رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 15 يوليو، 2024 0 تعليق

المرأة والأسرة – 1225

المرأة والتفقه في الدين

من صفات المرأة الصالحة أنها تحرص دائمًا أن تأخذ بحظ وافر من العلم الشرعي، انطلاقًا من قوله -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه:114)، وقوله -تعالى- أيضًا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (الزمر:9)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ»، والخطاب هنا موجه للرجال والنساء على حد سواء.

أهمية طلب العلم للمرأة المسلمة

لا يخفى على كل ذي لب أهمية العلم الشرعي في حياة المسلم والمسلمة؛ فهو الموصل لغاية عظيمة، ألا وهي تحقيق العبودية لله -جل جلاله- في هذه الحياة الدنيا. ولقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على تأكيد فرضية العلم، فقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} الآية، فبدأ -سبحانه- بالعلم قبل القول والعمل، ليبين قيمة العلم، وعدم تهوينه والتساهل في طلبه، وجاء أيضا في السنة المطهرة بيان وجوبه فقال - صلى الله عليم وسلم -: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» رواه ابن ماجه، وصححه الألباني، وهذا الحديث يشمل الرجال والنساء على حد سواء، لا فرق بينهما في تحصيل العلم الشرعي، وكما هو معلوم أن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا ما دخله التخصيص، ويؤكده قول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «إنما النساء شقائق الرجال»، فهن شقائق الرجال في الأحكام الشرعية إلا ما خصه الدليل، فالخطاب المقتضي لتحقيق أركان الإيمان موجه إلى الرجال والنساء، على حد سواء، ولا سبيل إلى تحقيقها من غير علم راسخ، ومعرفة صحيحة، وكذلك القول بالنسبة لأركان الإسلام الخطاب فيها للرجال والنساء، ويقال مثل ذلك في كل ما يتعلق بالأخلاق والآداب، فمن هنا تظهر أهمية العلم في حياة المرأة المسلمة.

المرأة والنهضة العلمية في الإسلام

     في صدر الإسلام كانتْ أمهات المؤمنين وعدد من كبار الصحابيات منارات للإشعاع العلمي في صدر الإسلام، وتأتي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في الذّروة والمقدّمة، فكانت من الفصيحات البليغات العالمات بالأنساب والأشعار، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستمع منها إلى بعض ما ترويه من الشعر، وتَروي بعض الآثار أنَّ عائشة -رضي الله عنها- عندها نصف العلم؛ لذا كانت مقصد فقهاء الصحابة عندما تستعصي عليهم بعض المسائل العلميَّة والفقهيَّة، ولا سيما فيما يتعلَّق بِجوانب حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخذ عنها العلم حوالي (299) من الصحابة والتابعين، منهم (67) امرأة، أمَّا أمّ سلمة -رضي الله عنها- فكانتْ كما وصَفَها الذَّهبيُّ «من فقهاء الصحابيات»، وممن روى كثيرًا من الأحاديث عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنها كثير من الصحابة والتابعين بلغوا حوالي (101)، منهم (23) امرأة، وتتعدد أسماء الصحابيات والتَّابعيات اللاتي اشتهَرْنَ بالعلم وكثرة الرواية، وتحفل كتب الحديث والرواية والطبقات بالنساء اللاتي روين ورُوِيَ عنهنَّ الحديث الشريف، مثل: أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأسماء بنت عُمَيْس، وجويرية بنت الحارث، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت جحش -رضي الله عنهن.

الصحابيات وطلب العلم

     تفطنت الصحابيات الجليلات في عهد النبوة لحاجتهن إلى العلم الشرعي؛ فطلبن من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخصص لهن يوما يجتمعن فيه يعلمهن مما علمه الله، فعن أبي سعيد - رضي الله عنه  - قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن فأتاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلمهن مما علمه الله»، فأقرهن النبي - صلى الله عليه وسلم - على طلب العلم والتعلم، واعتنى بهن، وكان - صلى الله عليه وسلم - حريصا على تبليغهن أحكام الشريعة ليتمكنَّ من عبادة الله -عز وجل- على أكمل وجه، ولا سبيل لذلك إلا بالعلم.

أخلاق حاملة القرآن الكريم

  • تتقي الله في السر والعلانية، حافظةً للسانها، إن تكلمت تكلمت بعلم، وإن سكتَت سكتت بعلم، قليلة الخوض فيما لا يعنيها.
  • تطلب الرفعة من الله -عزّوجل- لا من المخلوقين.
  • تبر والديها فتخفض لهما جناحها، وتخفض لصوتهما صوتها، وتبذل لهما مالها، وتنظر إليهما بعين الوقار والرحمة.
  • تصل الرحم، وتكره القطيعة، رفيقة في أمورها كلها، صبورة على تعليم الخير، تأنس بها المتعلّمة، وكل مجالسها تُفيد خيرًا.

من فتاوى النساء

  • سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن النساء اللاتي يغتبن أزواجهن في مجالس النساء ويتحدثن عنهم بشكل غير لائق؟ فقال -رحمه الله:
نصيحتي لهؤلاء النساء ولغيرهن أيضًا: أن يتقوا الله -عزوجل-، وأن يتجنبوا الغيبة، فإنها من كبائر الذنوب، والذي اعتُدي عليه بالغيبة سوف يأخذ من حسنات الذي اغتابه، ولقد مثل الله -تعالى- الغيبة بأقبح مثال، فقال -عز وجل-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}، ولو أن المرأة شكت إلى أمها مثلا حال زوجها ومعاملته إياها، لتفرّج عما فيها، وتبحث عن حلّ بينها وبين زوجها فهذا لا بأس به؛ لأنه يراد به المصلحة ولابد منه، وأما إذا كان مقصود المرأة التشهير بزوجها، ونشر معايبه بين النساء فهذا من كبائر الذنوب ولا يحلّ.

من آداب النصيحة

عندما تهمّين بنصيحة إحداهن استحضري ثلاثة أمور أساسية:
  • أنّك ناصحة ولستَ بفاضحٍة، فحاولي أن تُسِرّيَ في نصيحتك إلّا للضرورة.
  • أنت مجرّد ناصحة ولست بالهادية فالهداية بيد الله وحده، حتى لا تعنّفين على المنصوحة أو تفقدين الأمل في تكرار النصيحة.
  • استحضري أنك لستَ أفضل من المنصوحة وإن رأيتها عاصية لله -تعالى-، فلا يصيبك العُجب بنفسك وطاعتك.

المقصود من الأمر بالحجاب

     قال الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-: والمقصود من الأمر ‎بالجلبــاب، إنما هو ستر زيـنة المرأة، فلا يعقل حـينئذٍ أن يـكون الجلبـاب نفسه زينة، ‏لذلك أوجب الإسلام على المرأة أن تحفظ زينتها الظاهرة بثوب واسع ليس زينة في نفسه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك