الطريق إلى الولد الصالح (2) الدعاء والأذكار واختيار الاسم الحسن للمولود تساعد على صلاح الأبناء
تحدثنا في الحلقة السابقة عن الدور المحوري الذي تؤديه الأم في صناعة الولد الصالح، وأهمية اختيار الزوجة الصالحة لمن أراد أن يربي أبناءه على طريق الخير والصلاح، وسنتحدث في هذه الحلقة عن بعض الأسباب الأخرى التي تساعد على صلاح الأبناء، وتوصلنا إلى الولد الصالح.
- الدعاء:
على المسلم أن يدعو الله أن يرزقه الولد الصالح الذي ينفعه في حياته وبعد مماته والله عز وجل يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (البقرة: 186)، وقال سبحانه وتعالى في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} (الفرقان: 74).
- أذكار البناء:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي [ قال: «إذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشترى خادما، فليقل: اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه، وإذا اشترى بعيراً، فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك».
- أذكار الجماع:
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي [ قال: «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد، لم يضره الشيطان أبداً».
- التأذين في أذن المولود:
- يستحب التأذين في أذن المولود عند ولادته؛ وذلك لعدة أمور:
1- لفعل النبي [؛ فقد قال أبو رافع - رضي الله عنه-: رأيت النبي [ أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة - رضي الله عنها- بالصلاة.
2- لكي يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات التوحيد وشعار الإسلام.
3- وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثره به، وإن لم يشعر.
4- هروب الشيطان من كلمات الأذان؛ لأن الشيطان يترصده عند ولادته.
5- فيه معنى من معاني انتصار الإنسان على الشيطان.
6- فيه إشارة إلى أن وظيفة المسلم في الحياة هي الدعوة إلى الله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: 110).
6- تحنيك المولود:
يستحب تحنيك المولود عقب الولادة؛ اقتداء بالنبي [، ولكن ما التحنيك؟ وما الحكمة من ذلك؟
التحنيك معناه (مضغ التمرة ودلك حنك المولود بها، وذلك بوضع جزء من الممضوغ على الإصبع، وإدخال الإصبع في فم المولود، ثم تحريكه يميناً وشمالاً بحركة لطيفة، حتى يتبلغ الفم كله بالمادة الممضوغة، وإن لم يتيسر التمر فليكن التحنيك بأية مادة حلوة.
ولعل الحكمة في ذلك تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين بالتلميظ، حتى يتهيأ المولود للقم الثدي، وامتصاص اللبن بقوة، وحالة طبيعية، ومن الأفضل أن يقوم بعملية التحنيك من يتصف بالتقوى و الصلاح؛ فعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي [ فسماه إبراهيم، وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة، ودفعه إلي.
وقالت عائشة - رضي الله عنها-: كان رسول الله [ يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم.
7- اختيار الاسم الحسن:
على المسلم أن ينتقى من الأسماء أحسنها وأجملها؛ تنفيذاً لما أرشد إليه وحض عليه المصطفى [؛ فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله [: «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وبأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم».
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله [: «إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل: عبد الله، وعبد الرحمن».
8- العقيقة:
عن سلمان بن عامر الضبي قال: سمعت رسول الله [ يقول: «مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى».
وعن أم كرز - رضي الله عنها - أنها سألت النبي [ عن العقيقة فقال: «عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة واحدة».
لاتوجد تعليقات