رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 26 سبتمبر، 2011 0 تعليق

إخوان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

 

- وهل للنبي صلى الله عليه وسلم إخوة من أب وأم؟

- كلا... ولكن قرابته من الأعمام والأخوال.. وأبنائهم.

- والحديث الذي يذكر فيه النبي  صلى الله عليه وسلم إخوانه؟

- تعني.. «وددت أني لقيت إخواني، فقال أصحابه: أو ليس نحن إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني..» (الصحيحة).

- نعم... هذا الحديث يبين تفضيل من أتى بعد النبي  صلى الله عليه وسلم وآمن به على من كان معه.

- ومن قال هذا المعنى؟

- هكذا فهمت أنا من الحديث.

- لم يقل أحد بأفضلية من أتى بعد النبي  صلى الله عليه وسلم على من كان معه.. بل الأصل أن خير الأجيال من كان مع الرسول  صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..» (الصحيحة).. ولكن الحديث يبين فضل الإيمان بالرسول  صلى الله عليه وسلم مع عدم الرؤية؛ وذلك أن الصحبة لا تحصل إلا باللقاء والإيمان أما الأخوة فتحصل بمجرد الإيمان.. {إنما المؤمنون إخوة} (الحجرات: 10)، فالصحابة حققوا الأمرين اللقيا مع الإيمان.. أما من أتى بعد النبي  صلى الله عليه وسلم فلا حظ له في الصحبة.. ولكن يتعلق بالإيمان حتى ينال الأخوة مع النبي  صلى الله عليه وسلم، وهناك حديث آخر: «طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى سبعا لمن لم يرني وآمن بي» (حسنه الألباني).. فهذا دعاء من النبي  صلى الله عليه وسلم لمن آمن به  صلى الله عليه وسلم دون رؤية.

      كنت وصاحبي آيبين من درس بعد صلاة المغرب انتهى قبل العشاء، فخرجنا لندرك العشاء في مسجد آخر.. للقاء بعض الإخوة.. تابعت حديثي:

- هذه الأحاديث وغيرها تدفعنا للتمسك بحب النبي  صلى الله عليه وسلم واتباع سنته حتى ننال بركته ودعاءه.. وإلا فلا نشك أن الصحابة خير من جميع من يأتي بعدهم.

- سمعت أحدهم يقول: إن السنة يقولون بعصمة الصحابة.

قاطعته:

- هذا جاهل.. أو كذاب.. وأظنه يريد أن يقول: إن أهل السنة يعظمون الصحابة كما تعظم بعض الفرق آل البيت.. فيدفعونهم إلى مقام النبوة بل الألوهية أحيانا بزعمهم أنهم يملكون الجنة والنار يوم القيامة.. ولا شك أن هذا افتراء.. إن أهل السنة يقولون بعدالة الصحابة.. أي إنهم لا يكذبون على رسول الله  صلى الله عليه وسلم ولا يتقولون عليه.. بل هم أصدق الناس.. وأكثرهم إخلاصا.. وأعظمهم حبا لله ورسوله.. وأشدهم اتباعا لأقوال النبي  صلى الله عليه وسلم حتى إن أحدهم يعتزل مجلس النبي  صلى الله عليه وسلم خشية أن يكون فيمن عناه الله بقوله: {ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} (الحجرات: 2) كما حصل مع ثابت ابن قيس بن شماس.. فبين له الرسول  صلى الله عليه وسلم آنه ليس المقصود وبشره بحسن المآل.. فالصحابة تميزوا عمن جاء بعدهم بشيء وقر في قلوبهم.. حب لله ورسوله.. إيمان وصدق وإخلاص واتباع لأوامر الله ورسوله.. ولكنهم لم يكونوا معصومين.. ولا معصوم بعد الرسول  صلى الله عليه وسلم.. فوقع من بعضهم أخطاء ووقع بينهم خلاف.. ووقع بينهم قتال.. ويقتتل المؤمنون أحيانا، كما قال الله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}، ولكنهم دون شك أول الناس دخولا الجنة.. وأقربهم إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم، وكل ذم أتى لمن كان مع النبي  صلى الله عليه وسلم فإن المقصود به المنافقون أو أهل الردة.. أما الصحابي الذي آمن بالله ورسوله  صلى الله عليه وسلم ومات على ذلك فلا شك أنه على خير.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك