هل تذكرتِ قبل صندوق العمل
التذكرة الأولى:
في البداية أذكرك بقوله [: «تهادوا تحابوا».
وما هي أحسن هدية وخير هدية وأجمل هدية وأفضل هدية؟
هي نصيحة لأخيك أو أختك في الله تكون لها زاداً في الدنيا وزاداً للآخرة وصندوق العمل ولنا قدوة في رسول الله [ عندما قال لمعاذ: (يا معاذ والله إني لأحبك» فقال معاذ: «بأبي أنت وأمي يا رسول إني والله أحبك، فقال: «أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
التذكرة الثانية:
حبيبتي في الله يا محبة هذا الدين، هل جلست يوماً مع كتاب الله المبين, هل شبعت منه أبداً؟! والله ما شبعنا من هذا الكتاب الذي يأتي شافعاً شفيعاً لأصحابه.
هل تذكرت هذا القرآن يوماً:
• فيه شفاء للمؤمنين.
• كتاب تفطّر منه قلب رسول الله [ وقلوب الصحابة والخائفين
• هل قرأته بعينيك أو بلسانك وقلبك؟
• هل عرفت عجائبه معجزاته؟
• هل تدبرت الإيمان؟
• هل تلذذت بخطابه؟
• هل طرق باب قلبك؟
أحسبك أنك ستقولين: نعم، وهذا كل الأمل فيك، لكنها للذكرى التي لا بد منها، لأنه طريق النجاة: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}.
التذكرة الثالثة:
هل شمرت للجنة: قيل للحسن البصري: يا أبا سعيد كيف نصنع؟ نجالس أقواماً يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير؟ فقال: والله إنك إن تخالط أقواماً يخوفونك حتى يدرك أمن، خير من أن تصاحب أقواماً يؤمّنونك حتي يدرك الخوف».
التذكرة الرابعة:
الموت وسكراته التي عاني منها رسول الله [، تصوري الموت وقد حلَّ بساحتك وملك الموت واقف على رأسك وحشرج صدرك وتغرغرت روحك وثقل لسانك وشخصت العينان وانهدت الأركان.
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} (الحديد: 16).
أريد التوبة، لا أستطيع، عرق من الجبين، لا منجى ولا محيد من أن تعايني هذا الأمر العظيم بعد اللذة والنعيم.
قد حل بك القضاء ثم عرج بروحك إلى السماء فيا لها من سعادة أو شقاء: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} (الواقعة:83) أي الروح.
ونحن عاجزون عن فعل أي شيء: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ} (الواقعة: 85).
نعم يا أخية كفى بالموت واعظاً، كفى بالموت مبكيا للدموع مفرق الجماعات، هاذم اللذات، قاطع الأمنيات، فيا مغرورة بدنياها، ويا معرضة عن الله، ويا غافلة عن طاعة مولاها يا من كلما نصحني الناصحون ذهبت النصيحة في الهواء يا من ألهتني الشهوات وغرني طول الأمل، اسالي النفس ماذا يحصل عند الموت؟
أقول: نعم، سوف أقول: لا إله إلا الله، لكن إذا بقيت على ضياعي وغفلتي وإعراضي, عند الموت لا أستطيع أن أقولها {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} (المؤمنون: 99 - 100).
التذكرة الخامسة:
تذكري يوم التنادي: {يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} (ق: 41 -42).
كيف سيكون حالنا نحن المساكين الضعفاء الفقراء إلى الله: {يَوْمَ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} (الحج:2).
التذكرة السادسة:
نار جهنم يوم القيامة وأهوالها أطلت عليهم وقوفا، نار ذات لهب، وسمعوا زفيرها وجرجرتها تفصح عن شدة غضبها وغيظها {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} (الفرقان: 12).
أين المفر؟ أين المهرب؟ لا نجد لنا مصرفا.
التذكرة السابعة:
هل تذكرتِ الجنة وشوقتِ النفس إلى الجنة ومشيت على الصراط كطرف العين أو كالريح وهذا الصراط على نار جهنم؟
تذكري الوقوف بباب الجنة ومحمد [ يطرق الباب، فيقول رضوان خازن الجنة من؟ فيقول: محمد، فيقول: لك أمرت أن أفتح، فيدخل محمد ومن معه من أهلها.
تتساءلين عن أنهار الجنة، هي من لبن وخمر وعسل وماء صاف هي شرابهم، وآنيتهم الفضة والذهب، وتراب الجنة مسك وزعفران وحور عين حسان، وهناك لذة النظر إلى وجه الكريم المنان.
التذكرة الثامنة:
هل تذكرت أن تتوبي قبل الموت؟ اغتنمي الأنفاس العظيمة تذكري هل تقربنا إلى الجنة أم النار؟ اسمعن حبيباتي في الله الآية التي لما سمعها إبليس بكى وتحسر، آية تؤنس المذنبين التائبين ودعوة للمفرطين العاصين: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53).
اللهم وفقنا لكل خير واغفر لنا ذنوبنا، كم سنعيش؟ ستين أو ثمانين سنة ونحن نركض وراء الشهوات تخيلن الموت والقبر والصيحة، انتصرن على الشيطان وعلى النفس قبل أن نرى الوجوه سوداء والنار تشويها، اللهم اغفر لنا تب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
لاتوجد تعليقات