السياسة الشرعية (22) الأمراء والعلماء
يجب أن ندرك جيداً أن من أسباب قوة الأمة اجتماع الأمراء والعلماء, وأسباب القوة في الأمة في اجتماعهما كما قال سفيان الثوري: «صنفان إن صلحا صلح سائر الناس, وإن فسدا فسد سائر الناس: الأمراء والعلماء» وكان أبو بكر الوراق يقول: «الناس ثلاثة: أمراء، وعلماء، وفقراء» ولذلك فإن فسد الأمراء فسدت المعيشة, وإن فسد العلماء فسد الدين، وإن فسد الفقراء فسدت الأخلاق.
من هنا لابد من ضرورة اجتماع مراكز القوة, ولا يصح افتراقها، فالعلماء يدعون للأمراء ويسألون الله تعالى لهم السداد والتوفيق، قال الفضيل بن عياض: «لو لم تكن لي إلا دعوة واحدة لجعلتها في الإمام؛ لأنه بصلاحه صلاح الناس، وبفساده فساد الناس»، كما لا ننسى دور الخطباء وطلبة العلم والوعاظ فهم جند العلماء, فالواجب أن تكون العلاقة بين العلماء وجندهم علاقة تكامل وتواصل, وأيضا العلاقة بين الأمراء والعلماء لابد أن تكون علاقة تكامل, فالعلماء هم أعلم الناس بالدين لذلك فهم ينصحون ويأمرون وينهون, فيجب ألا يُقرّبوا لصلة قرابة وما شابه ذلك, بل يجب أن يكون الأساس هو العلم والأمانة والإخلاص.
ومن هنا فإني لن أطلب من دعاة تجمع الإرادة من الليبراليين والحركيين أن يتقوا الله في هذا البلد وأن يكفوا أيديهم عنها, وعما يصدرونه من مصطلحات وأفكار ليست من صالح الديرة «كالإمارة الدستورية» كما يسمونها لأنهم وضعوا أصابعهم في آذانهم, وكفوا عن الاستماع لآراء غيرهم, بل هذه المرة سأوجه ندائي لعلمائنا الأفاضل ومشايخنا الكرام من أصحاب الدعوة السلفية بأن يوضحوا لمن قد يختلط عليهم الأمر من عوام الناس خطورة ما نحن فيه, والحكم الشرعي في الخروج على الحاكم ومنابذة أوامره والكف عن طاعته, أطلب منهم راجياً من الله ثم منهم الظهور بين الناس بشتى السبل سواء في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.. وغيرها، وأخص بالذكر منها قناة المعالي الفضائية أعلاها الله بطاعته والتمسك بسنة نبيه [، أطلب منهم الظهور بين الناس لتوضيح ما يحدث لنا من فتن وقلائل يثيرها بعض الحاقدين, وأن يبينوا لنا مدى شرعية وخطورة «تجمع الإرادة» على البلاد، وألا نكتفي بإعلان واحد نشر في جريدة أو ظهر في برنامج تلفزيوني, بل لابد من الاستمرار في توعية الناس والسير على هذا المنهاج.
نؤمن تماماً بأن علماءنا لا يريدون إلا أن يعظَّم دين الله عز وجل, يريدون أن تتحقق أسباب المعيشة, وأن يحوز كل فرد من هذه الأمة الدنيا بحذافيرها، كما قال النبي [: «من أصبح منكم آمنا في سربه, معافى في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها» أخرجه ابن ماجه، وحسنه الألباني, لذلك خطابي لهم تذكيراً لا نقداً.
فالحمد لله تعالى على ما نحن فيه من نعم لا تعد ولا تحصى، فقد وهب الله دولة الكويت الخير كله, وحيز لأهلها الخير والرخاء كله فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان?!
حفظ الله الكويت.
والله الموفق والمستعان.
Abuqutiba@hotmail.com
Abuqutibaa@
لاتوجد تعليقات