بريد القراء
السياحة تقوم على الأخلاق
زرت مصر بهدف الاستفادة من رسائل الماجستير في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، واستأجرت فندقا يمنع وجود الأصدقاء ولا يوجد فيه البارات، نسأل الله أن يشهد عهد الثورة في عصر مرسي تعميم تجربة الفندق تحت مسمى فنادق بلا عري.
وبعد العشاء ذهبت إلى مطعم بيتزا مجاور للفندق الساكن به، وقد أزعجني وجود موسيقى بأعلى صوت من قناة فضائية غنائية، فطلبت من أحد العاملين تغيير القناة إلى قناة أخرى ليرى الإنسان ما يفيده، فقال: لا يمكن ذلك، سياسة المطعم تحتم أن أضع قناة غنائية وإذا أردت أن أغير القناة فإني أغير إلى قناة غنائية.
لماذا مروجو الانحلال يجبرون الناس عليها، أنا لا أريد أن أسمع ما الحل؟! للأسف أغلب المطاعم في مصر تكون فيها أنغام الموسيقى وكذلك في المطار قلبت إلى بارات من الإصرار العجيب على وجودها فمتى نقول لهذه وداعا؟!
إنني أطالب بالعمل على إزالة هذا المنكر؛ لأنه بإزالة المنكرات تقوى الدولة، يكفى أن أذكر بأن انتصار أكتوبر 1973 بدأ بـ«الله أكبر».
إن السياحة تقوم على الأخلاق إذا كان هدفها الرزق، قال تعالى: {ومن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب}.
وقال تعالى: {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}.
يقول ابن عاشور: فيجوز أن يكون معنى إقامة التوراة والإنجيل إقامة تشريعهما قبل الإسلام، وقيل إقامة التوراة والإنجيل العمل بمقتضاهما وعدم تحريفهما، أي: لو أطاعوا أوامر الله وعملوا بها لسلموا من غضبه فلأغدق عليهم نعمه، ومعنى {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} تعميم جهات الرزق، أي: لرزقوا من كل سبيل، وقيل: المراد بالمأكول من فوق ثمار الشجر، ومن تحت الحبوب والمقاثي، فيكون الأكل على حقيقته، أي لاستمر الخصب فيهم.
مازن عايض الجعيد
فانتقِ منهم أطيب ثمارهم
في لفظ الصديق معاني ينصت لها القلب قبل الفكر، وتنهض المشاعر متدفقة في مودة وحب تستكين له النفس، وتتآلف في صفاء روحي وتجاذب وتقارب يجعل من الفطرة السوية، ميلاً إلى المخالطة والمعاشرة والمجالسة، ومنها: المصاحبة التي هي الدافع إلى اكتساب طبائع الآخرين وسلوكهم ومعاملاتهم وعقائدهم.
وقد تكون تلك الصداقة أو المصاحبة سببا في شقاء الإنسان أو سعادته، بحسب اختيارنا وميلنا نحو الآخر، ولأن الأرواح جنود مجندة، فهي تقود بعضها بعضا إما إلى الخير أو ضده.
والإنسان الفطن ذو العقل الراجح المتفكر يسعى إلى اختيار صاحب الخلق والدين على غيره، متمسكاً بفضائله والاقتداء بطباعه، وتتبع أثر صفاته ولا سيما صدقه.
ومن الصداقة أنها مصادقة ومكاشفة، ومحبة تتجرد من الأهواء والمصالح، تجرُ في صلاحها إلى فعل محمود، وسلوك حسن سوي متزن، وتوجه تتعادل معه كفة الأمور بالنظر إلى الأحكام برؤية وبصيرة ثاقبة.
عـــــاشر أناسا بالذكاء تميزوا
واخــــــتر صديقك من ذوي الأخلاق
والصديق الصالح الحافظ لدينه وخلقه، أعظم ما يعين على تحقيق التقوى والاستقامة، يقول ابن مسعود رضي الله عنه «ما من شيء أدل على شيء من الصاحب على صاحبه»؛ لأنه يقتدي بفعاله وأعماله. وإذا كان من أهل التقوى فإنه يقوي فيه الإخلاص، ويعينه على الثبات ويرتقي به من مزالق الأهواء إلى مراتب الأخلاق الفاضلة والحياة الهانئة.
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: «ما أعطي العبد بعد الإسلام خيرا من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم من أخيه ودا فليتمسك به».
وكما أن الأشجار ثمار متنوعة، فإن الأصدقاء صفاتهم متعددة فانتق منهم أطيب ثمارهم، وصاحب من يكون ذا نفس أبية وهمة عالية، وذا صلاح وفلاح، وعلم وأدب وحكمة وتفقه في الدين، وإن العبد ليستمد من لحظ الصالحين قبل لفظهم لأن رؤيتهم تذكر بالله.
ومن أجلّ الصداقة الحب في الله الذي من تمسك به كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله «ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه » متفق عليه.
وقد قال الألباني عن الحب في الله: «إن ثمنه أن يخلص لصديقه، وذلك بالمناصحة دائماً وأبداً، بأن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا} (الكهف:28).
وكان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهم على الآخر: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} (العصر).
فعلينا أن نتواصى باختيار الصديق الصالح الذي يكون مفتاح خير، مغلاق شر، من الذين كأنهم قبسات من نور نهتدي بهم في طريق الخير، ويعينوننا بعد الله على نوائب الدهر، وكما قال المناوي نقلا عن الغزالي: زيادة الإخوان في الله جواهر عباد الله ومنها الزلفى الكريمة إلى الله، مع ما فيها من ضروب الفوائد وصلاح القلب،
فطوبى لمن صاحب خيار الناس وانتقى من الثمر أطيبه.
فاطمة الخماس
خاطرة المجلس الأدبي - أدبية
المجلس الأدبي ذلك المحل الذي يجتمع فيه الراغبون في هذا النوع من المجالات وهو مجال الأدب والشعر، هو مجلس جيد حيث يجتمع فيه نخبة من الناس لتدارس القضايا الأدبية التي تدخل ضمن نشاط الناس في هذا المجتمع والتي تدور حوله للنهوض بالمجتمع إلى أحسن الأحوال، وكذلك تدارس الأدب في العصور السابقة: في الإسلام والعصر العباسي والأموي وغيرها من العصور، إنه مجلس مفيد وزاخر بالموضوعات التي تطرح فيه ويكون أسبوعيا وله برنامج تحدد فيه الموضوعات التي سوف تطرح للنقاش من قبل المختصين في هذا المجال، والله الموفق.
يوسف علي الفزيع
لاتوجد تعليقات