واحة الفرقان
من مشكاة النبوة
عن أبي هريرة ] قال: قال النبي [: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، كما تُنْتَجُ البهيمةُ بهيمةً جَمْعاءَ، هل تُحِشُّون فيها من جَدْعاء؟»، ثم يقول أبوهريرة ]: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}.
وعنه - أيضا - ] قال: سئل النبي [ عن ذراريّ المشركين، فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين».
متفق عليهما.
الدر المنثور
لما حضر الموت معاذ بن جبل ] قال: انظروا.. أصبحنا؟ قال: فأُتي فقيل: لم نصبح، حتى أتي في بعض ذلك فقيل له: قد أصبحت، فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها النار، مرحبا بالموت مرحبا، زائر مُغِبّ، حبيب جاء على فاقة، اللهم إني قد كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك لتعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكَرْي الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلَق الذِّكْر.
معجم المعاني
في ذكرِ طيب الرائحة وقبحها:
- يقال: أراح الشيءَ، وأرْوحَه، وراحه يراحه: إذا وجد ريحه.
- وأرِج الشيءُ، يأرج: إذا فاح طيب رائحته.
- ويوم راح، وليلة راحة: إذا كان فيهما ريح طيبة.
- والبَنَّة: الرائحة الطيبة، وجمعها: بِنان.
- والذَّفَر: الريح المنتنة توجد من الإنسان، وقد يطلق على الريح الطيبة، ومنه: مسك أذفر.
- والدَّفَر: النتن، وعنه سميت الدنيا، أم دَفْر.
- ويقال: أنتن الشيءُ، فهو مُنْتِن.
الإعلام عن الأعلام
أبوعلي الفارسي (288 - 377 هـ):
هو الحسن بن أحمد بن عبدالغفار بن محمد بن سليمان بن أبان، أبو علي، الفسوي الفارسي، أحد الأئمة في علوم العربية.
وُلد في مدينة «فَسَا» من أعمال فارس، وتجول في كثير من البلدان، منها حلب، حيث أقام مدة عند سيف الدولة وجرت بينه وبين أبي الطيب المتنبي مجالس، ولما عاد إلى فارس صحب عَضُد الدولة بن بُوَيْه، وتقدم عنده وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة: أنا غلام أبي علي الفسوي في النحو.
رحل إلى بغداد غير مرة، وبها أقام في آخر حياته إلى أن توفي.
من كتبه: «الإيضاح» الذي ألفه لعضد الدولة، و«الحجة» في علل القراءات، و«العوامل» في النحو، و«الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني».
أخذ عن الزجاج وابن السرّاج ومَبْرَمان، وممن أخذ عنه: ابن جني وعلي بن عيسى الربعي.
من الأوهام الشائعة
- قول بعضهم: لا يجد ما يسدّ به رمقه، أي لشدة الجوع والفقر.
- والصواب: لا يجد ما يُمْسِك به رمقه؛ لأن الرمق هو بقية الروح.
ما قل ودل
- إذا كنت في إدبار، والموت في إقبال؛ فما أسرع الملتقى!
- اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله، فإن لم تجد أهله فلتكن أهله.
- أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله.
- من لزم الشهوات، لزمته عبودية أبناء الدنيا.
- ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته.
- من تواضع لله رفعه، ومن كابره صرعه.
- رب عمل صغير تكبّره النية، ورب عمل كبير تصغّره النية.
سحر البيان
قال أبوالطيب المتنبي:
إذا غامرتَ في شرف مَرُومِ
فلا تقنع بما دون النجومِ
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم
يرى الجبناء أن العجز عقلٌ
وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني
ولا مثلُ الشجاعة في الحكيم
وكم من عائب قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم
ولكنْ تأخذ الآذان منه
على قدر القرائح والعلوم
من طرائفهم
يقال: إن أعرابيا دخل على المأمون، وقال له: يا أمير المؤمنين، أنا رجل من الأعراب، فقال له المأمون: ولا عجب في ذلك، فقال الأعرابي: إني أريد الحج، فقال المأمون: الطريق واسعة، فقال الأعرابي: ليس معي نفقة، فقال المأمون: سقط عنك الحج، فقال الأعرابي: أيها الأمير، جئتك مستجديا لا مستفتيا! فضحك المأمون وأمر له بصلة.
لاتوجد تعليقات