رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 18 فبراير، 2019 0 تعليق

يوم الحب (الفالنتاين) ليس من شريعتنا في شيء

يقول الله -تعالى-: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}(البقرة: 120)، ويقول رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟». رواه البخاري ومسلم. ويقول -عليه الصلاة والسلام-: «ومن تشبه بقوم فهو منهم». رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند صحيح.

     إن من العادات الوافدة على المجتمع الإسلامي، وينميها بعض المثقفين في البيئات الإسلامية تقليدًا للغرب في سلوكياتهم الاحتفال بـ (يوم الحب valentine) هذا يوم الذي انتشر في البلاد الإسلامية وعلا صيته بين أواسط الشباب عامة، والمراهقين منهم خاصة ذكوراً وإناثاً، واقترن بشهر فبراير بوصفه لازمة من لوازمه؛ فهو يوم يدعو ظاهراً إلى المحبة والتواد والإخاء، وباطناً يدعو إلى الرذلية والانسلاخ من الفضيلة، وإخراج الفتاة من عفتها وطهارتها وحيائها، إلى مستنقع من المعاصي والبعد عن الله -سبحانه وتعالى-، والتخلي عن مبادئ الإسلام الفاضلة، ويشجع على اختلاط الفتيان بالفتيات، بل يدعو إلى أبعد من ذلك إلى الشذوذ بين الجنسين وعندها تكون الكارثة، ومعلوم من دين الإسلام أن الله -سبحانه وتعالى- قد جعل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم يومين اثنين لا ثالث لهما هما يوم الأضحى ويوم الفطر.  فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما؛ فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية؛ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : «إن الله قد أبدلكم بها خيرًا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر». أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح.

المخالفات الشرعية

وهذا اليوم يوم باطل لا أصل له في شريعتنا من قريب أو بعيد، ويتبين هذا مما يحدث في هذا اليوم من مخالفات ومفاسد كثيرة، منها:

الدعوة إلى العشق والغرام

الدعوة إلى العشق والغرام والحب المحرم، واشتغال القلب بما يضعف إيمانه، ويقوي داعي الشهوة فيه .

إشاعة الفاحشة والرذيلة

وهذا أهم ما اشتهر به هذا اليوم، ومن ذلك ما يقع بين أبناء المسلمين من إقامة العلاقات غير الشرعية من خلال الحفلات المختلطة، والبرامج، والسهرات المشبوهة.

     لذلك يجب على شباب المسلمين وفتياتهم أن يتقوا الله، ويلتزموا بشرعه، ويتركوا هذه العادة السيئة، ويعلموا أنه لا يباح للشاب أن يرتبط بالفتاة عاطفيا، ويتعلق بها، ويظهر لها مشاعر الحب والغرام، إلا عن طريق الزواج الشرعي فقط، وما سوى ذلك فلا يجوز، ولا يسوغ هذا العمل النية الطيبة، وإذا ارتبط بها عن طريق الشرع؛ فلا حاجة له بعيد الحب، والإسلام شرع له وسائل كثيرة نافعة تقوي روابط الحب فيما بينهما، وتضمن سعادتهما.

واجب المسؤولين

     ويجب على المسؤولين أن ينهوا عن ذلك، ويمنعوه في المجالات كافة: التعليم والإعلام والتجارة وغيرها، ويجب على الأولياء إرشاد أبنائهم ومتابعتهم والأخذ على أيدي السفهاء منهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا كلكم راع؛ فمسؤول عن رعيته» رواه البخاري.

فتاوى علماء المسلمين في يوم الحب

فتاوى اللجنة الدائمة

     بعد دراسة اللجنة لهذه المسألة دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة -وعلى ذلك أجمع سلف الأمة- أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى وماعداهما من الأعياد، سواء كانت متعلقة بشخصٍ أم جماعة، أم حَدَثٍ، أم أي معنى من المعاني؛ فهي أعياد مبتدعة، لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها، ولا الإعانة عليها بشيء؛ لأن ذلك من تعدي حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار؛ فهذا إثم إلى إثم؛ لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم، وقد نهى الله -سبحانه- المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم». 

     وعيد الحب هو من جنس ما ذكر؛ لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية؛ فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله، أو أن يقره، أو أن يهنئ، بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله، وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد، أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء، من أكل،ٍ أو شرب، أو بيع، أو شراء، أو صناعة، أو هدية، أو مراسلة، أو إعلان، أو غير ذلك؛ لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول، والله -جل وعلا- يقول: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}.

العلامة ابن عثيمين -رحمه الله

الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه: 

- الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة. 

- الثاني: أنه يدعو إلى العشق والغرام. 

- الثالث: أنه يدعو إلي اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح -رضي الله عنهم- . 

     فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد، سواء كان في المآكل، أم المشارب، أم الملابس، أم التهادي، أم غير ذلك، وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه، ولا يكون إمَّــعَــةً يتبع كل ناعق. أسأل الله -تعالى- أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك