رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.عثمان قدري مكانسي 21 يناير، 2013 0 تعليق

قراءة في خطاب بشار.. بعد صمت طويل

 

قال بشار الأسد في خطابه: إن الأمن والأمان غابا عن شوارع البلاد، وإن المعاناة تعمّ سوريا، وأنكر أن يكون ما يحدث في سوريا ثورة، فالثورة بحسب ما قال تحتاج لمفكرين، ومبدعين!

صدق بشار حين اعترف بأن الأمن والأمان غابا عن الوطن، وتناسى أنه ونظامه سبب هذا الغياب، وأن المعاناة بسبب جرائمه وجرائم نظامه وشبّيحته، أما إنكاره أن ما يجري في سورية ثورة فهذا تغافل لا يُنجيه، وافتراء وقع فيه.

     إن ميزان الثورة في العالم يقتضي أن يشارك فيها 5٪ من الشعب، فماذا تقول عن 30٪ من أهل سورية على الأقل حملوا مشعل الثورة وسلاحها يقاتلون النظام؟ فالثورة في سورية بالمقياس المعروف تعادِل ست ثورات في آن واحد.

     ولكنّ الغباء المسيطر على الديكتاتور جعله ينفي الإبداع عن الثورة وينكر أن فيها مفكرين، بل إن الشعب السوري قمة التفكير وحُسن البناء والتنظيم، وهذا ما شهد به الأعداء قبل الأصدقاء.

     وألقى مجرم النظام الأول باللوم على من سماهم التكفيريّين، ولعل القارئ يعلم أن بشار تكفيري من الطراز الأول، وما التكفيري إلا من ينكر على المسلمين أن يلتزموا بدينهم ويحاول بكل الوسائل أن يثنيهم عن إيمانهم ويحوّلهم إلى علمانيين يعيشون للدنيا دون فهم الحقيقة، وعلى مبدأ «إذا لم تستح فاصنع ما شئت» أرهب الشعبَ المصابرَ براجمات الصواريخ والمدافع والصواريخ الباليستية والحرب الكيميائية و(صواريخ سكود) وقذائف الطائرات، وقطع عنهم الاتصالات والكهرباء وضرَب البنى التحتية ودمّرها، ثم يتهم الشعب المصابر بأنه إرهابي، فمن الإرهابي يا تُرى؟!

     ونفى رئيس الإجرام في سورية أن يكون تابعاً لأحد، أو يكون لأحد عليه وصاية. والعالم كله يعلم أن الدولة الفارسية تمارس عليه أبوّة فاقعة وتمدّه بالسلاح والعتاد والمقاتلين، وتدافع عنه في كل المحافل باذلة مليارات الدولارات وبراميل النفط لشراء المواقف الدولية المنحازة وشراء الذمم، وما موقف الصين وروسيا ببعيد، كما أنها دفعت النظام العراقي الطائفي للتبرع بعشرات المليارات من الدولارات لإنقاذ ربيبها بشار من سقوط ذريع محقق.

     ولأن بشار يعلن أنه لن يحاور المسلحين بل القوى التي تحرّكهم فنقول: «أبشر بطول سلامة يا مربع» ولن يطول الزمن حتى يصل المجاهدون إليك حيث لا ينفع الندم، ولا ينجي الحذر من القدر. فالكلمة لمن يحمل روحه على راحته، ومن يؤيده بكل غال وثمين لإزاحة كابوس الظلم عن سورية الحبيبة.

     لم يعلن النظام الطائفي العفن مكان الخطاب ولا زمانه كي لا يصل إليه الثوار في الوقت المناسب، في وقت يعلن فيه المجرم المغتصب شروط المنتصر وهو في دَرك الهزيمة والتلاشي، ولكن ماذا تقول لمن ضيّع البوصلة وفقد الاتصال وعمي عن الحقيقة وكذب على نفسه فصدّق كذبته، وهو يظن التخفّي عن أعين الحقيقة وصُبح الواقع؟! إن الجيش الحرّ يحاصر دمشق بعد سيطرته على الضواحي بشكل قوس من الأطراف الشرقية حتى الشمال الغربي لدمشق، والمدن تتحرّر باطّراد في كل اتجاه، أما نظامه فيتقاصر على الرغم من إسعافه بالعدة والعدد.

