بحضور محافظ الجهراء وعدد من الشخصيات والدعاة في الكويت- تراث الجهراء افتتحت مخيمها الربيعي الرابع والعشرين بمحاضرة للشيخ د.عبدالعزيز السدحان
أثنى د. فرحان عبيد الشمري -رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء- على الدور الحكومي الذي تقوم به الدولة تجاه العمل الخيري والدعوي داخل البلاد التي كانت من ثمارها أنها مهدت السبل أمام منهج الوسطية الذي ساندته كافة الأطياف الحكومية مثنيا على دور معالي محافظ الجهراء الفريق ركن المتقاعد فهد أحمد الأمير الذي قدم الدعم المناسب لهذه الوسطية، بل وشجعها بنفسه وبجهوده مشيرا إلى دور الدعاة والعلماء الأفاضل الذين أناروا الدرب أمام طريق الوسطية والدعوة إلى الله متمسكين بالكتاب والسنة مستذكرا الشيخ عبدالعزيز الهده -رحمه الله- ودوره في تأسيس المخيم الربيعي، جاء ذلك في حفل افتتاح المخيم الربيعي الرابع والعشرين الذي أقامته جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء وبحضور معالي محافظ الجهراء فهد الأمير، وثلة من الشخصيات والدعاة داخل الكويت وخارجها ومنهم الشيخ د.عبدالعزيز السدحان الذي حاضر في الافتتاح، والشيخ عبدالعزيز الزهراني من المملكة العربية السعودية الذي أمّ المصلين لصلاتي المغرب والعشاء .
بدأ الشيخ السدحان محاضرته التي جاءت بعنوان: (سنن قلّ العمل بها) مذكرا بأن هذه السنن ليست بواجبة، ولكنه قل العمل بها عند كثير من الناس، لكن إحياءها وتعليم الناس بها فيه من الثمار الكثيرة التي ستتحقق بإذن الله، ومنها ألا يبقى شيء من تلك السنَّة مهجورة، وإن علّم المسلم نفسه هذه السنن ستجده يستشعر لذة العبادة؛ تلذذا يختلف عما تعود عليه، وكذلك السنة التي قل العمل بها من يعمل بها تتسع دائرة أجر من عمل بها، مشيرا بأن إحياء هذه السنن المهجورة يأتي من باب حفظ أمر الله، فإن حفظت أمر الله، حفظك الله مشيرا إلى قول ابن رجب: إن حفظ الله للإنسان على نوعين: أولهما: حفظ لأمور دنياه كحفظه لأولاده ولماله ولبيته، والثاني حفظ لدينه فيعينه على طاعته وأداء فرائضه .
وأشار السدحان إلى تلك السنن ومنها تنوع صفات الوضوء؛ فمعظم الناس مستمر على صفة واحدة في الوضوء، مؤكدا أنه على خير، لكنه أشار إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة، وهذه صفة وتوضأ أيضا وغسل كل عضو مرتين مرتين، وهذه صفة ثانية، وتوضأ مرة أخرى وغسل كل عضو ثلاث مرات ما عدا الرأس، وأشار السدحان إلى السنة الثانية التي قل العمل بها وهي الذكر الذي يقال بعد الوضوء، ويجهله كثير من الناس وهو حديث كفارة المجلس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله في ثلاثة مواضع: في قيامه من مجلسه، وفي نهاية وضوئه، وبعد تلاوته، تقول عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «سبحان الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك»، كان يقوله النبي بعد قيامه من مجلسه وبعد فراغه من وضوئه وبعد تلاوته. وأشار السدحان إلى متابعة المقيم في إقامته، والسنة أن تتابع المقيم في إقامته كما تتابع المؤذن في أذانه مشيرا إلى خطأ بعض المصلين في قولهم: أدامها الله وأقامها؛ حيث لم تثبت صحتها عند أهل العلم، مؤكدا على أن رفع اليدين في الصلاة من السنن التي جاءت بها السنة فرفع اليدين يأتي أحيانا مع التكبير وأحيانا قبل التكبير وتارة بعد التكبير. وأوضح السدحان أن دعاء الاستفتاح يحمل صيغا متنوعة ومتعددة ثابتة في كتب السنة، على المسلمين أن ينوعوا فيها إحياء لهذه السنن، ومن الغريب أن بعض المسلمين منذ أن صلى وهو على دعاء واحد في استفتتاح الصلاة؛ مما يُحول هذا الدعاء لعادة كقراءة بعض الأئمة حينما يقرؤون في الصلاة قراءات محدودة يكررها في كل صلاة، وذكر السدلان في الركوع الذي جاء بأكثر من صفة كقول: سبحان ربي العظيم، وقول آخر سبحان ربي العظيم وبحمده، ومرة مع التسبيح سبوح قدوس رب الملائكة والروح .
واختتم السدحان محاضرته بذكر السنة المهجورة التي ترتب على هجرها قلق ووساوس بما يتعلق بالمنامات؛ فالأسئلة كثيرة عند الجمهور عن الأحلام والمنامات التي ينتشر من خلالها القنوات ومفسرو الرؤى على الرغم من قلة عددهم في أزمان الصحابة، والآن نجدهم منتشرين في كل مكان موصيا الجميع بأنه إذا رأيت في منامك ما يقلقك أو يحزنك أو يخيفك فهناك شروط، منها: أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وتستعيذ بالله من شر الرؤيا، ثم لا تحدث أحدا، مشيرا إلى أن إحدى نتائح الحديث عن الرؤى المخيفة أنك تخبر شخصا فيخيفك، ويزيدك وهنا إلى وهن، بل ينبغي على المؤمن أن يحدث بها من يحب، ويتفاءل بها .
وفي ختام فعاليات المخيم الربيعي قام محافظ الجهراء فهد الأمير بتكريم الشيخ د.عبدالعزيز السدحان، والشيخ عبدالعزيز الزهراني ضيفا المخيم الربيعي، اللذان أثنيا على دور المحافظ في رعاية الأنشطة الخيرية والدعوية والشبابية ودعمها داخل المحافظة .
لاتوجد تعليقات