رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 18 مارس، 2014 0 تعليق

8 مارس دعوة زائفة لتحرير المرأة

     قال الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) في تصريح له بمناسبة اليوم الدولي للمرأة الذي جاء تحت عنوان: (حق المساواة هو تقدم للجميع): «البلدان التي تكون فيها نسبة المساواة بين الجنسين أكبر يكون نموها الاقتصادي أفضل، والشركات التي تولي أمور قيادتها لعدد أكبر من النساء يكون أداؤها أحسن، واتفاقات السلام التي يشترك في إعدادها عدد أكبر من النساء تكون أدوم أثرا، والبرلمانات التي يشغل مقاعدها عدد أكبر من النساء تستن تشريعات أكثر في القضايا الاجتماعية الرئيسة كالصحة والتعليم ومناهضة التمييز ومؤازرة الطفولة. فثمة دليل واضح على أن تمتع المرأة بالمساواة يحقق التقدم للجميع».

     ولا شك أن هذه الدعوة وغيرها من الدعوات التي قد يتراءى لبعض الناس أنها دعوة للتقدم والحرية والديمقراطية، هي دعوات باطلة، لا هدف لها إلا سلخ المرأة عن قيمها ومعتقداتها، وثوابت مجتمعاتها ودينها، ولا شك أن استهداف المرأة بالذات لم يأت من فراغ، ولم يكن عفواً ولا من قبيل المصادفة أن يبدأ أعداء الإسلام من صليبيين ويهود وعلمانيين وعبّاد الشهوة والجنس أن يبدؤوا حربهم ضد المرأة المسلمة؛ لأن فساد المرأة فساد للأسرة كلها وللمجتمع بأسره لما له من أثر عميق على الناشئة والشباب، ولعل أبرز ما نراه اليوم هو هذا التخطيط المرسوم بدقة الذي أخذ طريقه إلى المدارس والجامعات، فأدى إلى تغريب المرأة وعلمنتها وابتعادها عن دينها.

ونقول لهؤلاء أدعياء التحرر: هل عرفت الدنيا كلها نظامًا أعطى للمرأة هذه الحقوق، وبوأها هذه المنزلة الرفيعة، والرتبة المنيفة؟ هل شهدت الدنيا كلها حرية حقيقية للمرأة كما شهدتها في رحاب الإسلام وشريعة القرآن والسنة؟

     أيها العقلاء: ليست القضية قضية متاجرة أو مزايدة، وليست القضية تهويشا إعلاميًا، أو تهريجا سياسيا في زمن التهريج والتهويش، لكنها الحقيقة الناصعة التي لا يمكن لأي منصف أن يتجاهلها أو ينكرها.إنها الحقيقة التي شهد بها منصفو الغرب، وإن كنا لسنا محتاجين لشهادتهم، ولكن كما قيل: «والحق ما شهدت به الأعداء».

لقد جربت المرأة في العالم الغربي الذي يدعي بأنه عالم متمدن ومتحضر، جربت المرأة في العالم الغربي كله، وفي بعض بلدان المسلمين الذين قلدوا الغرب، وساروا في ركابه، ما يسمى بزعمهم: (تحرير المرأة).

     خرجت المرأة عن طبيعتها، خرجت عن رسالتها الأصلية، خرجت سافرة الوجه، حاسرة الشعر، كاشفة الصدر، والذراعين والساقين، واختلطت بالرجال في التعليم والمستشفيات، والمتاجر والمعارض، والأسواق والمنتديات، والندوات والمؤتمرات، وعملت جنبا إلى جنب مع الرجال في المصانع والكليات العسكرية، والوزارات والسفارات، والبرلمانات ومجالس الشورى.جربت كل شيء، وأعطيت كل شيء، فماذا كانت النتيجة؟!

     ماذا كانت النتيجة من زج المرأة والخروج بها عن طبيعتها التي طبعها الله عز وجل عليها؟ لم تكن النتيجة فيما نشاهد في مجتمعات جربت هذا التحرر سنين طويلة، لم نجد للمرأة سعادة قلبية، لم نجد تحرير المرأة كما يقولون ويزعمون،  ولم نجد هدوءاً ولا سكينة، ولا زيادة في عفة المرأة وكرامتها، ولا محافظة على سترها وحيائها، ولا تمسكا بأنوثتها وأمومتها.

     لم يكن شيء من ذلك في بلاد المسلمين التي حذت حذو القذة بالقذة، في الاختلاط، اختلاط المرأة بالرجال، وعمل المرأة في جميع الأعمال، لم نجد ولم تجدوا في تلك المجتمعات، لا تقدما اقتصاديا، ولا نماءً معاشيا، ولا قضاءً على البطالة، ولا قضاء على الفقر، ولا قضاء على المشكلات، لم يكن شيء من ذلك البتة.

     بل على العكس، لقد كان خروج المرأة عن رسالتها وطبيعتها، ومخالطتها الرجال في كافة ميادين الحياة؛ سببا عظيما في قلقها وكآبتها، ورحيل عفتها وحيائها.لقد كان سببا في أحيان كثيرة في الاعتداء عليها، وما حوادث الاغتصاب، والزنا، والتحرش الجنسي بالمرأة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في المجتمعات الغربية إلا خير شاهد على ذلك.حتى قامت بعض المظاهرات في المجتمعات الغربية والشرقية تطالب برجوع المرأة إلى بيتها، إلى سكنها، إلى مملكتها، لتجد الأنس والسكينة، والسعادة والراحة.

     اليوم في بلاد الغرب والشرق النساء يطالبن مدارس وجامعات لا يدرس فيها إلا النساء، مدارس وجامعات لا تختلط فيها الفتيات بالشباب، ومطالبات بتخصيص حافلات للنساء لا تختلط فيها بالرجال.ما الذي دعاهم إلى ذلك؟إنها النتائج المرة، إنه الحصاد المر لحركة تحرير المرأة كما يسمون ويزعمون؛ لسفورها، لتبرجها، لخروجها عن طبيعتها، ومزاحمتها الرجال في ميادين العمل.هذه هي النتائج المرة، والثمار النكدة لما يسمى بتحرير المرأة، هذه هي الآثار المدمرة ليس على مستوى المرأة وحدها، بل على مستوى المجتمعات التي جربت الاختلاط، وشجعت عليه، فهل نعي هذه التجربة ونستفيد من دروسها وعبرها؟ أم أننا وللأسف الشديد سنبدأ من حيث بدأ الآخرون، ونخوض التجربة كما خاضها الآخرون، وربنا -عز وجل- يقول في كتابه الكريم: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}(المائدة:50).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك