أمريكا تدعم بشار الأسد بـ 5 مليار دولار لمواجهة الثوار
سرب موقع (ويكيليكس) وثيقة جديدة، مفادها أن الولايات المتحدة قدمت دعما ماليا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بقيمة 5مليار دولار لمواجهة المعارضة المسلحة لأن أمريكا تفضل حكم بشار الأسد على الإسلاميين في سوريا.
فواشنطن ترى أن لا مجال لإسقاط النظام السوري تفاديا لما سيحمله المجهول العتيد ذو الطابع«الأصولي», في إشارة للإسلاميين ولذلك الولايات المتحدة ترفض تسليح الثوار السوريين. رغم الكم الرهيب من المذابح التي اقترفها الأسد.
وتكشف طريقة تعاطي الرئيس باراك أوباما تجاه المأساة السورية خذلان وتامر كبيرين على الثورة السورية فيدعم نظام الأسد سراً وفي الوقت نفسه لا يقوم بتطبيق العقوبات عليه، كما أنه يمارس الضغوط على دول الخليج لمنعها من تسليح المعارضة السوريّة.
وقال مسؤول في المعارضة السورية لصحيفة صندي تايمز: إن وكالة المخابرات المركزية الأميركية منعت خلال الأشهر العشرة الماضية وصول شحنات من الأسلحة الثقيلة المضادة للدبابات والطائرات التي دأبت وحدات الجيش السوري الحر منذ زمن طويل على القول إنها ضرورية في معركتها لإسقاط نظام الأسد.
وأكد عضو المجلس الوطني السوري خالد خوجة إن مخاوف الولايات المتحدة من سيطرة الاسلاميين مخاوف لا أساس لها، ونقلت صحيفة ذي اوستريليان عن خوجة «إن الاسلاميين في سوريا أقلية صغيرة جدا، لا تتعدى 2000 مقاتل بالمقارنة مع أكثر من 100 ألف في صفوف الجيش السوري الحر».
فعندما قامت الثورة في سوريا فقد وجدت إدارة الرئيس أوباما نفسها أمام المجهول، فرجالاته في هرم السلطة هم الذين تريد الثورة الإطاحة بهم، ولا يتوفر لأمريكا البديل. فلا يمكن لعاقل أي كان أن يرى الدم النازف بغزارة في سوريا دون تدخل دولي يوقفه إلا ويشعر بأن وراء ذلك مؤامرة بالغة القذارة تقودها قوى دولية كبرى، ولا يشك عاقل في أن الجامعة العربية موالية لأمريكا، لتمكين الأسد من ارتكاب المزيد من الجرائم.
فالإعلام الإسرائيلي، وكذلك اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، وكل من له مصلحة في حماية إسرائيل، لا يمانعون عن بقاء النظام السوري في سدة الحكم، فالجولان (المحتلة) هي أهدأ الجبهات العربية الإسرائيلية على مدى أربعة عقود، وبقاؤها بهذا الهدوء سببه النظام الحاكم في سوريا، وغيابه، أو حتى ضعفه، يعني أن احتمالات إشعال جبهة الجولان ستكون أقوى مما هي عليه الآن؛ وهذا مسوّغ كاف لأن تعض إسرائيل وأمريكا على بقاء النظام السوري الحالي حاكماً بالنواجذ.
وأتساءل هنا كيف يستطيع العالم أن يرى شعبا يذبح أطفاله بالسلاح الأبيض وتغتصب نساؤه وتحرق أحياؤه ويسكت كأن شيئا لم يحدث، إلا إذا كان الأسد مدعوما بالفعل من هذا العالم الذي يستمتع بقتل المسلمين في سوريا. ويظهر الدعم الأمريكي للأسد جليا في كل تصرف غربي بل وبكل تصريح فأمريكا هي التي تسمح لبشار الأسد بأن يدمر البلاد وحضارتها وثقافتها.
وفي نهاية مقالي أقول لأمريكا وكل من يدعم إرهاب السفاح بشار الأسد أن القادم في سوريا سيكون زلزالا على الجميع،فحجم الجرائم التي ترتكبها شبيحة الأسد في سوريا، وبدعم ظاهر من الغرب وإيران وحزب الله، كفيل بخلق مزيد من الإرهابيين، بل إن سوريا ستصبح بمثابة مصنع لتفريخ الإرهاب، فكلما طال الظلم والقهر والقتل فإن مزيدا من الناس ستتطرف.
لاتوجد تعليقات