القدس عاصمة الثقافة.. وأكاذيـــــــب يهــــــــــــود-الحلقة الثالثة-
يزعمون: "أن الأمويين هم الذين أشاعوا قداستها، ووضع الزهري لهم أحاديث ترغب في حج الناس إلى المسجد الأقصى!!
بمناسبة اختيار "القدس عاصمة الثقافة" لهذا العام ومساهمة في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى بالجهد العلمي ، فقد ارتأينا أن نطرح بعض شبهات اليهود وأعوانهم من المستشرقين والفرق الباطنية وأكاذيبهم في التشكيك والتهوين من مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين ، وألحقنا تلك الأكاذيب بالردود من غير تطويل ما أمكن، بغية كشف الحقائق، وحتى يزول الخداع والغشاوة، ويعي الجميع حجم المؤامرة والخداع الذي يحاول أولئك الأفاكون تسطيره وإثباته في مؤلفاتهم !!
وسأذكر في هذا العدد باب شبهة ثالثة من شبه اليهود وأكاذيبهم حول القدس والمسجد الأقصى؛ حيث يزعمون: أن الأمويين هم الذين أشاعوا قداستها، ووضع الزهري لهم أحاديث ترغب في حج الناس إلى المسجد الأقصى!!
ونقول: تلك المقولة من كتابات " جولد تسيهر " - المستشرق اليهودي -ورددها من بعده أتباعه من الباحثين اليهود ؛ فقد زعم أن عبد الملك بن مروان أراد أن يعطي مكانةً للمسجد الأقصى، فوجد صديقه الزهري - وهو ذائع الصيت في الأمة الإسلامية - مستعداً لأن يضع له أحاديث كحديث: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد... ".
وزعم أن الأحاديث التي وردت في فضائل بيت المقدس مروية من طريق الزهري فقط!! وهذا والله عجب من أعاجيب الافتراء والتخريف والتحريف والتلاعب بحقائق التاريخ!!
فأراد " جولد تسيهر " أن يطعن في أول من دون السنة من التابعين الذي يعد من كبار أئمة السنة في عصره، فقد هاجم من قبل أبا هريرة رضي الله عنه ، وهو ركن من أركان السنة في عصر النبي[!
حتى إذا تم له ذلك انهارت السنة بعد أن وجه إليها المعول من ناحيتين: من ناحية رواتها وأئمتها، ومن ناحية الشك بها جملة. ولولا أن الإسلام دين الله تعالى الذي تكفل بحفظه؛ لكانت بعض مؤامرات أعدائه كافية للقضاء عليه ومحو أثره.
ونلخص الرد على مزاعم « جولد تسيهر » المستشرق اليهودي ومن وافقه وأخذ عنه بالآتي:
لا نعلم في الدنيا أحداً اتهم الزهري بأمانته وصدقه في الحديث قبل هذا المستشرق اليهودي المتعصب جولد تسيهر، بل إن " جولد تسيهر " شكك في السنة بأكملها بقوله: "إن القسم الأكبر من الحديث ليس إلا نتيجة للتطور الديني والسياسي والاجتماعي للإسلام في القرنين الأول والثاني"!!
ولو كان الحديث أو القسم الأكبر منه نتيجة للتطور الديني في القرنيين الأولين للزم حتماً ألا تتحد عبادة المسلم في شمال أفريقيا مع عبادة المسلم في جنوب الصين. فمع كثرة الفتوحات والأمم التي دخلت الإسلام إلا أنهم كانوا متحدين في العبادات والمعاملات؛ ولله الحمد فإن كتاب الله تبارك وتعالى محفوظ متواتر، والسنة كذلك، فلا ترى قولا لإمام في القرنين الثاني والثالث إلا سبقه إليه صحابي أو تابعي.
وقد ثبت عنه[ قوله: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي»، وقوله: « لقد تركتكم على الحنيفية السمحة ليلها كنهارها ».
ومن أواخر ما نزل على النبي[ من كتاب الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} (المائدة:3)، وذلك يعني: كمال الإسلام وتمامه.
والإمام الزهري هو: أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري؛ ولد سنة (51هـ)، لقي عشرة من الصحابة منهم أنس بن مالك وابن عمر وجابر وسهل بن سعد، وكان شيخه سعيد بن المسيب - وهو من كبار التابعين في عصره- وقد جلس إليه ثماني سنوات متواصلة؛ وكان شديد الحرص على لقاء العلماء، ولا ينشغل في بيته إلا بالعلم؛ حتى قالت له زوجته: والله لهذه الكتب أشد عليَّ من ثلاث ضرائر.
وكان كثير التردد إلى الشام، ومن صفاته عناؤه في طلب العلم وحفظه وقوة ذاكرته، وقال الإمام مالك: "كان الزهري إذا دخل المدينة لم يُحدث بها أحد من العلماء حتى يخرج منها". وأخرج الذهبي أن الليث بن سعد قال: "ما رأيت عالماً قط أجمع من الزهري، يحدث في الترغيب، فيقال: لا يحسن إلا هذا، وإن حَدَّثَ عن القرآن والسنة كان حديثاً جامعاً".
وقد قال عنه الإمام أحمد: " الزهري أحسن الناس حديثاً، وأجودهم إسناداً".
وقال عنه ابن حجر في " تهذيب التهذيب": "هو الفقيه أبو بكر الحافظ المدني أحد الأئمة الأعلام، وعالم الحجاز والشام ". وقال عنه الذهبي: " هو الإمام الحافظ الحجة، وأطلق عليه عالم الحجاز والشام من كثرة أحاديثه والتنقل بينها ".
وقال عمرو بن دينار: "ما رأيت أبصر بالحديث من الزهري"؛ وقال مكحول: "ما بقي على ظهرها أعلم بسنة ماضية من الزهري"؛ وقال يحيى بن سعيد: "ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب".
وآراء علماء الجرح والتعديل فيه واضحة جلية؛ قال ابن أبي حاتم: " سئل أبو زرعة: أي الإسناد أصح؟ فقال: أربعة؛ أولها: الزهري عن سالم عن أبيه... ".
وقال ابن حبان في كتاب " الثقات " : " محمد بن مسلم بن شهاب الزهري القرشي...، وكان من أحفظ أهل زمانه وأحسنهم سياقاً لمتون الأخبار، وكان فقيهاً فاضلاً روى عنه الناس".
وقال صالح بن أحمد: "حدثني أبي قال: الزهري مدني تابعي ثقة"؛ وقد روى عنه وخرج له خلق كثير من أشهرهم: أبو حنيفة، وعطاء بن أبي رباح، وعمر بن عبد العزيز، وابن عيينة، والليث بن سعد، والأوزاعي، وابن جريج، وخرج له الشيخان البخاري ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، ومالك في "موطئه"، والشافعي وأحمد في مسنديهما، ولا يخلو مسند محدث ولا حافظ من تخريج أحاديث له، بل لا يكاد يخلو باب من أبواب الحديث إلا للزهري فيه حديث أو أثر أو رأي.
وهكذا تضافرت نصوص العلماء على أنه كان أعلم الناس بالسنة في عصره؛ حيث قال: "مكثت خمساً وثلاثين - أو ستاً وثلاثين- سنة أنقل أحاديث أهل الشام إلى الحجاز، وأحاديث أهل الحجاز إلى الشام، فما أجد أحداً يطرفني بحديث لم أسمعه ". وتضافرت روايات الأئمة والحفاظ وعلماء الجرح والتعديل على توثيقه وأمانته وجلالته، ولا نعلم أحداً اتهم الزهري بأمانته وصدقه في الحديث قبل هذا المستشرق اليهودي المتعصب (جولد تسيهر)!!
واتهامه بأنه وضع الأحاديث للأمويين، فهذا كذب محض، وكيف هذا وهو يتنقل بين الشام والمدينة؛ ولم ينكر عليه أحد؟! وأين هي هذه الأحاديث التي وضعها؟ وكيف قبلها أهل الحديث وعلماء الجرح والتعديل؟ ومن سبق هذا " اليهودي " بالقول في الزهري.
فهل يعقل: أن الصحابة والتابعين وفقهاء الإسلام وأئمة الحديث ثلاثة عشر قرناً كاملة قد خدعوا بابن شهاب الزهري!! ولم يفطنوا إلى وضعه للحديث وجرأته في الكذب إرضاء للأمويين!! إلى أن فطن (جولد تسيهر) إلى تلك النتيجة ببصيرته النافذة!! فيا لسوء حظ المسلمين الذين حرموا من رأي هذا الحاقد خلال تلك القرون!!
والزهري ولد سنة إحدى وخمسين أو ثمان وخمسين، ومقتل عبد الله بن الزبير كانت سنة ثلاث وسبعين؛ فيكون عمر الزهري -حينذاك على الرواية الأولى- اثنين وعشرين عاماً، وعلى الثانية خمسة عشر عاماً، فهل من المعقول أن يكون الزهري في تلك السن ذائع الصيت عند الأمة الإسلامية بحيث تتلقى منه بالقبول حديثاً موضوعاً يدعوها فيه للحج إلى القبة بدلاً عن الكعبة؟!!
إن نصوص التاريخ قاطعة بأن الزهري في عهد ابن الزبير لم يكن يعرف عبد الملك بن مروان، ولا رآه بعد، فالذهبي يذكر لنا: أن الزهري وفد لأول مرة على عبد الملك في حدود سنة ثمانين، وابن عساكر روى: أن ذلك كان سنة اثنتين وثمانين، فمعرفة الزهري لعبد الملك لأول مرة إنما كانت بعد مقتل ابن الزبير ببضع سنوات، وقد كان يومئذ شاباً بحيث امتحنه عبد الملك، ثم نصحه أن يطلب العلم من دور الأنصار.
فكيف يصح الزعم بأن الزهري أجاب رغبة صديقه عبد الملك فوضع له حديث بيت المقدس ليحج الناس إلى القبة في عهد ابن الزبير؟!! وابن الزبير كان قد قُتِل قبل بضع سنوات، وبالتحديد في سنة ثلاث وسبعين للهجرة، ولا حاجة لبناء قبة، أو وضع حديث ليحج الناس إليها بعد أن سيطر الأمويون على الحجاز كله، وقتلوا عبد الله بن الزبير الذي بويع هناك، فهذا كذب ملفق مفضوح قد كشفته أحداث التاريخ ووقائعه.
وحديث: "لا تشد الرحال..." روته كتب السنة كلها، وهو مروي من طرق مختلفة غير طريق الزهري؛ فقد أخرجه البخاري عن أبي سعيد الخدري من غير طريق الزهري، ورواه مسلم من ثلاث طرق:
إحداها: من طريق الزهري.
وثانيتها: من طريق جرير عن ابن عمير عن قزعة عن أبي سعيد.
وثالثتها: من طريق ابن وهب عن عبد الحميد عن عمران بن أبي أنس عن سلمان الأغر عن أبي هريرة.
فالزهري لم ينفرد برواية هذا الحديث، كما يزعم جولد تسيهر، بل شاركه فيه غيره.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن حكم زيارة بيت المقدس والصلاة فيه فقال: "ثبت في الصحيحين عن النبي[ أنه قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد..."، وهو في "الصحيحين" من حديث أبي سعيد وأبي هريرة، وقد روي من طرق أخرى، وهو حديث مستفيض متلقى بالقبول، أجمع أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول والتصديق، واتفق علماء المسلمين على استحباب السفر إلى بيت المقدس للعبادة المشروعة فيه، وكان ابن عمر يأتي إليه فيصلي ».
وروى الزهري حديث: "لا تشد الرحال" عن شيخه سعيد بن المسيب، ومن المعلوم أن سعيداً ما كان ليسكت عن الزهري لو أنه وضع هذا الحديث على لسانه إرضاء لأهواء الأمويين، وهو الذي أوذي من قبلهم وضُرب، وقد توفي سعيد سنة 93 هـ من الهجرة، أي بعد مقتل ابن الزبير بعشرين سنة؛ فكيف سكت سعيد عن هذا الكذب -زعموا!- كل هذه المدة، وقد كان جبلاً شامخاً من جبال القوة في الحق لا يبالي في الله لومة لائم؟!!
ولو فرضنا أن الزهري وضع هذا الحديث إرضاء لعبد الملك، فلم لم يصرح فيه بفضيلة قبة الصخرة وقد أراد عبد الملك أن يحج الناس إليها؟! كل ما في هذا الحديث وما صححوه من أحاديث بيت المقدس فضل الصلاة فيه وفضل زيارته غير مقيدة بوقت عين، وهذا شيء أثبته القرآن جملة، فأين هذا مما يريده عبد الملك من الحج إلى القبة بدلا من الكعبة في أيام الحج؟!
وحديث: « لا تشد الرحال » الذي صححه العلماء لا يرتبط بما ورد في فضائل بيت المقدس والصخرة أو غيرهما من أحاديث مكذوبة ليس للزهري رواية فيها، وقد نقدها العلماء جميعاً حتى قالوا: «كل حديث في الصخرة فهو كذب»!! (للاستزادة؛ انظر: «مجموع الفتاوى» لشيخ الإسلام ابن تيمية، (مجلد 27) (كتاب الزيارة) (ص12)، و« السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي » للدكتور مصطفى السباعي (ص217-219)، و« فضائل بيت المقدس في مخطوطات عربية قديمة» للدكتور محمود إبراهيم، و«المستشرقون اليهود ومحاولة التهوين من قدسية القدس ومكانتها في الإسلام» بقلم د. حسن عبد الحميد سلوادي) .
وكيف يكون الأمويون هم الذين أشاعوا قداستها، وقد جاء وصفها بالأرض المباركة والمقدسة في كتاب الله -تعالى- وعلى لسان نبيه الصادق المصدوق؟! والرجل الذي اعتمد عليه عبد الملك وكذلك ولده الوليد اعتماداً أساسياً في بناء مسجد الصخرة، وهو رجاء بن حيوة، كان من علماء المسلمين وكان صديقاً لعمر بن عبد العزيز الرجل الصالح، ولم يكن هذا ليشارك أبداً في بناء يقصد به خديعة المسلمين وغشهم، بأن يتحولوا إلى الحج إليه بدلاً من مكة.