     أما تكرار الحلول الأمنية فقد تخطاها الثوار بزمن بعيد، ولا يستطيع المهزوم ميدانياً وشعبياً أن يفرض ما يريد من حلول، ولئن ظنّ أن العالم سيبقى معه إلى ما لا نهاية فقد خانه الفهم، فالغرب على رغبته في بقاء النظام الذي أخلص في خدمته فساعده في إيذاء الشعب المصابر ومنع عنه السلاح وتغاضى عن إجرام نظام أسد قرابة السنتين لن يبقى معه كثيراً حين رأى الإصرار والثبات في مقارعة المجرمين ومحاصرتهم يزداد قوة وتمكّناً، والحل سيكون فقط على يد الشعب الذي يدك عرش بشار المتهالك ويخلخله يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة.

     ويَصدُق الكذوب مرة أخرى حين يعتبر أن ما يحدث في سورية ليس صراعاً بين حكم ومعارضة، بل هو (صراع بين الوطن وأعدائه)، فالوطن وأهله قرّروا أن يطردوا الغاصب الأسدي الذي عادى الشعب وخان الأمة وكان معول هدم على مدى سنوات، وأن يطهر الوطن من الخونة والعملاء الذين كانوا درعاً واقية للدولة العبرية التي تجيّشُ العالم لخدمة عملائها المخلصين لها، وستخرج سورية من أزمتها بوحدة شاملة وحراك وطني شامل ينقذها من براثن المتعطشين للدماء الوالغين في أحشاء الشعب الراتعين في حرماته.

    لم يأت رئيس النظام الأسدي بجديد سوى أنه أوضح للمتعامين عن الحق أنه مهزوز، ولن تنفعه مقوياتهم التي يرفدونه بها، وسقوطه وشيك بإذن الله، قد أبى الشعب إلا أن يستأصل الورم الخبيث الذي استفحل في جسم الأمة بعملية قيصرية كالتي حدثت في ليبيا للقذافي الهالك المغرور.

     إن الظالمين لا يتعلمون الدروس ممن سبقهم، والغبيّ لا يتعلم حتى من نفسه ولو صار على حبل المشنقة أو تحت المقصلة، ولو كان يتعلم ما استمر في غيّه وضلاله، ولكن صدق فيهم قول رب العالمين: {ونذرهم في طغيانهم يعمهون}.

 

 

موسكو: يستحيل استبعاد الأسد

55 دولة تطلب إحالة الملف السوري إلى « الجنائية الدولية»

 

     جنيف, موسكو - وكالات: مع اقتراب النزاع السوري من نهاية شهره الثاني والعشرين حاصداً أكثر من 60 ألف شخص بحسب أرقام الأمم المتحدة, قدمت 55 دولة إلى مجلس الأمن الدولي, عريضة أعدتها سويسرا واستغرق جمع التواقيع عليها قرابة سبعة أشهر, لرفع ملف النزاع إلى المحكمة الجنائية الدولية من أجل فتح تحقيق بشأن ارتكاب جرائم حرب.

     وسلمت الرسالة إلى مجلس الأمن, وهو الهيئة الوحيدة المخولة بإحالة الملف, فيما أفادت مصادر ديبلوماسية أن دولا أخرى قد تنضم إلى الموقعين على العريضة التي تدعمها الولايات المتحدة دون التوقيع عليها كونها ليست عضوا في المحكمة.

     ولا تحظى المبادرة بفرص قوية للنجاح, ولاسيما بعد فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرارات في شأن النزاع, بسبب استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع إدانة النظام السوري, علماً أن موسكو وبكين ودمشق ليست أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية.

وجاء ذلك غداة تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استحالة استبعاد الرئيس بشار الأسد من العملية السياسية

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك