«إحياء التراث» توزع الدفعات الأولى من مواد الإغاثة للمناطق المتضررة من كارثة المجاعة التي تجتاح الصومال- أكثر من (10) آلاف أسرة، وأكثر من (50) ألف فرد حصلوا على مواد الإغاثة في الدفعات الأولى
قامت لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي بتوزيع الدفعات الأولى من مواد الإغاثة المخصصة لبعض المناطق المتضررة من كارثة المجاعة التي تجتاح الصومال ومنطقة القرن الأفريقي.
وفي تقرير مشترك للجنة القارة الأفريقية وجمعية التنمية والإغاثة في إثيوبيا إن المناطق التي ضربتها المجاعة كبيرة جداً، وتعتمد اعتماداً كلياً على الزراعة والرعي، وأن انقطاع الأمطار والجفاف الذي ضرب هذه المناطق قد أفنى المزروعات بشكل كامل، وأدى إلى نفوق أغلب قطعان الماشية والأغنام التي تعتمد حياة الناس عليها .
وجاء في التقرير أن الإغاثة عملت على خطين متوازيين : الخط الأول : محاولة توفير المياه، وخصوصاً مياه الشرب النظيفة، والخط الآخر : توفير المواد الغذائية الضرورية، وقد كانت الدفعات الأولى من مواد الإغاثة قد تم توزيعها على المخيمات في إقليم (أوروميا) في محافظة شرق هرر، والدفعة الثانية تم توزيعها على المخيمات في الإقليم الصومالي .
وقد بلغ عد الأسر التي استفادت من الدفعة الأولى من حملة الإغاثة أكثر من (10) آلاف أسرة يصل عدد المستفيدين منها إلى أكثر من (50) ألف فرد .
وفي تصريح للشيخ/ جاسم العيناتي – رئيس لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي – قال : إن لجنة القارة الأفريقية أدركت حجم المأساة التي تعصف بالمنطقة هناك منذ بداية العام الحالي، وقد بدأنا الاستعدادات المبكرة لإغاثة المسلمين هناك، وتقديم مواد الإغاثة الضرورية .
وأضاف أن الرقعة الجغرافية التي اجتاحها الجفاف والمجاعة أكبر مما توقعنا، فقد شملت جمهورية الصومال بأكملها وجميع منطقة القرن الأفريقي الذي يشمل بالإضافة للصومال جيبوتي وشرق كينيا وجنوب أثيوبيا، وهذه المناطق في غالبها يسكنها المسلمون، ويقدر عدد المتضررين من المجاعة هناك بأكثر من (15) مليون نسمة .
وقد بدأنا بتقديم الإغاثات فعلياً منذ (3) أشهر بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة من خلال مكاتب اللجنة والهيئات المتعاونة معها في كينيا والصومال، ومما زاد من حجم المأساة هناك أن انقطاع الأمطار وما تبعه من تلف للمزروعات بجميع أنواعها قد أدى لموت أكثر من (80%) من الأغنام والأبقار والإبل، مما يعني انعدام أي مصادر لتوفير الغذاء للناس هناك، ونحن على الرغم من البداية المبكرة لتقديم الإغاثات، إلا أننا تفاجأنا بحجم المأساة الذي لم يكن متوقعاً، ونجد أنفسنا عاجزين عن إنقاذ عشرات بل مئات الآلاف ممن يموتون جوعاً أمام أعيننا، مع العلم أن إنقاذ هذه الأنفس لا يحتاج إلى مبالغ كبيرة، وقد قدرنا أن توفير مياه الشرب للشخص الواحد في اليوم لا تتجاوز (20) فلس فقط، وتوفير الطعام له لا يتجاوز (100) فلس كويتي .
وعلى الرغم من ذلك فإن مئات الآلاف يموتون لعدم توافر الماء أو الطعام، لذا فإني أناشد المسلمين، وخصوصاً ونحن قبيل شهر رمضان المبارك أن يبادروا لإنقاذ أنفس مسلمة بأي مساهمة يستطيعونها دون خجل أو تردد، فأنا أعلم أن أحدنا قد يخجل أن يتبرع بـ (100) فلس، ولكن يجب أن نعلم أن هذا المبلغ الزهيد قد يعني إنقاذ حياة إنسان في يوم ما .
وأكرر ندائي لحكومات العالم أجمع وللمنظمات الإسلامية ومنظمات الإغاثة الإنسانية كافة ضرورة المبادرة لتقديم كل إغاثة ممكنة قبل فوات الأوان .
وهنا لا بد من الإشادة بتلك المبادرة الإنسانية والأبوية الكريمة لصاحب السمو الأمير الشيخ/ صباح الأحمد حفظه الله بالتبرع بمبلغ (مليون) دولار لحملة إغاثة منكوبي المجاعة في منطقة الصومال والقرن الأفريقي، آملاً أن تكون هذه المبادرة سنة حسنة يسير عليها الرؤساء والأمراء والشيوخ وكبار التجار، بل كل مسلم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هناك .
ولجنة القارة الأفريقية بل وجميع لجان جمعية إحياء التراث الإسلامي تستقبل الآن تبرعات الإغاثة وبأي مبلغ، علماً بأن أصحاب الفضيلة من الشيوخ والعلماء قد أفتوا ولفداحة الكارثة بجواز إخراج الزكاة لصالح الإغاثة .
وختاماً، أسأل الله عز وجل أن يغيث المسلمين هناك، ويرفع عنهم شبح الجوع والهلاك، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين ممن كل شر وسوء، وأن يبارك لأهل العطاء فيما رزقهم.
لاتوجد تعليقات