رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر 22 يوليو، 2018 0 تعليق

10 قَوَاعِد فِي تَزْكِيَة النَّفْس

 تحدثنا في المقال السابق عن خطورة النفس وعظمَ شأنها، ويكفي إدراكًا لعظم هذا الأمر ما جاء في سورة الشمس؛ حيث أقسم الله جل وعلا بآياتٍ عظيمات ومخلوقاتٍ متنوعات أقسامًا متعددات على النفس؛ مفلِحها وغير مفلحها؛ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}(الشمس:9-10)، وتحدثنا عن قواعد تزكية النفس وذكرنا منها توحيد الله تعالى، والدعاء، واليوم نستكمل تلك القواعد.

 

القرآن الكريم منبع التزكية

     القرآن الكريم هو منبع التزكية وموردها العذب ومعِينها المبارك؛ فمن أراد زكاة نفسه؛ فليطلبها في كتاب الله، قال عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: « تكفَّل الله لمن عمل بالقرآن، ألا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة ، ثم تلا قول الله -تعالى-: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}(طه:123)  القرآن الكريم، هو كتاب التزكية، أنزله -جل وعلا- لتُتدبر آياته، ويُهتدى بهداياته؛ فيزكو بذلك العباد {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}(ص:29)، {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ}(آل عمران:164)، تلاوةٌ للآيات يترتب عليها زكاة النفوس، قال الله -تبارك وتعالى-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}(الإسراء:9).

     وزكاة النفس لا تُنال بالقراءة المجردة، وإنما تنال بتلاوة القرآن حق التلاوة كما قال الله -سبحانه وتعالى-: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }(البقرة: 121)، وتلاوة القرآن حق التلاوة، كما أنها تتناول القراءة والفهم للمعاني؛ فإنها تتناول أيضًا العمل بالقرآن؛ فمن لم يعمل بالقرآن، وإن حفظه كله حفظًا متقنًا، لا يُسقط منه حرفا لا يكون من أهل القرآن، وإنما يكون من أهله باتباع القرآن والعمل به؛ ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ»، بهذا القيد «وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ» ، قال الحسن البصري -رحمه الله-: «أُنزل القرآن ليُعمل به؛ فاتخذ الناس قراءته عملا»، يعني اكتفوا من القرآن بمجرد القرآن، أي مع التفريط بالعمل الذي أنزل لأجله القرآن؛ ولهذا من وفقه الله -عز وجل- للعناية بالقرآن قراءةً وتدبرًا وعقلًا لمعاني القرآن وهداياته ودلالاته وعملًا به؛ فقد تزكى ووُفق للزكاء ونالها؛ لأنه أخذها من معينها ومنبعها وموردها .

 

اتخاذ الأسوة والقدوة

      اتخاذ الأسوة والقدوة، لابد لمن أراد أن يزكي نفسه أن يكون له قدوة، يأتمَّ به، ويهتدي بسيرته وسلوكه ونهجه، قد قال الله -سبحانه وتعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}(الأحزاب:21)؛ ولهذا باب التزكية للنفس لابد فيه من سلوك نهج النبي صلى الله عليه وسلم ، والاهتداء بهديه والاقتداء بسنته، والاتباع لسيرته صلى الله عليه وسلم؛ فهو إمام المتقين، وقدوة عباد الله أجمعين -صلوات الله وسلامه وبركاته عليه-؛ ولما سُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان خُلقه القرآن» والمعنى: أن جميع الأخلاق، والآداب، والأعمال، والخصال التي في القرآن، أتى بها صلى الله عليه وسلم على أتم أحوالها وأكملها؛ فهو قدوة للعالمين في كل خصال الخير وخلاله.

     وأصحاب الطرق الباطلة الضالة نَحَوْا بأتباعهم منحىً منحرفًا ضالا حينما ربطوهم بأناس أوردوهم موارد الخرافة والضلال حينما اتخذوهم قدوة؛ ولهذا باب تزكية النفس ونيل زكاتها، لابد فيه من إمام ، والإمام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، يؤتم به وبمن سار على نهجه وبمن كان متبعًا له؛ فمن كان متبعا له صلى الله عليه وسلم، يؤتم به؛ لأنه مؤتم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وفي دعوات عباد الرحمن: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}(الفرقان:74)، قال أهل العلم: لا يكون المرء إمامًا للمتقين بعده، حتى يكون هو في نفسه مؤتمًا بالمتقين قبله، فإذا ائتم بالمتقين صار أهلا؛ لأن يؤتم به؛ ولهذا باب القدوة باب مهم جدا، والقدوة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب:21)؛ فيؤتم به، ويؤتم بمن كان مؤتمًا بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ائتم بالرسول صلى الله عليه وسلم وسار على منهاجه القويم صلى الله عليه وسلم.

وبهذا أيضا يُعلم أن المسالك المدعاة لتزكية النفس عند أصحاب الطرق الضالة، هي في حقيقتها تبعد المرء عن الزكاة، ويكفي في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».

التزكية تخلية وتحلية

     تجمع هذين الأمرين: تخلية وتحلية، لا تكون الزكاة إلا بهما؛ تخلية أي للنفس عن الصفات الذميمة والخصال القبيحة والأعمال المشينة والتصرفات الرديئة، وتحلية لها بطيِّب الخصال وصالح الأعمال وسديدها، قال الله -سبحانه وتعالى-: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة:103) فذكر الأمرين التطهير والتزكية؛ التطهير الذي هو تخلية النفس من الصفات الذميمة والخصال السيئة، وتحليتها أي بطيِّب الخصال وحسن الصفات.

     وعليه فإن من أراد أن يزكي نفسه يحتاج في هذا المقام إلى نوعين من المجاهدة: الأول مجاهدة النفس على البعد عن الصفات الذميمة والخصال المشينة، يقول صلى الله عليه وسلم -كما في الترمذي وغيره-: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي الْقُرْآنِ: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14)»؛ ولهذا يحتاج من يزكي نفسه أن يجاهدها أولا على تخليتها من الصفات الذميمة، ومن ثم تحليتها بطيِّب الخصال وحسن الأعمال.

إغلاق المنافذ

     إغلاق المنافذ التي تُبعد النفس عن التزكية وتوقعها في التدسية؛ وهي كثيرة جدًا ولاسيما في زماننا، وتأمل في هذا الحديث الذي في المسند وغيره وهو حديث صحيح قال النبي  صلى الله عليه وسلم: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلاَ تَعُوجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ قَالَ: وَيْحَكَ لاَ تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، قال عليه الصلاة والسلام: وَالصِّرَاطُ الإِسْلاَمُ، وَالسُّورَانِ: حُدُودُ اللهِ، وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللهِ -ولهذا تقدم معنا أن الكتاب العزيز هو كتاب التزكية- وَالدَّاعِي مِنِ فَوْقَ الصِّرَاطِ: وَاعِظُ اللهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ» وهذه من النعم، المسلم المستمسك بدينه إذا جنحت نفسه إلى شيء من المعاصي يجد في قلبه نفرةً يجد انقباضًا، لكنه إذا استمرأ المعصية وانغمس فيها تبلَّد هذا الإحساس وتعطل هذا الواعظ في نفسه.

أبواب كثيرة

     الشاهد من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن في هذا الحديث أن هناك أبواباً كثيرة وهذه الأبواب ليس عليها أقفال وتحتاج إلى وقت لتُفتح ويُدخل وإنما عليها ستور مرخاة، وأنت تعلم أن الباب الذي عليه ستارة لا يأخذ وقتا في الدخول، الداخل يلمسه بطرف كتفه ويدخل. فإذًا الانحراف والانزلاق إلى خارج الصراط من هذه الأبواب أمرٌ خطِر؛ ولهذا يحتاج العبد الذي يهمه أمر زكاة نفسه أن يحذر من هذه المنافذ والمداخل. أرأيت إن كنت في بيتك ونافذة البيت مفتوحة أو في سيارتك ونافذة سيارتك مفتوحة فمررت بمكان فيه رائحة مؤذية كيف أنك تبادر إلى إغلاق النافذة حتى لا تصل إليك الرائحة!! سلامة الدين أهم، وإغلاق المنافذ التي تُعطب الدين وتفسده أهم، وصيانته أولى، ورعايته مقدَّمة؛ ولهذا لابد من التنبيه أن قضية المنافذ التي تحرف الإنسان عن الصراط المستقيم استجد منها في زماننا هذا نوع من المنافذ لم يكن له وجود في زمان سابق، وهي المنافذ التي في الأجهزة الحديثة عندما يفتح الإنسان جواله التي تسمى (الأجهزة الذكية) وفيها ذكاء ولكن الذكاء عليه خطر مع هذه الأجهزة إلا من سلَّمه الله؛ لأن فيها منافذ كثيرة جدا، أحيانا يدخل الإنسان ليبحث عن معنى آية في القرآن أو معنى حديث في القرآن وإذا به في وادٍ من أودية الضلال بل أودية، وكل شيء منها يجر إلى آخر، إذا لم يمسك المرء بنفسه رعايةً لزكاتها ومحافظة عليها أهلكته هذه الأجهزة بما فيها من منافذ خطيرة جدًا؛ ولهذا من أهم ما يكون في هذا الباب باب تزكية النفس العمل على إغلاق المنافذ، العوام لهم كلمة جميلة في هذا الباب يقولون: «الباب اللي يجيك منه ريح سدَّه واستريح»، هذا حقيقةً هو مبدأ مهم في باب تزكية النفس، أما أن يطلق الإنسان لبصره وسمعه العِنان ثم بعد ذلك يقول قلبي فيه وفيه! القلب إنما يتغذى من البصر والسمع: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (الإسراء:36).

تذكر الموت وما بعده

     قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} (الحشر:18)، والآية تُعدُّ أصلًا عظيًما في هذا الباب باب التزكية للنفس والمحاسبة لها، ويقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ» يعني الموت. قال سعيد بن جبير -رحمه الله-: «لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت على قلبي أن يفسد»، والموت: هو الحد الفاصل بين الدنيا والآخرة، بين دار العمل ودار الجزاء على العمل، «فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ»، وتذكُّر الموت نافع جدًا للعبد في تزكية نفسه، «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ» هذا مهم جدا في باب تزكية النفس؛ أن يذكِّر المرء نفسه بالموت، والموت آتٍ ولا يدري المرء متى إتيانه، قد يكون المرء شابًا يؤمِّل أن يجاوز في العمر السبعين ولا يدري أن موته في الغد أو في اليوم نفسه: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (لقمان:34) فلا يغتر شاب بشبابه ولا صحيح بصحته ولا قوي بقوته، بل ينبغي أن يذكر نفسه بالموت وما بعده ليُعد ما بعد الموت العدة {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (البقرة:197).

     روى سفيان بن عيينة عن إبراهيم التيمي -رحمه الله- قال: «تمثلت -يعني تخيلت وتصورت- أنني في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم تخيلت نفسي أنني في النار أعاني من حميمها وغساقها وآلامها، ثم خاطبت نفسي وأنا في هذا التصور والتخيل قلت: يا نفس ماذا تريدين؟ قالت أريد أن أرجع إلى الدنيا لأعمل صالحًا غير الذي كنت أعمله، فقلت لها: يا نفس أنت الآن في الأمنية فاعملي»؛ فعلًا هذا كلام عظيم جدا، وقل أيضا لنفسك: يا نفس إن أنا مت من يصلي عني؟ من يصوم عني؟ من يتوب إلى الله عني من تفريطي وتقصيري في جنب الله -سبحانه وتعالى؟ وماذا تنفع الحسرة والندامة للمرء إذا لقي الله -عز وجل- بذنوبه وخطاياه ومعاصيه؟ فالحاصل أن ذكر الموت وما بعده أمرٌ غاية في الأهمية في باب تزكية النفس.

تخير الجلساء والرفقاء

     فإن الصاحب ساحب ومؤثر في صاحبه ولابد، والله -تعالى- يقول: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف:28)، وفي هذا الباب يقول نبينا صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود وغيره «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ»؛ «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ» أي أن الخليل مؤثر في خليله ولابد؛ ولهذا قال ابن مسعود «اعتبروا الناس بأخدانهم» لأن الصاحب يؤثر في صاحبه والجليس يؤثر في جليسه، «فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» أي أن هذا الباب بابٌ ينبغي أن يتفقه فيه المرء؛ فلا يصاحب كل أحد، قال الحسن البصري: «ليس للمؤمن أن يصاحب كل من شاء» وإنما يصاحب من يعينونه على الخير، ويشدون من أزره على طاعة الله -سبحانه وتعالى-» ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً».



 

قواعد تزكية النفس

1 - توحيد الله أصل التزكية

2 - الدعاء مفتاح التزكية

3 - القرآن الكريم منبع التزكية

4 - اتخاذ الأسرة والقدوة

5 - التزكية تحلية وتحلية

6 - إغلاق موانع التزكية

7 - تذكر الموت وما بعده

8 - تخير الجلساء والرفقاء

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك