رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 17 يونيو، 2024 0 تعليق

6 كواكب وسابعهم  القمر في خط مستقيم – اصطفاف الكواكب ظاهرة فلكية نادرة

  • بوهندي: هذا المشهد يدعو الإنسان إلى التفكر في عظمة هذا الكون وتدبير الله سبحانه وتعالى له وتصريفه لحركة تلك الكواكب وسيرها ‏في مداها على نظام منضبط لا يبغى شيء على شيء
 

ترقب الكثيرون حدثًا فلكيا نادرًا لا يراه الشخص سوى مرة واحدة في عمره، وهي ظاهرة (اصطفاف الكواكب)، التي أمكن مشاهدتها من الدول العربية؛ حيث بدأت الظاهرة الفلكية النادرة، يوم الاثنين الماضي 3 يونيو 2024؛ فقد شهدت السماء ظاهرة اصطفاف الكواكب، وذلك عندما اصطفت 6 كواكب ولحق بهم القمر في حدث فلكي نادر وفريد يمكن رؤيته بالعين المجردة في السماء.

        وتمكن المواطنون في الدول العربية رؤية هذه الظاهرة بوضوح؛ حيث اصطفت مجموعة (الكواكب السيارة) المكونة من عطارد، والمريخ، والمشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون، ثم لحق بهم القمر في خط مستقيم، في ترتيب قطري عبر السماء؛ حيث ظهر كوكب زحل في الأعلى، تلاه نبتون، ثم المريخ وأورانوس وعطارد، وبدا المشتري الأقرب إلى الأفق.

أفضل طريقة للتفكير في عظمة الله

        وعن هذه الظاهرة قال الباحث والمهتم في مجال علم الفلك عبدالعزيز بدر بوهندي (العضو السابق في إدارة علوم الفلك والفضاء بالنادي العلمي الكويتي ومتحف العجيري الفلكي): شهد يوم الاثنين 3‏/6‏/2024 وقت الفجر اقتران كوكب المريخ مع القمر في مشهد جميل، يدعو الإنسان إلى التفكر في عظمة هذا الكون العظيم الذي خلقه الله -سبحانه وتعالى-؛ فقد أثنى الله -تبارك وتعالى- على عباده الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض، قال -تعالى-: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ}، ومثل هذه الظواهر والأحداث التي تشاهد في السماء هي أفضل طريقة للتفكر في عظمة الله -تبارك وتعالى- وخلقه وتدبيره -سبحانه وتعالى-، وتصريفه لحركتها وسيرها ‏في مداها على نظام منضبط لا يبغى شيء على شيء، ولا يصطدم شيء بشيء كل ذلك بتدبير الحكيم الخبير -سبحانه وتعالى.

يمكن رؤيتها بشكل جلي

        ‏وبين بوهندي أن ‏هذه الظاهرة الفلكية يمكن رؤيتها بشكل جلي في سماء الكويت والجزيرة العربية، وكذلك في الدول العربية، والكواكب السيارة ‏هي: كوكب زحل ويكون في الأعلى ويلي كوكب نبتون ثم المريخ ثم أورانس ثم عطارد ثم المشتري، وقد يكون من الصعب رؤية كوكب المشتري والزهرة وراس؛ بسبب قربها من الشمس.

تقسيم الكواكب السيارة

‏وأشار بوهندي أن علماء الفلك يقسمون الكواكب السيارة إلى قسمين:
  • القسم الأول: الكواكب الداخلية، وهي: عطارد وزهرة والأرض والمريخ، وتتميز هذه الكواكب الداخلية بأنها كواكب صخرية.
  • القسم الثاني: وهي الكواكب الخارجية، وتتميز بأنها كواكب غازية أي أن أغلب كتلتها مكونة من الغاز، وتتمثل في: كوكب المشتري، وهو أكبر الكواكب، وكوكب زحل، وهو ذو الحلقات المعروفة، وكوكب أورانس وكوكب نبتون.

ليس لها تأثير على حياة الناس

         ‏وختم بوهندي تصريحه قائلاً: مثل هذه الظواهر لا يتعلق بها أي شيء من أمور الجاهلية، لا ولادة عظيم ولا موت عظيم، ولا خسف ولا زلازل ولا غيرها من الأمور التي يقدر الله -تبارك وتعالى- و يكتبها على عباده و مخلوقاته، إلا ان يشاء الله ويقضي -سبحانه- أمرا كان مفعولا؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رجال من الأنصار، أنهم كانوا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ رمي بنجم فاستنار فقال: «ما كنتم تقولون لهذا في الجاهلية ؟ فقالوا: كنا نقول: ولد الليلة عظيم أو مات عظيم، فقال: إنه لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله إذا قضى بالأمر سبح حملة العرش.

العرض المثالي لظاهرة اصطفاف الكواكب

        قالت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا): إن أفضل الأوقات لمشاهدة هذه الظاهرة (اصطفاف الكواكب) كانت مع شروق الشمس، بشرط أن تكون السماء صافية، ووفقا لناسا، فقد اضطر الناس في بعض البلدان إلى استخدام التلسكوب لمشاهدة الظاهرة بوضوح، وأشارت الوكالة إلى أن العرض المثالي لظاهرة اصطفاف الكواكب سيكون يوم التاسع والعشرين من يونيو الجاري؛ حيث سيكون منظر الكواكب وراء بعضها أكثر وضوحًا.

حكمة الله في خلق النجوم

         قال الله -تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (الأنعام: 97)، وقال الله -تعالى-: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} (الملك: 5)، خلق الله -تبارك وتعالى- النجوم: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فما أعظم حكمة الرب -تبارك وتعالى- في خلق النجوم والكواكب، وكثرتها وعجيب خلقها! وقد خالف -سبحانه- بين الكواكب في الطلوع والسير والمنازل: فبعضها يطلع، وبعضها يغيب، ومنها السائر والمتحرك، ومنها ما يسير إلا مجتمعًا كالجيش الواحد، ومنها ما يسير وحده كالقائد، ومنها ظاهر لا يغيب أبداً، جعلها الله بمنزلة الأعلام المنصوبة التي يهتدي بها الناس في الطرق المجهولة في البر والبحر، فهم ينظرون إليها متى أرادوا، ويهتدون بها حيث شاؤوا كما قال -سبحانه-: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (النحل: 16).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك