رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 7 يوليو، 2015 0 تعليق

20 عاما على مرور أفظع المجازر الجماعية منذ الحرب العالمية الثانية- (سربرنيتسا) شاهد على الأساليب البشعة في تصفية المسلمين في العصر الحالي

كوفي عنان: ستبقى مأساة (سربرنيتسا) نقطة سوداء في تاريخ الأمم المتحدة إلى الأبد

في فبراير 2007، أكدت محكمة العدل الدولية  بأن ماجرى في (سريبرينيتسا) كان إبادة جماعية

تعد هذه المجزرة من أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. حوالي 8 آلاف مسلم قتلوا، ونزح عشرات الآلاف من المدنيين هناك من المنطقة، مذبحة (سربرنيتسا)، المجزرة التي شهدتها البوسنة والهرسك على أيدي القوات الصربية وقعت يوم الخميس 7/2/1416 هـ الموافق 6/7/1995.

الكتيبة الهولندية لم تتدخل!

     في إبريل 1993 أعلنت الأمم المتحدة بلدة (سريبرينيتسا) الواقعة في وادي درينا في شمال شرق البوسنة «منطقة آمنة» تحت حماية قوات الأمم المتحدة، ممثلة بعناصر الكتيبة الهولندية في قوات الأمم المتحدة التي يبلغ تعدادها 400 عنصر، وبناءً على ذلك قام المتطوعون البوسنيون الذين كانوا يدافعون عن المدينة ، بتسليم أسلحتهم، إلا أن إعلان المدينة منطقة آمنة تحت حماية الأمم المتحدة، لم يحل دون وقوع المجزرة، كما أن عناصر الكتيبة الهولندية لم يتدخلوا لأجل حماية سكان البلدة ذوي الأغلبية المسلمة.

تصفية الرجال واغتصاب النساء:

     قامت القوات الصربية وبأوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية لجيش جمهورية صربيا القادة-العسكريين والسياسيين- بالقيام بعمليات تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين والمعروفين باسم (البوشناق)، وقد حدثت على مرأى من الفرقة الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام الأممية دون أن تقوم بأي شيء لإنقاذ المدنيين، علما أنها كانت قد طلبت من المسلمين البوسنيين تسليم أسلحتهم مقابل ضمان أمن البلدة، الأمر الذي لم يحصل بتاتاً. فبعد دخول القوات الصربية البلدة ذات الأغلبية المسلمة، قامت بعزل الذكور بين 14 و50 عاماً عن النساء والشيوخ والأطفال، ثم تمت تصفية كل الذكور، ودفنهم في مقابر جماعية، كما تمت عمليات اغتصاب ممنهجة ضد النساء المسلمات.

دور الولايات المتحدة

     في اجتماع مغلق لمجلس الأمن 10/8/1995 أي بعد شهر من سقوط البلدة بأيدي القوات الصربية، عرضت (مادلين أولبريت) وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك صوراً ملتقطة بواسطة أقمار صناعية، تظهر فيه مكان دفن آلاف المسلمين البوسنيين من المدنيين ولا سيما الذكور، الذين تم قتلهم من قبل الجيش الصربي ودفنهم في حقل زراعي قرب بلدة Nova Kasaba على بعد 19 كم من سربرنتسا، في الحقيقة تم العثور على 33 جثة فقط في المكان المذكور؛ بينما تمت العثور على أكثر من 400 جثة في 20 موقع على أطراف البلدة.

تبعات المجزرة

     تم تحميل (رادوفان كاراديتش) الزعيم السياسي لصرب البوسنة والجنرال (راتكو ملاديتش) الذي قاد المليشيا الصربية فضلا عن العديد من القادة السياسيين والعسكريين وشبه العسكريين المسؤولية عن تنظيم عمليات قتل المدنيين وتشريدهم. كذلك اتهم أهالي الضحايا القوات الهولندية العاملة في نطاق قوات الأمم المتحدة بعدم الدفاع عن أهالي المدينة وتسليم من التجأ لثكنة هذه القوات لميليشا صرب البوسنة التي قتلتهم جميعاً لاحقاً.

     في عام 2004 أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الخاصة بيوسغلافيا السابقة ICTY، فيما سُمّي بقضية (كراديتش)، أن ما حصل في (سريبرينيتسا) هي عملية تطهير عرقي عن سبق الإصرار والترصُّد، وذلك وفقا للقوانين الدولية، باعتبار توفر أدلة قطعية تدين القادة الصرب الذين خططوا للمجزرة.

(سريبرينيتسا) نقطة سوداء

     وفي عام 2005، أشار الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي عنان في رسالة الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية، إلى أن اللوم يقع بالدرجة الأولى على أولئك الذين خططوا ونفذوا المذبحة والذين ساعدوهم، ولكنه يقع أيضا على الدول الكبرى والأمم المتحدة كون الأولى فشلت في اتخاذ إجراءات كافية، والثانية - أي الأمم المتحدة- ارتكبت أخطاء جسيمة قبل وقوع المجزرة وأثناءها؛ ولذلك ستبقى مأساة سربرنيتشا نقطة سوداء في تاريخ الأمم المتحدة إلى الأبد.

في فبراير 2007، أكدت محكمة العدل الدولية ما أصدرته محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة  بأن ماجرى في (سريبرينيتسا) كان إبادة جماعية.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك