رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مصطفى صلاح خلف 25 يوليو، 2010 0 تعليق

5516 مشروعاً إسلامياً خيرياً في رحلة العطاء المباركة للجنة القارة الأفريقية

 

تعد لجنة القارة الأفريقية التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي صرحا خدميا إسلاميا على أرض الواقع فيما تقدمه من خدمات للفقراء والمحتاجين من أبناء قارة أفريقيا في كافة المجالات الدعوية والصحية والغذائية والتثقيفية؛ لإكمال المنظومة الكلية التي تسعى إليها جمعية إحياء التراث الإسلامي؛ ذلك الصرح العريق الذي يهدف إلى إعانة المسلمين في شتى بقاع الأرض، وذلك بعون الله تعالى ثم مساهمة أهل الإحسان بدولة الكويت الغراء، الذين يعرفون حق إخوانهم من فقراء المسلمين والمحتاجين داخل الكويت وخارجها؛ ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى وكما قال سيد الخلق [: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة».

ويؤكد دائما فضيلة الشيخ جاسم العيناتي رئيس لجنة القارة الأفريقية أن هدف اللجنة خدمة الفقراء والمحتاجين في شتى بقاع القارة الأفريقية من المسلمين، بل تصل تلك الخدمات إلى غير المسلمين أيضاً، فإذا أقامت اللجنة من خلال تبرعات أهل الخير من كويتنا الحبيبة بحفر بئر مثلاً؛ فالماء يصل إلى المسلمين وغير المسلمين، ولعل هذا ما دفع الكثير من سكان المناطق التي تعمل فيها لجنة القارة الأفريقية من غير المسلمين إلى الدخول إلى دين الله الحنيف.

ونحن -ولله الحمد- نجدد العزم دائما للخدمة وتأدية الواجب ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى، وبفضله سبحانه وتعالى ثم بمساهمة أهل الخير والبر الذين لا ينسون إخوانهم المحتاجين والمنكوبين والفقراء في مختلف بقاع الأرض.

المتبرعون

وفي حوار مع ثلاثة من المتبرعين الكويتيين بلجنة القارة الأفريقية الذين رفضوا ذكر أسمائهم وأصروا على ذلك، سألناهم عن الدافع للعمل الخيري؟

فكانت إجابتهم ابتغاء وجه الله تعالى؛ فهذا حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم، والزكاة فريضة إسلامية، والصدقة طهر للمال ونجاة في الدنيا والآخرة ومغفرة للذنوب، وكيف يشعر المسلم بنعمة الله عليه ثم لا يؤدي حقها وله إخوة مسلمون جائعون وأيتام وأرامل، وآخرون لا يجدون مسجدا يصلون فيه لربهم أو لا يجدون مستشفى أو مستوصفا يتولى علاجهم؟!

وقال المتبرعون: نحن ندعو كل إخواننا ممن هم في رغد من العيش ألا ينسوا إخوانهم المحتاجين وما أكثرهم حتى ولو لم نراهم بأعيننا، فسوف نسأل عنهم أمام الله، ولنتذكر أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

ووجه المتبرعون الشكر لجمعية إحياء التراث الإسلامي، قائلين: ونتوجه بخالص الشكر إلى جمعية إحياء التراث الإسلامي والقائمين عليها وكافة لجانها ولجنة القارة الأفريقية؛ لما لمسناه من الروح والهمة في توصيل المساعدة إلى مستحقيها، والبحث عن المحتاجين والفقراء والمرضى والأيتام في كل مكان قد نغفل عنه، وتوصيل الخدمة والعون لهم، ونرجو من قلوبنا مزيد التقدم والازدهار لجمعيتنا جمعية إحياء التراث الإسلامي في كل مجالات البر والخير.

 

كفالة الأيتام

ومن أبرز مشروعات لجنة القارة الأفريقية كفالة الأيتام في معظم الدول الأفريقية، التي تتعاون من خلالها اللجنة مع معظم دور رعاية الأيتام في أفريقيا، مثل رعاية أيتام جمعية النهضة في كينيا، والجمعية الخيرية للتنمية في الكاميرون، وجمعية أهل السنة في ليبيريا، وجمعية الإغاثة في توغو، وجمعية المشاريع الخيرية في الصومال، وكذلك جمعية الصومال الخيرية، وجمعية التضامن في الصومال أيضاً، ومنظمة المركز الخيري في النيجر، ومركز مصعب بن عمير بالسنغال، والمنظمة الدولية للعون الإنساني ببنين، ومنظمة التربية بغانا، والجمعية الاجتماعية بغينيا، وجمعية التنمية الاجتماعية بنيجيريا، وجمعية التنمية والإغاثة بإثيوبيا، والكثير من الدول الأفريقية؛ اتباعا لقول الحبيب[: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» وأشار باصبعيه الشريفتين: السبابة والوسطى، وقد وصل عدد الأيتام الذين تكفلهم لجنة القارة الأفريقية 3522 في معظم دول أفريقيا.

 

إغاثة عاجلة

مشروع: «إغاثة عاجلة» أحد مشروعات لجنة القارة الأفريقية، ويهدف إلى إغاثة المنكوبين في شتى بقاع أفريقيا وتوفير مواد الإغاثة بمختلف أنواعها لمنكوبي الكوارث الطبيعية وإيصالها إليهم بأسرع وقت وبأفضل طريقة، وهذا المشروع يصل إلى مناطق كثيرة من القارة الأفريقية التي تتعرض بين الحين والآخر إلى كوارث طبيعية وحروب وغيرهما من الابتلاءات، التي يكون الناس فيها بأمس الحاجة للعون والمساعدة والإغاثة بشتى أنواعها من غذائية ودوائية وملابس وخيام وغيرها من المساعدات، واللجنة تسعى دائما لإيصال تبرعات أهل الخير إلى من يحتاجون إليها كما قال الحبيب[: «من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».

 

مراكز إسلامية

كما تتبنى لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي عملية بناء العديد من المراكز الإسلامية في الدول الأفريقية التي يحتاج مسلموها إلى التوعية والتثقيف الإسلامي الصحيح، كذلك تدعم هذه المراكز الإسلامية اللغة العربية وتعليمها لشعوب الدول الأفريقية لتأهيلهم لحفظ كتاب الله العزيز، كما أن دور المراكز الإسلامية عظيم في تعليم الناس ولاسيما في هذا العصر الذي يموج بالفتن والخرافات؛ فمن الضروري تبصير المسلمين بأمور الإسلام ورفع الجهل عنهم وتعليمهم أصول الدين الصحيحة وأمور العبادات، وخلال الرحلة المباركة للجنة القارة الأفريقية تم إنشاء 133 مركزا إسلاميا في معظم دول أفريقيا لتحقيق تلك الأهداف الإسلامية السامية، وتم تعليم 536 داعية إسلاميا من أبناء البلاد الأفريقية وتدريبهم ليقوموا بالدور الدعوي في تلك المراكز والمساجد.

 

مراكز صحية ومستشفيات

وتقوم لجنة القارة الأفريقية أيضاً بإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق المحتاجة والفقيرة في قارة أفريقيا لإغاثة المرضى وتوفير الدواء، وقد قامت اللجنة ببناء وتجهيز 38 مستشفى ومركزا صحيا بمعظم الدول الأفريقية، نسأل الله أن يكون أجرها الدائم في ميزان حسنات الإخوة المتبرعين من أهل الخير، وتقوم هذه المراكز والصروح الطبية بدورها على أكمل وجه في العديد من الدول، مثل الصومال والسودان والسنغال والغابون والكاميرون وأوغندا وبوركينا فاسو وتشاد والعديد من الدول والمناطق الأفريقية المحتاجة.

 

1325 مسجداً

قال سيد الخلق[: «أحب البقاع إلى الله المساجد»، وتطبيقاً لأمر الله ورسوله تقوم لجنة القارة الأفريقية بمجهودات ضخمة في عملية بناء المساجد في معظم دول أفريقيا حتى وصل مجموع المساجد التي قامت اللجنة ببنائها 1325 مسجدا في شتى بقاع أفريقيا وفي المناطق التي يحتاج سكانها إلى بيت من بيوت الله ليسعهم ويقوموا فيه لربهم قانتين.

 

معاهد ومدارس

كما تهتم لجنة القارة الأفريقية بإنشاء المعاهد العلمية والمدارس في الدول الأفريقية الفقيرة، حتى وصل عدد المعاهد والمدارس التي أنشأتها اللجنة في أفريقيا إلى 294 معهدا ومدرسة تخدم المناطق الإسلامية النائية وطلاب المسلمين الذين يتكبدون العناء ليصلوا إلى مدارسهم ومعاهدهم العلمية في العديد من الدول؛ كإثيوبيا والصومال وغانا والسودان وأوغندا وبنين وتوغو وسيراليون ومعظم الدول الأفريقية.

 

آبار ومزارع ومطاحن ومشروعات مختلفة

كما تقوم اللجنة بحفر العديد من الآبار في مناطق كاد يأكلها الجفاف في القارة الأفريقية؛ فالماء أفضل الصدقة وعصب حياة الإنسان، وصدق الله العظيم إذ يقول: {وجعلنا من الماء كل شيء حي}.

كما تقوم لجنة القارة الأفريقية بإقامة المزارع لإعانة الفقراء في مختلف المناطق، فضلاً عن كونها مشروعات دائمة تدر الربح لسكان تلك المناطق.

كما تقوم اللجنة بإنشاء مطاحن لخدمة المناطق المحرومة من الخبز وتحتاج إليه، بل تتوق إليه، كما تقوم اللجنة بالعديد من المشروعات المختلفة التي تكون حجر أساس لرفع مستوى المسلمين الفقراء في قارة أفريقيا؛ كالدكاكين والورش ومزارع الأسماك، وقد وصل عدد الآبار في دول أفريقيا التي قامت بها لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي إلى 2746 بئرا ارتوازية وسطحية، وما يقرب من 750 مزرعة، و12 مطحنا، و8 ورش، و110 مشروعات تنموية لرفع مستوى معيشة الفقراء والمحتاجين.

 

زيارة الحميدي

وفي إطار متابعة كل هذا الكم الهائل من العمل الخيري الذي تقوم به جمعية إحياء التراث الإسلامي بفضل الله أولاً ثم بتبرعات أهل الخير من أبناء الكويت الكرماء، قام فضيلة الشيخ جمال الحميدي نائب رئيس لجنة القارة الأفريقية بزيارة لمتابعة سير المشروعات الخيرية في الدول الأفريقية ووصول المساعدات إلى مستحقيها.

وقال الحميدي: نحمد الله على توفيقه لنا في هذه الزيارة المباركة لبعض دول القارة الأفريقية لزيارة مشاريع أهل الخير من دولة الكويت، والحمد لله نؤكد أن المشروعات وضعت في مكان حاجتها لخدمة الإسلام والمسلمين، وأسهمت المشاريع في دخول العديد من غير المسلمين إلى الإسلام بمجرد بناء مسجد أو حفر بئر في قرية، وكم أسهمت كفالة اليتيم في حفظ أيتام المسلمين من الضياع وتثبيتهم على دينهم، وكم أسهمت إغاثتكم يا أهل الخير في إنقاذ المنكوبين والمرضى من الهلاك والجوع بسبب تبرعكم وإحسانكم.

وأضاف الحميدي قائلاً: فمزيدا يا أهل الخير والإحسان لمساعدة إخواننا المحتاجين إلى مثل هذه المشاريع الخيرية لتثبيتهم وبيان محاسن الإسلام لغير المسلمين، سائلين المولى أن يكون هذا العمل في ميزان حسناتكم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك