رئيس الهيئة الإدارية لتراث الفردوس: نسعى لتعزيز الشراكة مع مؤسسات الدولة تحت شعار: «كويتنا تستاهل»
منذ أن انطلقت مسيرته المباركة قبل نحو 27 عامًا وتحديدًا في 19 رجب 1417هـ الموافق 30 نوفمبر1996م، وفرع جمعية إحياء التراث الإسلامي بمنطقة الفردوس يضع بصمات واضحة ومؤثرة في مسيرة العمل الخيري والدعوي من خلال لجانه المتعددة، وانطلاقًا من رؤية جمعية إحياء التراث الإسلامي ورسالتها في نشر الإسلام الصحيح وفق كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وفهم الصحابة وسلف الأمة -رضوان الله عليهم-، وتحذير الناس من البدع والمنكرات في الدين، وإعانة الأسر المحتاجة والمتعففة داخل الكويت، وإغاثة المنكوبين في الدول الفقيرة والمحتاجة من الغذاء والشراب واللباس والدواء، وبناء المساجد وحفر الآبار وبناء المدارس والمستشفيات في هذه الدول، وفي هذا الحوار مع رئيس الهيئة الإدارية للفرع: سعود حشف المطيري نسلط الضوء على هذه الجهود وأهم الإنجازات التي حققها الفرع خلال مسيرته المباركة.
- ما هي استراتيجية الفرع ورؤيته؟
- استراتيجيتنا تعتمد على التميز والاعتدال والوسطية في العمل الخيري والدعوي، مع استمرارية العطاء الدائم الذي لا ينضب، ومواكبة تطور التكنولوجيا، وتسخيرها في خدمة الدعوة إلى الله، والتميز والارتقاء في العمل الخيري والوصول به إلى مرحلة الإتقان والعالمية.
- ما أهم التحديات التي تواجهكم في تحقيق أهدافكم ورؤيتكم الاستراتيجية؟
- لا شك أن هناك تحديات كثيرة تواجه أي عمل ينطلق في خدمة الإنسان، على المستوى الدعوي والخيري، وتتنوع هذه التحديات بين المادية والمعنوية والثقافية والمجتمعية، فمن أبرز هذه التحديات ما يعيشه العالم اليوم من الانفتاح الكبير بكل جوانب الحياة؛ فأصبح المجتمع في هذه الأيام يقفز قفزات متطورة، ينعكس على سلوكه وثقافته، حتى صار العالم اليوم كقرية واحدة، يتأثر بغيره من مختلف الثقافات والمجتمعات عبر التواصل فيما بينه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وغيرها، كما أن تعدد التيارات الفكرية والثقافية المختلفة لها دور باز في المجتمع؛ مما يتطلب على من يقوم الدعوة إلى الله عزوجل والعمل الخيري بالسعي جاهدا للمحافظة على الهوية الإسلامية من الغزو الفكري المنتشر في المجتمع، وعليه ينبغي للعاملين في المجال الدعوي والخيري السعي على التغلب على هذه التحديات، من خلال الاهتمام بالتطوير الإداري والتكنولوجي والعلمي والثقافي؛ للاستفادة منها في تسخير العمل الخيري والدعوي التطوعي الأهلي بجميع جوانبه، وعدم الاكتفاء بالأساليب التقليدية وبهذا يتحتم علينا- نحن أصحاب الدعوة والعمل الخيري مراعاة التطور والتحسين من أساليب الدعوة والعمل الخيري الإغاثي.
- ما أهم الأنشطة الخيرية والدعوية التي يتميز بها فرع الفردوس؟
- إن من أهم الأنشطة الخيرية التي يقوم بها الفرع داخل الكويت، إقامة دورات مهنية وحرفية لأبناء الاسر المتعففة؛ للاعتماد على النفس وخلق الكفاءة الذاتية وحفظ كرامة السائل عن السؤال عبر مشروع تقدر، كما يستهدف الفرع كفالة طلاب العلم بتقديم المنح الجامعية للحصول على مؤهلات أكاديمية، وإيجاد جيل من أبناء المسلمين ذوي همة عالية، ينهضون بالأمة الإسلامية من خلال التزود بالمعرفة والعلوم العصرية الحديثة، عبر مشروع همم للنهضة العلمية.
كما يقوم الفرع بالعديد من المشاريع الخيرية المتنوعة، منها -لا على سبيل الحصر-: كفالة الأيتام وكفالة الأسر المتعففة وتوزيع السلال الغذائية وسقيا الماء ووجبة العامل وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمشروع الصيفي والشتوي وإعانة المرضى وكفالة طلاب العلم وكما تم شراء سيارة لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتسليمها لمستوصف الفردوس، وتديرها جمعية الفردوس التعاونية، كما تم التعاون مع وزارة التربية بصيانة مساجد المدارس وتأثيثها.
كما تقوم لجنة الكلمة الطيبة بطباعة الكتب العلمية المفيدة، وإقامة المحاضرات والدروس العلمية النافعة، والمسابقات القرآنية والثقافية، وإقامة برنامج تدريبي للمقبلين على الزواج بعنوان (المشكلات الزوجية وطرق الوقاية منها أسباب وحلول) كما أنُتجت المقاطع التوعوية، مثل: (كليب المشاجرة والغيبة) وغرس حب الانتماء لهذا الوطن المعطاء عبر (كليب حب الكويت قول وفعل) وعُملت أيضا تصاميم دعوية ونُشرت على مواقع التواصل للاستفادة منها.
- ما أبرز اللجان المؤثرة في الفرع التي ترى أنها تميزه؟
- اللجان المؤثرة في الفرع: (لجنة المشاريع ولجنة الزكاة ولجنة الكلمة الطيبة).
- ما أهم الإنجازات التي حققها فرع الفردوس خلال الخمس سنوات الفائتة؟
- حقق الفرع العديد من الإنجازات سواء على مستوى العمل الخيري أم الدعوي داخل الكويت وخارجها، ومن ذلك -على سبيل المثال لا الحصر-: بناء المراكز الإسلامية ودور القرآن وبناء المساجد وبناء المستوصفات الطبية وحفر الآبار وعمليات العيون وتوزيع الكتب العلمية النافعة لطلاب العلم وكفالة الدعاة وكفالة مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتقديم الإغاثات العاجلة اللازمة للدول المتضررة.
- قبل سنوات عدة حصل الفرع على شهادة (الأيزو)، فكيف استفاد الفرع من هذه الشهادة العالمية في الجودة؟
- نجحت لجنة الفردوس للزكاة والصدقات والدعوة والإرشاد في تطبيق المعايير العالمية للجودة في العمل الخيري، وحصلت بذلك على شهادة المطابقة للنظام العالمي للجودة (شهادة الأيزو 9001/2008)، ولا شك أن حصول لجنة الفردوس على شهادة الجودة العالمية دليل قاطع على أن اللجنة تبذل قصارى جهدها لتحقيق الرضا الكامل للعملاء، وأن اللجنة ملتزمة بتطبيق المعايير العالمية لتحقيق الجودة والتميز في الأداء، وأن ديننا الحنيف يأمرنا بإتقان العمل؛ لتحقيق الجودة في الأداء، قال المصطفى [: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، ولا شك أن الحصول على هذه الشهادة ساهم في تطوير أداء اللجنة وتحقيق رؤيتها في العطاء والتميز في العمل الخيري، ومن ثمرات ذلك:
- وضوح الرؤية في تحقيق أهداف الفرع بعد صياغتها.
- الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة.
- عمل آليات لتقييم أداء الفرع بصفة دورية ومنتظمة.
- التطوير والتحسين المستمر في أداء الفرع.
- عمل هيكل تنظيمي للفرع وتوصيف المهام والمسؤوليات للعاملين.
- الثقة والمصداقية في الأعمال الخيرية التي يقوم بها الفرع.
- تنوع المشاريع الخيرية داخليا وخارجيا.
- تحقيق السمعة الطيبة على المستوى المحلى والعالمي.
- ما نصيب العمل النسائي في فرع الفردوس، وما أبرز جهودهن الدعوية والخيرية؟
- يقوم الفرع بدعم اللجان النسائية وأنشطتها في فروع جمعية إحياء التراث الإسلامي، كما سخر الفرع إمكاناته في دعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم في مساجد المنطقة، ودعم إقامة الأنشطة والبرامج الدعوية والثقافية والندوات التوعوية، والمسابقات القرآنية والثقافية المختلفة.
- كيف ترى اهتمام إحياء التراث بقطاع الشباب ولاسيما فرع الفردوس؟
- جمعية إحياء التراث الإسلامي لا تألو جهدا في تسخير إمكاناتها بالحفاظ على الشباب؛ حيث إنها مرحلة الفتوة والقوة؛ فهم رجال الغد وآباء المستقبل، وعليهم مهمة تربية الأجيال القادمة؛ فبصلاح الشباب تصلح الأمة؛ ولذا كان الاهتمام بهم من خلال حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتوجيههم لحضور الدروس التربوية والدعوية وإقامة الأنشطة الترفيهية والثقافية لهم.
ومن أنشطة الفرع التي نفذها في هذا الشأن، إقامة مسابقة قرآنية خاصة بطلاب المدارس الحكومية للمرحلتين المتوسطة والثانوية في المنهج الدراسي لمادة القرآن الكريم المعد من قبل وزارة التربية؛ وذلك لتحفيز النشء والشباب في حفظ القرآن الكريم وتلاوته، والمساهمة في دعم العملية التعليمية في المدارس الحكومية، وغرس حب القرآن في نفوس الطلاب، وتقديم الدعم التوعوي والتعليمي لأبنائنا الطلبة، ولتكون نواة لإقامة أنشطة دعوية وثقافية في المدارس الحكومية؛ حيث أقيم -على هامش هذه المسابقة- حفل تكريمي للطلاب الفائزين في المسابقة، برعاية مدير عام منطقة الفروانية التعليمية الأستاذ القدير: محمد عايض العجمي؛ حيث أعجب بمثل هذه المسابقات الهادفة لطلاب المدارس الحكومية، في سابقة هي الأولى على مستوى الكويت، وكان لها أثر طيب لدى مديري المدارس والمعلمين والطلاب وأولياء أمورهم.
- نريد منك -مشكورا- تسليط الضوء على المشاريع القرآنية واهتمام الفرع بهذا الجانب ولاسيما في قطاع الناشئة؟
- يبذل الإخوة -مشكورين في مركز عبدالعزيز ابن باز لتحفيظ القرآن الكريم- جهودا مشكورة في الارتقاء بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وذلك بتوفير المدرسين المتميزين والمتخصصين في عملهم، كما أثرى المركز روح المنافسة بين الطلاب، من خلال إقامة مسابقة الحزب الشهرية والمسابقات الفصلية، كما أننا لم نغفل تزويد الطلاب بالحد الأدنى من العلوم الشرعية والتربوية عن طريق المنهج المصاحب للحلقات، الذي أعد خصيصا لطلاب حلقاتنا، كما تم تحفيز الطلاب بالمشاركة في المسابقات الداخلية، مثل: مسابقة أمير البلاد، ومبارك الحساوي، والخرافي، والمرزوق، وقد حاز طلاب المركز على مراكز متقدمة، ناهيك عن الاهتمام بالجانب الترفيهي بإقامة أنشطة رياضية وترفيهية لأبنائنا الطلاب كما يُكرم الطلاب جميعهم فصليا؛ لتشجيعهم على مواصلة الحفظ والمراجعة، إضافة الى إقامة برامج وأنشطة مختلفة استغلالا لأوقات الطلاب في أثناء الإجازة الصيفية.
- ما طموحاتكم المستقبلية للعمل الخيري والدعوي؟
- الارتقاء بالعمل الخيري والدعوي مع مواكبة التطور التكنولوجي الحديث في إنجاز المشاريع الخيرية المختلفة، وتوسيع دائرة الشراكة مع مؤسسات المجتمع الحكومية والمدنية، ونحن نسعى لذلك دائمًا، وجاري التنسيق لتوقيع اتفاقيات مشتركة على غرار الجامعة العربية المفتوحة مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة بإقامة مشاريع خيرية نوعية دخل الكويت، وأيضًا التنسيق مع وزارة الإعلام بإقامة حملات توعوية وثقافية من خلال القنوات الإعلامية المختلفة الحكومية والخاصة، بالتنسيق مع متخصصين نفسيين وشرعيين لمعالجة مشكلات الشباب وتوفير سبل الراحة النفسية والاجتماعية لهم، وهذا مما يعزز الشراكة بين القطاع الحكومي والأهلي في خدمة بلدنا الكويت تحت شعار (كويتنا تستاهل)، ولتوطين العمل الخيري داخل الكويت.
خدمة مجانية
(ما خاب من استشار)
أطلق فرع الفردوس خدمة مجانية بعنوان (ما خاب من استشار)، وهو عبارة عن برنامج لتقديم الاستشارات الأـسرية والزوجية والنفسية والتربوية مع الدكتور: عماد العون (رئيس مركز العون للاستشارات الأسرية) الذي يقام في كل يوم سبت من الساعة 4 حتى الساعة 8 مساء عبر الهاتف، إسهاما من فرع الفردوس في حل المشكلات الأسرية والنفسية والتربوية لأبناء هذا البلد الحبيب الكويت.
توقيع بروتوكول تعاون مشترك مع الجامعة العربية المفتوحة
- وقعتم قبل أيام عدة اتفاقية تعاون مع الجامعة العربية المفتوحة، هل تعطينا فكرة عن هذه الاتفاقية وأهم أهدافها؟
- تأتي هذه الاتفاقية تحقيقًا لرؤية الفرع في تحقيق الشراكة المجتمعية مع مؤسسات الدولة، ومنها المؤسسات التعليمية، وتحقيقًا للأهداف النبيلة المشتركة في تمويل مشروع رعاية طالب العلم وكفالته، وتأكيدًا للدور المجتمعي لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وحرصًا منها على توطين العمل الخيري من خلال دعم طلبة العلم المستحقين، وضمان توفر الفرص التعليمية المتميزة للشباب، وتحقيق أبهى صور التكافل الاجتماعي.
فالعلم هو أساس تطور الأمم ورقيها، وديننا الإسلامي يحث الناس على العلم والمعرفة، وهذا المشروع يعد من أبواب الصدقة الجارية؛ لأنه باب من أبواب بناء الوطن والحفاظ على استقراره من خلال تأهيل أبنائه وشبابه؛ فهم نهضة للحاضر وعماد للمستقبل، ووقف أموال المسلمين لهذا الغرض أمر مطلوب شرعًا، والتبرع بالصدقات النافلة لهذه الجوانب من أعمال البرّ المباركة التي يرجى لصاحبها أجر عظيم عند الله -تعالى- في الآخرة، وبها تتحقق مصالح الدنيا.
أهداف فرع الفردوس
- الدعوة إلى الله وفق فهم السلف الصالح بالحكمة والموعظة الحسنة.
- السعي إلى إيجاد المجتمع الصالح من خلال إصلاح الفرد.
- العمل على إحياء فريضة الزكاة.
- إقامة المشاريع الخيرية بأنواعها داخل الكويت وخارجها.
- التميز في العمل الخيري والدعوي.
- التنوع في إنشاء المشاريع الخيرية.
- التطوير والتحسين المستمر .
أهم عوامل نجاح مؤسسات العمل الخيري؟
- إخلاص العمل لله -عز وجل.
- العمل بروح الفريق الواحد وتجاوز الأخطاء وإصلاحها.
- تدريب العاملين وتأهيلهم مهنياً وأخلاقياً.
- تفهم العاملين بوضوح رسالة المؤسسة الخيرية وأهدافها.
- أن يوكل بكل موظف العمل الذي يتناسب مع إمكاناته وقدراته.
- أن يلم المتطوع بأهداف الجمعية ونظامها وبرامجها وأنشطتها وعلاقته بالعاملين فيها
- مواكبة التطور الالكتروني وتسخيره في العمل الخيري.
لاتوجد تعليقات