رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 28 يوليو، 2020 0 تعليق

6 افعلها و 6 تخلَّ عنها.. تنلْ أعلى الجنة

 

     جاء في نهاية سورة الفرقان في الآيات من (٦٣ - ٧٧) صفات ست يجب على المسلم التحلي بها والحرص على فعلها وهي التواضع، والحلم، والتهجد، والخوف، والتوبة، والدعاء. ، كما جاء أيضًا في هذه الآيات ست صفات أخرى يجب على المسلم الابتعاد عنها والحذر منها وهي الإسراف، والشرك، والقتل، والزنى، والكذب، والاعراض؛ لذا كان جزاء من فعل ذلك في قوله -تعالى-: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} و(الغرفة) هي الدرجة الرفيعة، وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها.

ومعنى الصفات التي ينبغي أن تفعلها فهي كالتالي:

1- التواضع: وهو التذلل، وهو رضا الإنسان بمنزلة وسط بين الكِبْر والضِّعَة، قال -تعالى-: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}، أي: يمشون بوقار وسكينة غير متكبرين، ولا يردون الحق، ولا يحتقرون الناس، قال - صلى الله عليه وسلم - «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر».

2- الحلم: هو ضبط النَّفس، والطُّمَأْنِينَة عند شدة الغضب، قال -تعالى-: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}.

3- التهجد: الصلاة بالليل، وهو دأب المؤمنين؛ إذ تراهم بين قيام وسجود، {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}، وهم في حالهم هذه يستغفرون الله، ويدعونه ويرجون رحمته، ويخافون عذابه.

4- الخوف: وهو صفة المؤمنين؛ حيث يعيشون بين الخوف والرجاء، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}؛ فهم مع طاعتهم مشفقون خائفون وجلون من عذاب الله.

5- التوبة: وهي الرجوع عن معصية الله -تعالى- إلى طاعته، قال -تعالى-: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ  وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}. والتوبة محبوبة إلى الله -عز وجل-، وهي واجبة على كل مؤمن؛ لأنها من أسباب الفلاح، أما التوبة النصوح فيغفر الله بها الذنوب مهما عظمت ومهما كثرت.

6- الدعاء: من الصفات الحميدة، بل من أصول العبادة، وهو الابتهال إلى الله -تعالى- بالدعاء والالتجاء إليه، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.

 ومعنى الصفات التي ينبغي أن تتخلى عنها فهي كالتالي:

1- الإسراف: قيل: إن من أنفق في غير طاعة الله فهو الإسراف، ومن أمسك عن طاعة الله -عز وجل- فهو الإقتار، ومن أنفق في طاعة الله -تعالى- فهو القوام، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}.

2- الشرك: قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}؛ فإن الإشراك بالله من أكبر الكبائر، وسئل رسول اللهصلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تدعو لله نداً وهو خلقك»، قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (النساء: 116).

3- القتل: وهو التعدي على النفس البريئة دون وجه حق، والحق ما جاء في معنى القصاص والقتال في سبيل الله. {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}. قالصلى الله عليه وسلم -: «لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا».

4- الزنى: وهو التعدي على الأعراض، مما يؤدي إلى تدمير المجتمعات وخلق العداوات، قال -تعالى-: {وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}.

5- الكذب: وأشده قول الزور، وقيل هو الشرك وعبادة الأصنام، وقيل: الكذب، والفسق، واللغو، والباطل . {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} قال -تعالى-: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (الحج: 30). فقرن بين الشرك وقول الزور. وعده النبيصلى الله عليه وسلم - من أكبر الكبائر.

6- الإعراض: قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}؛ فإذا سمعوا آيات الذكر الحكيم تتلى وقفوا عندها متدبرين متعظين مطبقين لأحكامها، ولا يمرون عليها مرور الكرام.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك