا له: إننا معشر اليهود نؤدي دورا مهماً في الحياة الجامعية في جميع أنحاء العالم، والأساتذة اليهود يملأون الجامعات العالمية، وإننا نستطيع أن نقيم جامعة يهودية في إمبراطوريتكم ولتكن في القدس.
وبعدها سلك (هرتزل) أمورا عديدة منها:
- نشر الفساد في الإدارة الحكومية (الرشوة)، فكلما أخرج السلطان قرارا للتضييق على اليهود لم يطبق للفساد الكبير.
- استطاع تغيير الوالي الشريف (رؤوف باشا) الذي كان حجرا قويا لتقليل الوجود اليهودي، ولكن تدخل سفير أميركا الصهيوني (أوسكار شتراوس) لدى الأجهزة التركية أدى إلى استبداله (برشاد باشا) الذي أعطى كل التسهيلات لليهود من رفع مدة الإقامة وتسهيل شراء الأراضي.
- استطاع جلب اليهود عن طريق السفارات الأجنبية.
- السيطرة على الصحافة التركية عن طريق (د.فيكتور جاكسيون) الممثل الإعلامي للروس الصهاينة.
وهكذا سيطر اليهود بعد أن قالوا إما أن ندخل تركيا في حرب عالمية أو نخلع عبدالحميد بالتعاون مع (تركيا الفتاة) أو يهود الدونمة، وكانوا في مدينة (سالونيك)، فبعد أن خدم السلطان عبدالحميد أمته 30 سنة قرر الخروج وترك زمام السياسة قائلا: «لن أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي».
واليوم اليهود في تركيا موجودون بكثافة ولهم مستشفيات وأندية وشركات ومدارس و17 معبدا وعددهم 25 ألف يهودي جاؤوا من إسبانيا، بعد اضطهادهم وطردهم بسبب محاكم التفتيش وسيطرة (كمال أتاتورك) على تركيا وتحويله إياها إلى دولة علمانية وإقامته علاقات حميمة مع اليهود.
حتى جاءت ملحمة أسطول الحرية، وسهلت مهمة قطع العلاقة مع (إسرائيل) وتجميد المعاهدات، حتى إن حكومة (النتن ياهو) قالت: إننا سنبذل كل ما في وسعنا لإسقاطه (أردوغان وحزبه) في الانتخابات التركية القادمة، لكن حكومة أردوغان حصلت على شعبية عالية لم تحصل لأي حزب منذ أكثر من 70 سنة مرة.
- و(قافلة الحرية) جمعت المجتمع الدولي ووحدت كلمته لتتصدر أخبار فلسطين عناوين الصحف، وجرى نبض الدماء في الأمة واجتمعت المنظمات الدولية للإدانة، وطلب رفع الحصار والظلم عن الشعب في غزة بل وقامت عدة دول بقطع العلاقة مع (إسرائيل).
- (قافلة الحرية) أظهرت ضعف اليهود وجبنهم، رغم أنهم يملكون أسلحة فتاكة وتدريبات عالية واستخبارات دقيقة.
- (قافلة الحرية) أظهرت بسالة الأتراك وتضحياتهم، وكذلك الشباب الكويتي وحبه للعمل الخيري، وحب ولاة أمورنا ودفاعهم عن كل فرد من أبناء الكويت وتلاحمهم.
- (قافلة الحرية) أظهرت الوجه القبيح للعلمانيين وتواطؤهم مع اليهود الصهاينة في مواقفهم المتخاذلة مع الأمة، وأكبر دليل على ذلك تلك الكتابات المسمومة، التي تعاكس التيار لتظهر مدى ما تكنه صدورهم من الحقد ضد كل الأعمال التطوعية والإسلامية.
- (قافلة الحرية) غيرت حقد بعض العرب والفلسطينيين على الشعوب الخليجية إلى محبة صادقة، وأظهرت أن أهل الكويت ضحوا بأرواحهم وتعرضوا لضرب وتعذيب من أجل إيصال المعونات إلى المسلمين العزل في غزة.
فالحمد لله رب العالمين.
لاتوجد تعليقات