رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 8 يوليو، 2020 0 تعليق

7 صفات لدخول الفردوس

 

وردت كلمة (الفردوس) مرتين في القرآن الكريم، الأولى: في سورة الكهف آية رقم (107)، والثانية في سورة المؤمنون آية رقم (11)، وكلاهما جاءت لبيان صفات المستحقين لها، وقد حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء لنيل هذه المنزلة العظيمة؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: الجنةُ مائةُ درجةٍ كلُّ درجةٍ منها ما بين السماءِ والأرضِ وإنَّ أعلاها الفردوسُ وإنَّ أوسطَها الفردوسُ وإنَّ العرشَ على الفردوسِ منها تفجَّرُ أنهارُ الجنةِ فإذا ما سألتم اللهَ فسلوهُ الفردوسَ. فما صفات هؤلاء المستحقين لها؟

في الآية الأولى يتبين أن الإيمان والعمل هما السبيل لدخول الفردوس، وذلك من قوله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نزلا(107) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا} (الكهف: ١٠٧-١٠٨).

يقول السعدي في تفسيره لهذه الآية: إن الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بجوارحهم، وشمل هذا الوصف جميع الدين، عقائده، وأعماله، أصوله، وفروعه الظاهرة، والباطنة، فهؤلاء - على اختلاف طبقاتهم من الإيمان والعمل الصالح - لهم جنات الفردوس.

أما الآية  الثانية تتجلى فيها سبع صفات لأهل الفردوس، في قوله -جل ثناؤه-: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ َ}. (المؤمنون: 1-11). وهذه الصفات هي:

الإيمان: لقوله -تعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} أي فازوا وسعدوا ونجحوا؛ بسبب إيمانهم بالله وتصديقهم لرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم-، وإقرارهم بما جاءهم به من عند الله، وعملهم بما دعاهم إليه، وعدم وقوعهم في الشرك والضلال.

الخشوع في الصلاة: لقوله تعالى-: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، وخشوعهم فيها يكون بتذللهم لله فيها بطاعته، وقيامهم فيها بما أمرهم الله ، وحضور القلب وتدبر ما يقول، وقيل: كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأصحابُه يرفعون أبصارَهم في الصَّلاةِ إلى السَّماءِ، وينظُرون يمينًا وشمالًا حتَّى نزلت هذه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}؛ فجعلوا بعد ذلك أبصارَهم حيث يسجدون ، وما رُئِي أحدٌ منهم بعد ذلك ينظُرُ إلَّا إلى الأرضِ، وسكن بذلك القلب والأطراف وهم وجلون خاضعون.

الإعراض عن اللغو: من قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، واللغو هو الباطل، والمعاصي وما يكرهه الله. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من قال سبحانَ اللهِ وبحمدِه، سبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِك، أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا أنت، أستغفرُك وأتوبُ إليك، فقالها في مجلسِ ذكرٍ، كان كالطَّابعِ يُطبعُ عليه، ومن قالها في مجلسِ لغوٍ، كان كفَّارةً له.

أداء الزكاة: من قوله -تعالى-: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} وهي الزكاة المفروضة قال النبي  صلى الله عليه وسلم مَن عَبَدَ اللهَ لا يُشرِكُ به شيئًا، فأقامَ الصَّلاةَ، وآتى الزَّكاةَ، وسَمِعَ وأطاعَ؛ فإنَّ اللهَ يُدخِلُه مِن أيِّ أبْوابِ الجنَّةِ شاء، ولها ثَمانيةُ أبْوابٍ.

المحافظة على الفروج: من قوله -تعالى-: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}، أي لا يقعون فيما حرم الله من الزنا وما يدعو إليه.

أداء الأمانة: من قوله تعالى-: {وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، أي موفون ومؤدون وغير مضيعين لما كان عندهم من الأمانات والعقود، التي فيها حق لله، أو حق للعباد.

المحافظة على الصلاة: من قوله -تعالى-: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}، أي مقيمون لصلاتهم، محافظون على وقتها؛ فلا يضيعونها، ولا يشتغلون عنها فتفوتهم، ولكنهم يراعونها حتى يؤدوها على أكمل وجه.

     أما النتيجة: من قوله -تعالى- : {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ}، أي وارثون منازل أهل النار في الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما منكم منْ أحدٍ إلَّا له منزلانِ : منزلٌ في الجنةِ ومنزلٌ في النارِ ، فإذا مات فدخل النارَ ورِثَ أهلُ الجنةِ منزلَهُ ، فذلك قولهُ -تعالى-: { أُولَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ }». كما أنهم يرثون أفضل مكان في الجنة: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، أي ماكثون فيها أبدًا

 

6/7/2020م

.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك