متى تتوقف هذه الجريمة النكراء؟ حر ق المصحف الشريف
في تكرار لجريمة حرق المصحف الشريف، مزق المتطرف سلوان موميكا -(37 عاما) يوم الأربعاء 28 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك- نسخة من المصحف وأضرم النار فيه عند مسجد (ستوكهولم) المركزي، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي، وقد توالت ردود الفعل المنددة عربيا ودوليا بهذه الحادثة.
فقد عقدت منظمة التعاون الإسلامي -يوم الاثنين 2 يوليو في مقر الأمانة العامة في محافظة جدة- اجتماعا طارئا؛ لمناقشة الإجراءات تجاه تداعيات حادثة، حرق نسخة من المصحف الشريف في السويد، ودعا معالي الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه في كلمته أمام الدول الأعضاء في المنظمة، إلى اتخاذ موقف موحد وتدابير جماعية للحيلولة دون تكرار حوادث تدنيس نسخ من المصحف الشريف، والإساءة إلى نبينا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم .
ليست مجرد حوادث عادية
وأكد الأمين العام على ضرورة إرسال رسالة واضحة، مفادها: أنَّ أفعال تدنيس المصحف الشريف والإساءة للنبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - والرموز الإسلامية، ليست مجرد حوادث (إسلاموفوبيا) عادية، مشددًا على ضرورة إرسال تذكير مستمر إلى المجتمع الدولي بشأن التطبيق العاجل للقانون الدولي، الذي يحظر بوضوح أي دعوة إلى الكراهية الدينية.
كراهية الإسلام آخذة في الازدياد
وأعربت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، عن بالغ القلق إزاء تزايد حوادث التعصب والتمييز وأعمال العنف التي يشهدها العالم، وتلاحظ بقلق أن كراهية الإسلام آخذة في الازدياد في أجزاء كثيرة من العالم، كما يتضح من العدد المتزايد من حوادث التعصب الديني والقوالب النمطية السلبية والكراهية والعنف ضد المسلمين.
قرارات مهمة
ثم خلص الاجتماع إلى مجموعة من القرارات المهمة، نذكر منها ما يلي:
1- تدين المنظمة بشدة الاعتداء السافر الأخير على حرمة المصحف الشريف وقدسيته في مملكة السويد في أول أيام عيد الأضحى عام 1444 خارج المسجد المركزي في العاصمة ستوكهولم، وتعرب عن استيائها من تكرار أفعال تدنيس نسخ من المصحف الشريف، وتأسف بشدة لإصدار السلطات تصريحًا يسمح بتنفيذها.
2- دعوة الأمين العام إلى توجيه رسالة باسم الدول الأعضاء إلى الحكومة السويدية والنظر في إمكانية إرسال وفد إلى السويد ومفوضية الاتحاد الأوروبي؛ للإعراب عن إدانة حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف، ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار ذلك العمل الإجرامي تحت ذريعة حرية التعبير.
3- تدين كل محاولات الإساءة إلى حرمة المصحف الشريف وغيرها من القيم والرموز المقدسة للإسلام تحت لباس ذريعة حرية التعبير، الذي يتعارض مع روح المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وتطالب المجتمع الدولي بالوقوف في وجه تلك المحاولات الاستفزازية.
بذل جهود جماعية
4- يدعو سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في العواصم التي تقع فيها أعمال شنيعة ضد نسخ من المصحف الشريف والرموز الإسلامية المقدسة الأخرى، إلى بذل جهود جماعية على مستوى البرلمانات الوطنية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، فضلا عن المؤسسات الحكومية الأخرى، للتعبير عن موقف منظمة التعاون الإسلامي، وحث الجهات ذات الصلة على اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة لتجريم مثل هذه الاعتداءات، آخذة في الحسبان أن ممارسة حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة.
اللجوء إلى المحاكم
5- تدعو مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية إلى العمل مع منظمات المجتمع المدني في تلك الدول التي تقع بها اعتداءات معادية للإسلام على نسخ من المصحف الشريف وغيره من القيم المقدسة، للجوء إلى المحاكم المحلية واستنفاد جميع إجراءات التقاضي المحلية، بتوجيه من مستشار قانوني متخصص، قبل رفع الدعاوى إلى الهيئات القضائية الدولية، عند الاقتضاء.
6- تدعو الأمانة العامة إلى الإسراع في تنفيذ (خطة العمل لمكافحة الإسلاموفوبيا)، التي اعتمدها وزراء دول المنظمة الأعضاء في فريق الاتصال المعني بالسلام والحوار، على هامش الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
التنفيذ الكامل للقانون
7- تدعو جميع الحكومات إلى التنفيذ الكامل للإطار القانوني والإداري القائم، أو تكييف تشريعات جديدة إذا لزم الأمر بما يتفق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي والقواعد والمعايير لحماية جميع الأفراد والمجتمعات من الكراهية والعنف على أساس الدين والمعتقد ولضمان حماية أماكن العبادة.
التعامل مع الدول التي
تسمح بتلك الحوادث
8- تدعو المنظمة الأمين العام إلى النظر في الخطوات الممكنة لمراجعة الإطار الرسمي الذي يربط الأمانة العامة بأي دولة يُدنس فيها المصحف الشريف والقيم الإسلامية الأخرى والرموز والمذاهب الإسلامية بموافقة البلد المعني، بما في ذلك تعليق وضع المبعوث الخاص.
الأزهر يدعو للمقاطعة
ودعا الأزهر الشريف الشعوب الإسلامية والعربية كافة وأصحاب الضمير الحي، بتجديد مقاطعة المنتجات السويدية، نصرةً للمصحف الشريف كتاب الله المقدس، وذلك بعد تكرار الانتهاكات غير المقبولة تجاه المصحف الشريف، والاستفزازات الدائمة لجموع المسلمين حول العالم تحت لافتة حرية الرأي والتعبير الزائفة، كما دعا الأزهر حكومات الدول الإسلامية والعربية لاتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه تلك الانتهاكات التي لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، التي تحمل إجرامًا وتطرفًا تجاه المقدسات الإسلامية، مشددًّا على أن سماح السلطات السويدية للإرهابيين المتطرفين بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين، لهو دعوة صريحة للعداء والعنف وإشعال الفتن، وهو ما لا يليق بأي دولة متحضرة أو مسؤولة عن قراراتها.
استنكار دولي وإسلامي
استنكرت عدد من الدول الإسلامية والعربية هذه الجريمة؛ حيث أدانت الكويت الحادثة، وأكدت الخارجية الكويتية في بيان موقف دولة الكويت المبدئي والثابت الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي وحكومات الدول المعنية مسؤولية التحرك السريع؛ لنبذ مشاعر الكراهية والتطرف، والعمل على وقف هذه الإساءات التي تستهدف رموز المسلمين ومقدساتهم، ومحاسبة مرتكبيها.
أعمال بغيضة لا يمكن قبولها
كذلك أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها، أنّ «هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مسوغات، وهي تحرض على الكراهية والإقصاء والعنصرية».
تركيا: حرق القرآن
خطوة حقيرة ودنيئة
كما ندد وزير الخارجية التركي (هاكان فيدان) -في أول أيام عيد الأضحى- بإحراق المصحف في ستوكهولم، واصفا ذلك بأنه خطوة حقيرة ودنيئة، وكتب الوزير على حسابه في (تويتر): «ألعن الفعل الحقير الذي ارتكب في حق القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى»، وأضاف «من غير المقبول السماح بهذه الأعمال المعادية للإسلام بذريعة حرية التعبير».
ردود فعل نيابية غاضبة
كما أثارت هذه الجريمة ردود فعل نيابية غاضبة في مجلس الأمة الكويتي؛ حيث طالب عدد من النواب عقد جلسة أو تخصيص جزء من الجلسة المقبلة لمناقشة هذا الاعتداء السافر، وهو ما لقى رد فعل إيجابي من الحكومة؛ حيث أكد الوزير عيسى الكندري أن «الحكومة ترحب بالمطالبات النيابية بتخصيص وقت من الجلسة القادمة لمناقشة الاعتداء المشين على المصحف الشريف، علمًا بأن دولة الكويت كانت سباقة في إدانة هذا الفعل المشين والخطير الذي يؤجج مشاعر المسلمين حول العالم ويؤذيهم».
إجراءات دبلوماسية
من جانبه قال النائب د. مبارك الطشة: «استنكار وزارة الخارجية الرسمي -وإن كان مقدرًا- فهو لا يكفي لشجب هذا الفعل القبيح، والواجب عليهم الذهاب لأبعد مدى من الإجراءات الدبلوماسية بحق سفارة السويد؛ حتى تصل لهم الرسالة بوضوح، وحتى لا يتم استفزاز مشاعر المسلمين كل مرة».
تقديم مذكرة احتجاج
أما النائب فهد المسعود فقد قدم الشكر لوزارة الخارجية قائلاً: «شكرًا لوزارة الخارجية بإدانة حرق المصحف الشريف من قبل سفلة في السويد، ويجب التحرك بتقديم مذكرة احتجاج للسفارة السويدية، وإتباعها بإجراءات صارمة حتى لو أدى ذلك لقطع العلاقات بين الكويت والسويد، وكذلك يجب على منظمة المؤتمر الإسلامي التحرك، فلا تهاون مع مقدساتنا وثوابتنا».
اتخاذ موقف حازم
وقال النائب حمد العبيد «نستنكر ونبرأ إلى الله من حرق المصحف الذي تكرر في السويد، وعلى وزارة الخارجية اتخاذ موقف حازم تجاه هذا الفعل الشنيع وتصعيد الموقف عربيًا وعلى مستوى العالم الإسلامي لردع الإساءة، وعدم الاكتفاء بالتنديد والإدانة، وسأتقدم بطلب مع بعض الزملاء لعقد جلسة لمناقشه هذا الاعتداء السافر».
عودة ظهور الحركات العنصرية
عبرت منظمة التعاون الإسلامي عن قلقها إزاء عودة ظهور الحركات العنصرية والتطرف اليميني في مناطق متعددة من العالم؛ بسبب أعمال الاستفزاز المتكررة لمؤيدي اليمين المتطرف؛ بإهانتهم للرموز والمقدسات الدينية الإسلامية، ولا سيما تدنيس نسخ من المصحف الشريف؛ وإذ تدين المنظمة أي دعوة إلى الكراهية تشكل تحريضًا على التمييز أو العداء أو العنف، سواء أكان ذلك باستعمال الوسائل المطبوعة أم الوسائل السمعية والبصرية أم الالكترونية أم وسائل التواصل الاجتماعي أم أي وسائل أخرى، فهي تؤكد أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والحضارات؛ من أجل السلام والوئام في العالم، وأن نشر قيم التسامح والسلام هو السبيل الأمثل لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب والتطرف والعنف والتحريض.
مشهد مُشين واستفزازيّ
أدانت رابطة العالم الإسلامي- بأشدّ العبارات- جريمةَ حرق نُسخةٍ من المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم، في مشهدٍ مُشينٍ واستفزازيٍّ لمشاعر المسلمين، ولا سيما في عيد الأضحى المبارك. وفي بيانٍ للأمانة العامة للرابطة، ندَّدَ الأمين العام، (رئيس هيئة علماء المسلمين)، بهذه الجريمة العبثية النكراء، التي تمَّت تحت حماية الشرطة بدعوى حرية التعبير، بينما هي في حقيقتها تسيء- في جملة إساءاتها- إلى المفهوم الحقيقي والرشيد للحريات، وفق مبادئها التي تنادي باحترام المقدس، وعدم إثارة المشاعر نحوه بأي استفزاز تحت أيِّ ذريعة، مجدِّدًا التحذيرَ من أخطار الممارسات المحفزة للكراهية، وإثارة المشاعر الدينية، التي لا تخدم سوى أجندات التطرُّف.
لاتوجد تعليقات