رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 10 ديسمبر، 2012 0 تعليق

السياسة الشرعية -الشرك بالله من أعظم الذنوب

 

     إن أعظم ما عُصي به الله عز وجل منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا الشرك بالله؛ لذلك وصف الله هذا الذنب بالظلم العظيم؛ حيث قال: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان: 13) فالشرك يحبط جميع الأعمال إن مات عليه صاحبه ولا يغفره الله أبدًا ما لم يتب منه قبل الموت, قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} (النساء: 48) فالله هو الذي خلق, وهو الذي يحيي ويميت, وهو الذي يرزق عباده من فضله, ومع كل تلك النعم والمنن يشرك به الإنسان؛ لذلك استحق من الله العقاب على ذلك وهو نار جهنم خالدًا فيها, قال تعالى: { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (المائدة: 72).

     والشرك نوعان: الشرك الأكبر: والشرك الأصغر, أما الشرك الأكبر فهو اتخاذ شريك مع الله فيما اختص به سبحانه وتعالى، وله أنواع:

     شرك في الربوبية: الله عز وجل رب كل شيء متصرف فيه متفرد بالخلق؛ فمن اعتقد أن ثمة متصرفا في الكون بالخلق والتدبير مع الله سبحانه فهو مشرك, وهذا الشرك قد ادعاه فرعون لنفسه {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (النازعات:24).

     شرك في الألوهية: الله عز وجل الإله المعبود وحده، وإليه تصرف كل العبادات من صلاة وصيام ونحر, فمن يصرف العبادة أو نوعا من أنواعها لغير الله فقد أشرك, كمن يتقرب بعبادته للأصنام والقبور أو يذبح لغير الله.

     شرك في الأسماء والصفات: وهو اعتقاد أن ثمة مخلوقا متصفا بصفات الله عز وجل, فقد اتصف الله الخالق بصفات لا تشبه صفات المخلوقين وتَسمَّى بأسماء لا تطلق إلا عليه, فمن اعتقد في مخلوق أن له صفة القوة كقوة الله, أو العلم بكل شيء كعلم الله ودرايته بمجريات الأمور, أو أن أحدًا يستحق أن يسمى بالرحمن أو رب العالمين أو الخالق، فقد أشرك بالله؛ لأنه ساوى بين الله وبين خلقه في أسمائه وصفاته.

     هذا بالنسبة للشرك الأكبر, أما الشرك الأصغر فهو إن لم يكن يخرج صاحبه من الملة, إلا إنه قد ارتكب ذنباً عظيمًا, وإذا مات العبد على هذا الشرك الأصغر كان تحت مشيئة الله: إن شاء يعذبه، وإن شاء يتوب عليه، وإن شاء يعذبه بما أشرك ثم يدخله الجنة. ومن أمثلة الشرك الأصغر أن تحلف بغير الله من غير اعتقاد أن منزلة المحلوف به كمنزلة الله عز وجل في الإجلال والتعظيم كقول القائل: إن شاء الله وشئت, أو من يحلف بالكعبة, وكذلك الرياء يعد من الشرك الأصغر كما أخبرنا به النبي[ حيث قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء». رواه أحمد وصححه الألباني.

     لذلك أخي المسلم كن حذرًا فيما تقوله وفيما تفعله, واسلك سبل التوحيد في شتى مجالات حياتك, وعلّم أبناءك وبناتك معنى كلمة التوحيد, وما يقربنا إلى المولى عز وجل، وابتعد عما يبعدنا عنه؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على بيان التوحيد الخالص, وبيان الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر، أعاذنا الله وإياكم منهما.

والله الموفق والمستعان. 

Abuqutiba@hotmail.com

Abuqutibaa@

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك