25قاعدة تربوية في صناعة الأبناء القادة
1 - الاستغناء
اعلم يا بني، أنك سيد لكل ما استغنيت عنه، وقوتك في الناس بقدر ما استغنيت، ومن استغنى بربه؛ فهو أغنى الناس ولو لم يخبره أحد، واعلم يا بني أني لو تركت لك مال الدنيا ولم أعلمك الاستغناء؛ فأنت فقير، ولو لم أترك لك شيئا وعلمتك الاستغناء؛ فأنت غني، يا بني اليد العليا حياة فوق الحياة.
2 - السلامة من الأذى
اعلم يا بني، أنه لن يسلم أحد من أذى الخلق ولو بعد حين، ولو كان في جوف كهف عمره كله، ولو أوقف عمره كله للنجاة من هذا الإيذاء؛ فلا أعظم ولا أغنى ولا أكرم ولا أحلم من الله وآذوه، قال[: «ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم».
3 - اللجوء إلى الله
اعلم يا بني إن كنت في كل ضِيق تلجأ إلى الله قبل أي أحد؛ فتأكد أنّ الفرج مسألة وقت مُحدد؛ فربك الصمد الذي يلجأ إليه كل مخلوق، وهو لا يلجأ إلى أحد، يا بني، ربك قريب الرضا، إذا استرضي رضي، كريم حليم. ودود يُغير يُعطي بلا عوض ولا استحقاق، ولا يتغير، فقط مسألة وقت فاصبر.
4 - إرضاء الناس
اعلم يا بني، أن قلوب الناس ليست الجنة؛ فلا تتعب نفسك من أجل البقاء فيها؛ فبعض البشر يريد منك كل شيء، ولا يريدك أنت؛ فلا تضيع وقتك معه ما دمت تمشي مستقيماً؛ فلا تبالي بالقلوب المائلة، تغافل كثيراً، ولا تكن مغفلا.
5– التحفيز الداخلي
اعلم يا بني، أنه من أقوى الناس من عود نفسه أن يعمل بلا تحفيز، وأن ينجز دون تصفيق، أو مكافأة، وأن يثق في إمكاناته التي وهبها له ربه دون انتظار رأي الآخرين، أن يحمل شاحنه الداخلي بطرف خفي، همه العمل المرضي من ربه الكريم العلي.
6 - عدد نعمك
اعلم يا بني، أنك إذا أردت التوقف عن القلق والبدء بالحياة إليك بهذه القاعدة التي ذكرها ديل كارنيجي: عدّد نعمك وليس متاعبك!
7 - اعرف عيوب نفسك
اعلم يا بني، أنه من أسوأ الناس حالا من يعرفون كل شئ، إلا عيوبهم ويواجهون أي أحد إلا أنفسهم.
8 - رجل المسؤولية
اعلم يا بني، أن أفضل هدية تقدمها لكل من أحبك ولأهلك ولوطنك ولأمتك، بل قبل كل ذلك لنفسك أنت، أفضل هدية هي أن تكون رجل المسؤولية، أن تكون على مستوى كل حدث، أن يُعتمد عليك، أن تكون سندا وعونا على قدر استطاعتك، أكرر يا ولدي على قدر استطاعتك، كن صاحب اليد العليا يا ولدي، وضع بينك وبين سفاسف الأمور ألف حاجز
9 - الحسم والحرص
اعلم يا بني، أن حكمة الحياة تكمن في رؤية الخيط الرفيع بين الصبر على شيء وبين أن تضيع وقتك معه وعليه، وكم من أعمار ضاعت لعدم رؤية هذا الخيط ، يا ولدي، هناك فقهاء في رؤية هذا الخيط لا تُقصر في استشارتهم، الصبر جميل، ولكن الحسم والحرص على الأعمار أكثر جمالا، يا ولدي، لا تضيع عمرك مع من لا يستحقك.
10 – انتصر على نفسك
يا ولدي، اجعل انتصاراتك العظمى على نفسك، اجعلها انتصارات مُدوية على رغباتك وشهواتك، يا ولدي، من امتلك القدرة على تأجيل رغباته يستطيع أن يمتلك بعدها أي قدرة -بإذن الله-، يا ولدي، قال أحدهم: مَن يهزم نقاط ضعفه أشجع ممن يهزم أعداءه؛ لأن أصعب انتصار هو الانتصار على الذات.
11- التعامل مع الخلق
اعلم يا بني أنك ستلقى هؤلاء الذين هم في صدورهم حجارة، لا قلوبًا، حجارة يقذفون بها أفئدة خلق الله، خُلقهم القسوة والغلظة، ديدنهم التبرير والادعاء، زادهم الأنانية واتباع الهوى، هؤلاء يا بني لا تكترث بهم، ولا تصطدم معهم، يجب أن تعاملهم بثبات معاملة الأطفال، أو المرضى، أو الأموات، يا ولدي، لا تهدر أثمن لحظات عمرك في تحسين صورتك أمام أعين لا تُبصر إلا ما تُريد أن ترَاه.
12 – قل للناس حسنًا
يا ولدي، رضا الناس غاية لا تدرك؛ فليكن شعارك: وقولوا للناس حسنا، وخالق الناس بخلق حسن، وليرض من يرضى وليسخط من يسخط، واعلم يا بني، أنه من السهل أن تكون مشهوراً، ولكن من الصعب أن تكون كبيراً، وكم من مغمور وهو كبير في نفسه وفيمن حوله، وكم من مشهور صغير في نفسه صغير فيمن حوله، والأهم من هذا وذاك يا ولدي أن تكون عند ربك تقياً مرضيا.
13 - لا تفرط في العاطفة
يا ولدي، لن يراك الجميع جميلاً، ولن يحبك الجميع، ولن يرضى عنك الجميع، تذكر ذلك دائماً، واعلم أن دخول بعض الناس لحياتك، هو مجرّد درس تتعلم من خلاله قواعد أساسية، تطبقها باقي حياتك، أولها هو عدم الإفراط بالعاطفة، وثانيها أن تخفض سقف توقعاتك.
14 - احذر النفاق
اعلم يا بني، قد يجتمع النفاق وحسن الخلق، قال صلى الله عليه وسلم : «يقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وليس في قلبه حبة خردل من إيمان»، وقد يجتمع العمل الصالح مع سوء الخلق؛ فيدخل العبد النار، قالوا: يا رسول الله فلانة تصوم النهار، وتقوم الليل، وتؤذي جيرانها، قال: «هي في النارِ؛ فاحذر أن تكون أحدهما.
15 – حسن الخلق
اعلم يا بني، أن حسن الخلق والإكرام والحِلم، وقوة التقدم، وطيب الكلام، درجات عند ربك ورفعة لقدرك وحيرة وتشتت، وإفساد لكل مخططات عدوك.
16 – تدبر القرآن
اعلم يا ولدي: أنه من أعظم الحقائق على مر الزمان، أن تسليم نفسك لتدبر القرآن يصنع منك إنسانا شاكرا رحينا وراشدا، إنسان الإيمان والعمران وأخلاق القرآن، وبقدر يقينك فيه بقدر جودة عمله فيك.
17 - تقوى الله
اعلم يا بني، أن تقوى الله هي واجب الوقت في كل لحظات الحياة.
18 – مهارة اتخاذ القرار
اعلم يا ولدي، أنه لو لم يكن لي خيار إلا تعلم مهارة واحدة من المهارات الإدارية؛ فسيكون اختياري هو مهارة اتخاذ القرار؛ فعمرك ما هو إلا مجموعة من القرارات، وحولها بعض الصفات، شجاعة في اتخاذ القرار، صبر وعزم ومجاهدة على تنفيذ القرار، يا بني، تمسك بالشورى ولن تندم، وبعدها الاستخارة؛ فربك يعلم وأنت لا تعلم، وهو -جل وعلا- أعلى وأعلم، يا ولدي، كن صاحب قرار
19 - ثوابت ليومك
صمم يا ولدي، على أن تكون هذه ثوابت يومك: اعزم على عدم التفريط في واجب الوقت مع وضوح للأولويات، محاسبة النفس يوميا، عدم الاستسلام للغرق في لحظات الفتور، وجود روتين يومي محسوم موافق للرؤية، ارتفاع مستمر بمقاييس الأداء، مع تجديد شواحن هذا الأداء.
20 - إدارة الوقت
اعلم يا ولدي، أن إدارة الوقت مبنية على أربع حقائق، إن لم تحققها فلا تتعب:
(1) قيادة الوقت أهم من إدارة الوقت، يعني البوصلة أهم من الساعة، بمعنى هل أنت تقوم بالفعل الصحيح؟ قبل أن تسأل نفسك، هل تفعله بطريقة صحيحة أم لا؟ وفكرة مربع الأولويات مهمة.
(2) مهارة تأجيل الرغبات والحسم في اتخاذ القرار، وبعض الناس يعبر عنها بالإصرار، وقوة الانضباط، ويحلو لي أن أعبر عنها بالعزم.
(3) مهارة اغتنام الفراغات واغتنام وقت الانتظار؛ فمن أكبر آفاتنا أننا لا نحسن اغتنام أوقات الانتظار.
(4) مهارة التركيز، أو الخشوع، أو إدارة الجهد، أو الطاقة، في اللحظة كان الدكتور المقدم يقول لي: ليس المهم كم ما تخصصه من وقت، الأهم قدرتك على التركيز في هذا الوقت.
21 - الاستقامة على الفرائض
يا ولدي عليك بالاستقامة على الفرائض، ومصاحبة أهل الاستقامة على الفرائض، وفرض الفرائض، صلاة تكون قرة عين لك، وصدق أمانة لا تفارقك.
22 - النجاح في الدنيا والآخرة
يا ولدي، لم يُوصف لطالب التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة، مثل هذه الأربع: التميز في بر الوالدين، وكرم وجود بين العالمين، وشكر عملي، وتفاؤل وحسن ظن لا تغيره الأيام والسنين.
23 - الراحمون يرحمهم الرحمن
يا ولدي ضع نفسك دائما على ميزان هذا القانون الرباني النبوي، الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، بقدرة رحمتك للخلق يرحمك الخالق، يا ولدي، أنت عظيم بقدر قلبك الرحيم، يا ولدي، الرحمة هي الباب الأوسع لكل خير.
24 - صمم جنازتك
يا ولدي، صمم جنازتك من الآن، وصاحب من سيصلي عليك الجنازة، وتذكر الموت؛ فتذكر الموت هو العبادة المنسية، واحرص أن تكون هذه جنازتك، يقول خالد الصدفي: شهدت جنازة الليث بن سعد مع والدي، فما رأيت جنازة قط أعظم منها، رأيت الناس كلهم عليهم الحزن، وهم يعزي بعضهم بعضا، ويبكون؛ فقلت: يا أبتِ، كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة؛ فقال: يابني، لا ترى مثله أبدًا.
25 - فهم طبائع الأشياء
يا ولدي، خلاصة ما أقوله لك: عليك بفرائض مجودة، وتوبة متجددة، وأدعية مسددة، ودعوة متمددة، وأعمال قلب متجردة، ونوافل سُنية محددة؛ واعلم أن من رزق فهم طبائع الأشياء، وفقه السنن، سبق أقرانه وأهل زمانه بقرن؛ فإذا وفقك الله لما سبق، فقد ملكت حياة ممهدة، قال -تعالى-: {ومن عمل صالحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ}(الروم: 44).
لاتوجد تعليقات