فعبد الملك ما كان ليفكر مجرد التفكير في إحلال قبة الصخرة محل مكة ليسقط ركنا من أركان الإسلام، ولو أنه فعل ذلك لوصم بالكفر ولحل قتاله!! بل زادوا على ذلك بقولهم: إنه جعلها بشكل ثماني ليسهل الطواف حولها!!
وقد تنبه لهذه الأمور كلها كاتب غير مسلم هو جويتين كما هو واضح من المادة التي كتبها عن الخلفية التاريخية لبناء قبة الصخرة.
و«جولد تسيهر» هو مؤسس المدرسة الاستشراقية التي تبني حكمها في التشريع الإسلامي على وقائع التاريخ نفسه، فلماذا لم يستعمل مبدأه حين تكلم عن الزهري؟! فكيف جاز له أن يحكم على الزهري بأنه وضع حديث فضل المسجد الأقصى إرضاءً لعبد الملك بن مروان ضد ابن الزبير، مع أن الزهري لم يلق عبد الملك بن مروان إلا بعد سبع سنوات من مقتل ابن الزبير؟!!
وهذه الدعاوى الخبيثة من المستشرقين - وعلى رأسهم (جولد تسيهر)- حرصوا على سردها ليصوروا لنا الأمويين جماعة دنيوية المقاصد، ليس لهم همّ إلا الفتح والاستعمار، وحياة الترف، وأنهم في حياتهم العادية لا يمتون إلى تعاليم الإسلام وآدابه بصلة.
والثابت خلاف ذلك؛ فقد روى ابن سعد في طبقاته عن نسك عبد الملك وتقواه قبل الخلافة ما جعل الناس يلقبونه بـ «حمامة المسجد»، وبعد الخلافة أصبح التاريخ يذكر بكثير من الإعجاب فتوحات الأمويين، وكان أبناء خلفائهم على رؤوس الجيوش الفاتحة الغازية في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر شريعته. ثم ماذا يبتغي الزهري من مسايرته لأهواء الأمويين؟!! أيبتغي المال؟!!
لقد اعترف هذا المستشرق بأن الزهري لم يكن من طراز أولئك الرجال الذين يستعبدهم المال؛ حيث نقل لنا عن عمرو بن دينار قوله في الزهري: ما رأيت الدينار والدرهم عند أحد أهون منه عند الزهري، كأنهما بمنزلة البعر.
أم هو يبتغي الجاه؟!! إن المستشرق يعترف معنا بأن الزهري كان ذائع الصيت عند الأمة الإسلامية، فأي جاه يطلب بعد هذا؟!! وإذا لم يكن الزهري طالب جاه ولا طالب مال، وهو في دينه وجرأته كما رأيت! فهل يبلغ به الحمق والغباوة أن يبيع دينه للأمويين، ويخسر سمعته بين المسلمين وهو لا يطمع في جاه ولا مال ولا منصب »؟! (انظر : السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي للدكتور الشيخ مصطفى السباعي، ص 216).
ونقول لكل من يشكك في مكانة المسجد الأقصى: شئتم أم أبيتم، المسجد الأقصى هو أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد وضع في الأرض، وبارك الله فيه وفيما حوله، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، ومسرى النبي محمد[، وموضع معراجه إلى السموات العلا، وصلى النبي محمد[ فيه بالأنبياء إماماً، ويضاعف فيه أجر الصلاة، وبشر النبي[ بفتحه.
والمسجد الأقصى: محل دعوة الأنبياء إلى توحيد الله تعالى، ورباط المجاهدين القائمين، ورغبة المجاهدين الفاتحين، ومنارة للعلم والعلماء؛ دخله من الصحابة - رضي الله عنهم - جمع كثير، ويرجى - والرجاء رجاء الأنبياء - لمن صلى فيه أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، وهو مقام الطائفة المنصورة، وأرض المحشر والمنشر، وفيه يتحصن المؤمنون من الدجال ولا يدخله.
والمسجد الأقصى: أثنى النبي[ على فضله وعظيم شأنه، وأخبر بتعلق قلوب المسلمين به لدرجة تمني المسلم أن يكون له موضع صغير يطل منه على المسجد الأقصى أو يراه منه، ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا وما فيها. وهذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق[ بقوله: "وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض؛ حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعاً"، أو قال: "خير من الدنيا وما فيها" أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي والألباني .
لاتوجد تعليقات