رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. مصطفى أبو سعد 1 ديسمبر، 2017 0 تعليق

15 نتيجة سلبية لضرب الأبناء – الأساليب العقابية في الميزان

بيّنّا –سابقاً– المفاهيم التربوية المستقاة من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرّقوا بينهم في المضاجع»، وسنتبع في حديثنا عن العقاب الإيجابي منهجية قائمة على مناقشة الأساليب العقابية السلبية ومدى تأثيرها على شخصية الطفل، وكذا الآثار المترتّبة ومدى نجاعتها في تعديل السلوك لدى الأطفال، هادفين إلى محو هذه الأساليب الخطأ في تعاملنا اليومي مع الأطفال لتأسيس أساليب سليمة لعملية التأديب الإيجابي.

     تقول إحدى الأمهات التي اعتادت معاقبة ابنها بالضرب لتعديل سلوكه: «نعم كنت أضربه باستمرار، وفي كل وقت أواجهه فيه كان يغدو أسوأ مما كان، ويعود إلى السلوك نفسه في نهاية الأسبوع».

      الضرب أسلوب انهزامي: ضرب الطفل الصغير على سلوكيات مزعجة من مثل العناد، وكثرة الحركة، وإزعاج الضيوف هو أسلوب انهزامي من الكبار وسياسة غير صحيحة في التربية؛ لأنّها وسيلة المتسرع، ومن لا يملك الأساليب التربوية الناجحة، ومن لا يقدر على التحكّم بانفعالاته وضبط غضبه، ومن أضرار الضرب: خمس عشرة نتيجة سلبية هي:

1-الكراهية: ضرب الطفل يولّد كراهية لديه تجاه ضاربه؛ مما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض.

2- الخوف:  اللجوء إلى الضرب يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير.

3-الضعف:  الضرب ينشئ أبناءً انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سناً أو قوة، وهذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء، ويجعلهم أسهل للانقياد والطاعة العمياء، لا سيّما عند الكبر مع رفقاء السوء.

4-الإنقياد: الضرب يقتل التربية المعيارية القائمة على الاقتناع وبناء المعايير الضرورية لفهم الأمور والتمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل.

5-الأنانية:  الضرب يلغي الحوار والأخذ والعطاء في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار، ويضيّع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكهم ونفسيّاتهم وحاجاتهم.

6-القلق: الضرب يفقر الطفل ويحرمه من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبة.

7-الهشاشة: الضرب يعطي أنموذجاً سيئاً للأبناء، ويحرمهم من عملية الاقتداء.

8-العدوانية: الضرب يزيد حدّة العناد عند غالبيّة الأطفال ويجعل منهم عدوانيين.

9-الإنطواء: الضرب قد يضعف الطفل ويحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية؛ فيجعل منه منطوياً على ذاته، خجولاً لا يقدر على التأقلم والتكيّف مع الحياة الاجتماعية.

10-العجز: الضرب يبعد الطفل عن تعلّم المهارات الحياتية (فهم الذات – الثقة بالنفس – الطموح – النجاح)، ويجعل منه إنساناً عاجزاً عن اكتساب المهارات الاجتماعية (التعامل مع الآخرين أطفالاً كانوا أم كباراً)

11- الفشل:  اللجوء إلى الضرب هو لجوءٌ لأدنى المهارات التربوية وأقلّها نجاعة.

12-علاج مؤقت: الضرب يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله؛ ولذلك فنتائج الضرب عادة ما تكون مؤقتة ولا تدوم عبر الأيام.

13-الإعوجاج: الضرب لا يصحّح الأفكار، ولا يجعل السلوك مستقيماً.

14-الرياء: الضرب يقوّي دوافع السلوك الخارجيّة على حساب الدافع الداخلي الذي هو الأهم دينيّاً ونفسيّاً. فهو يبعد عن الإخلاص، ويقرّب من الرياء والخوف من الناس؛ فيجعل الطفل يترك العمل خوفاً من العقاب، ويقوم بالعمل من أجل الكبار، وكلاهما انحراف عن دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعاً من داخل الطفل (اقتناعاً – حباً – إخلاصاً – طموحاً – طمعاً في النجاح وتحقيق الأهداف – خوفاً من الخسارة الذاتية..).

15-الخطأ: الضرب قد يدفع الطفل إلى الجرأة على الأب والتصريح بمخالفته والإصرار على الخطأ.

 بين الرفق والشدة

     صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إنّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه»، وفي رواية «إنّ الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه»؛ فمن أولى بالرفق من تلك الثمرات الطيبة، الرقيقة، البريئة، التي يتعامل المربون معها؟ ومن أولى بالرفق من فلذات أكباد الآباء والأمهات؟

      ومتى يكون الرفق أوجب ما يكون مع هؤلاء الصغار؟ إننا لا نحتاج أن نترفّق بالطفل حين يتفوّق في دروسه وتحصيله، ولا حين يبزّ أقرانه في الفهم والاستجابة، ولكن حين يبدو على الطفل ما نظنه غباءً وتقصيراً في الفهم والتحصيل. نحتاج الرفق أشدّ ما نحتاجه في مواقف نرى فيها ألباب كثير من المربين تطيرُ فلا يجدون إلا العنف أو التهديد ليوقظوا الطفل من غفوة عقله!

      التنوع: قد تنجحُ هذه الوسيلة مع بعض الأطفال في بعض الحالات فيظن المربي أنها الوسيلة الناجعة دائماً ومع الجميع، وينسى هؤلاء المربون أن الأسباب التي تؤدي بالطفل إلى هذا الموقف لا حصر لها، وأنّ علاج الغفلة أو التقصير يتنوع ويتعدّد بمقدار تنوع أسبابها وتعددها.

      الشدة: يقول ابن خلدون في مقدمته: «إنّ الشدّة على المتعلّمين مضرّة بهم؛ وذلك أن إرهاف الحدّ في التعليم مضرّ بالمتعلم ولاسيّما أصاغر الولد؛ لأنه من سوء الملكة. ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلّمين سطا به القهر، وضيّق على النفس انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل، وحمله على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما يضمر خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلّمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادةً وخلقاً. وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمرّن...».

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك