![](https://al-forqan.net/wp-content/uploads/2023/07/sd.jpeg)
المرأة والأسرة – 1252
من هدايات القرآن الكريم للمرأة المسلمة
على المرأة المسلمة حينما تقرأ القرآن أن تتدبر آياته، وتتأمل في كلام الرحمن وتعمل بهداياته، حتى يرزقها الله الثبات والسير على صراطه المستقيم، ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أمرها بالحجاب ولزومه والمحافظة على الستر والحشمة، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}(الأحزاب:59)، وأن تحذر من التبرج والسفور فعل أهل الجاهلية الجهلاء، قال -تعالى-: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}(الأحزاب: ٣٣).
ومن هدايات القرآن للمرأة: أنها إذا اضطرت إلى الحديث مع رجل وأحوجها الأمر إلى ذلك ألا تخضع بالقول؛ لئلا يكون خضوعها به سبباً لطمع من في قلبه مرض من الرجال: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}(الأحزاب: 32). ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: ألا تتطلع لشيء من خصائص الرجال وصفاتهم ومقوماتهم، وما اختصهم الله -جل وعلا- به، قال الله -تعالى-: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}(النساء: 32). ومن هدايات القرآن للمرأة: أن تغض بصرها، وأن تحفظ فرجها، وأن تصون عرضها، وأن تحافظ على شرفها وكرامتها {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}(النور:31). ومن هدايات القرآن للمرأة: ألا تحاول لفت أنظار الرجال إليها، واجتذابهم للنظر إلى محاسنها: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}(النور:31).القرآن الكريم هداية ورحمة وسعادة
القرآن الكريم كتاب الله -عزوجل- المنزَّل للناس هداية ورحمة، هو كتاب السعادة الحقيقية والفلاح في الدنيا والآخرة، كتاب فيه هداية الأنام، وشفاء الأسقام، وسعادة الدنيا والآخرة.{وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}
إنَّ الحياةَ بتقلُّبَاتِها وأحوالِها، تحتاج أن يسودَ فيها روحُ الفضل، وتُذكَرَ فيها جوانبُ الخيرِ والمعروفِ، فليس من العقل ولا من الحكمة، ولا من المروءة أن تُهدَم سنواتُ مودةٍ في ساعةِ غضبٍ عابرةٍ، لحظة غضب يتناسى فيها الزوجان الجوانب المشرقة، وأوقات السرور ولمسات الود والمحبة، التي عاشاها ويعيشانها في أغلب أيام حياتهم، قال -تعالى-: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}(الْبَقَرَةِ: 237)، إنه توجيه كريم، وقاعدة عظيمة، يجب ألا ننساها في علاقاتنا كلها، في القربى، والمصاهرة، والعمل والصداقة، وفي شؤون الحياة كلها، إنه توجيه لمن جمعتهم هذه العَلاقة العظيمة وهذا الميثاق الغليظ، وتذكير لهم بألا ينسوا الفضل بينهم مع مرور الزمن وتقدُّم العُمر، وتعاظم المسؤوليَّات، ليبقى الود وتحفظ الحقوق، وتتنزل الرحمة وتتصافى القلوب، إن نسيان الفضل يعني التفكك والتجافي والشقاق والتباعُد عن الأخلاق الكريمة والشِّيَم النبيلة.إشادة القرآن بحياء المرأة
أشاد الله في القرآن الكريم بحياء المرأة العظيم، وما يترتب على حيائها من سترٍ وعفةٍ وحشمةٍ، وبُعدٍ عن الاختلاط بالرجال، قال الله -تعالى-: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} إلى قوله -جل شأنه-: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ}(القصص:23-25)، فكلما كانت المرأة متصفة بالحياء متحلية به كان ذلكم أكمل في أخلاقها، وأجمل في حليتها وزينتها، بينما إذا نزعت المرأة عن نفسها جلباب الحياء، وأطاحت بلباس الحشمة والعفة، فقدَت جمالها الحقيقي، ومكانتها العالية الرفيعة السنيّة.تربية الأبناء على تحمل المسؤولية
الواجب علينا أن نربيَ أبناءَنا وبناتِنا على تحمّل المسؤولية، وندربَهم من صِغَرِهم على المهام الأسرية، حتى يكونوا عند كِبَرِهم أهلا لقيادةٍ رشيدة لأسرٍ سعيدة، وكم من آباء وأمهات اليوم غايةُ دوره مع أولاده توفيرُ أكلِهم وشربِهم ولُعبِهم، دون أن يحملَهم على الجدِّ والتكاليف!، حتى إذا كَبُرَ وتحملَ مسؤولية الزواجَ تفاجأ بما يواجههُ في الأسرة من الصعاب والمشاق، فيحمله ذلك على الضجرِ والضعف، وربما يطولُ به الحال كذلك فيرفعُ رايةَ الاستسلام والتخلي عن المسؤولية الملقاةِ على عاتقه، فتتفككَ الأسرة ويهدمَ الكيان.التغافل من الأخلاق الكريمة
إنَّ وجود الخلافات والمشكلات بين الأزواج أمر لابد منه، ولكن المهم هو الحكمة في معالجة هذه الخلافات، وذلك بالتسامح والتنازل والتغافل عن بعض الحقوق، فإن التغافل من الأخلاق الكريمة التي تكون من الكرام، فلا يدقق الإنسان في كثير من الأمور، وعليه أن يتسامح، وإن كره الزوج من زوجته خلقا، فلينظر إلى ما فيها من المحاسن والأخلاق الحسنة الأخرى، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر».العجلة في الطلاق
إن بعض الناس يتعجل في إيقاع الطلاق قبل أن يلجأ لمراحل علاج المشكلة، وهذا لا شك يترتب عليه أضرار عظيمة، يترتب عليه تصدع لهذه الأسرة، ويترتب عليه تشتيت للأولاد، ويترتب عليه أن ينشأ الأولاد نشأة غير سوية، بنفسية متعبة، وهم يرون هذا النزاع، وهذا الشقاق الذي شتت شمل الأبوين وفرق جمعهما، وهذا له أثر سيئ على نفسية الأولاد، ولا شك أنَّ الصلح خير، وأولى من التسرع في الطلاق، حتى لو وصل الأمر إلى التنازل عن بعض الحقوق المالية أو الشخصية محافظة على عقدة النكاح؛ فقد قال -تعالى-: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}، الصلح خيرٌ من الشقاق والجفوة والنشوز والطلاق.أروى بنت عبد المطلب -رضي الله عنها-
هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اتصفت -رضي الله عنها- بصفات عديدة منه: الصدق والأمانة، وكانت تدعو النساء إلى الإسلام وكانت راجحة الرأي، وهي إحدى فضليات النساء في الجاهلية والإسلام، فقد عرفت الإسلام وفضله في بداية الدعوة، وكانت ذات عقل راجح ورأي متزن، يتضح ذلك في خطابها مع ولدها ومقابلتها لأخيها أبي لهب، ومن خلال إسلامها مع أختها صفية -رضي الله عنهما- تبدو قوة العلاقة التي تجمعها بأختها صفية، فقد أسلمتا معًا وهاجرتا معًا، ويبدو من حوارها مع ولدها حول دعوته للإسلام، حبها للتريث ومشاركة الآخرين بالرأي حينما قالت له: «أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن»، وتوفيت -رضي الله عنها- سنة 15 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
لاتوجد تعليقات