رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 7 مارس، 2011 0 تعليق

يقترح خطة للخروج من الأزمة -تجمع الوحدة الوطنية في البحرين يحذر من العبث بأمن الوطن

 

دعا التجمع الوطني البحريني فتح حوار وطني بين أطراف القوى السياسية وبين نظام الحكم على أفضل السبل وبدون شروط مسبقة للخروج من الأزمة الراهنة بأفضل النتائج المرجوة وبأقل الخسائر وفي أقصر الأوقات.

مؤكدا أن استقرار البحرين أولوية قصوى لا يمكن المساومة عليها، لما فيه مصلحة الجميع. بالإضافة إلى تمسكنا بشرعية نظام الحكم القائم وعائلة آل خليفة بقيادة جلالة الملك.

      وقال التجمع في بيان له: لا نوافق على المطالبة بإقالة الحكومة الحالية، ونرفض رضوخ النظام لتلك المطالب التي تؤدي إلى الخراب والتدمير وإلى مزيد من الاحتقان الطائفي.

     ويجب ألا تتعطل مصالح البحرين ومصالح أهلها قاطبة، ولذلك لا نرتضي بالأضرار التي وقعت والتي تقع على القطاع الاقتصادي والمالي وعلى أصحاب المصالح التجارية.

       وشدد على أن الأمن والأمان مطلب جماهيري لا يخص فئة من فئات المجتمع، وهو نعمة ربانية لا يجوز التفريط فيها ولا الكفر بها ولا تقليل أهميتها، فقد قال الله تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، ويحذر سبحانه من العبث بالأمن والأمان فيقول: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بأنهم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}.

      وحذر من مخططات خارجية لنشر الفوضى في البلاد؛ داعيا تلك الجهات للكف عن مثل هذه الأفعال، كما دعا أيضا المرجعيات الدينية؛ لأن تتحمل مسؤولياتها لإيقاف هذه الأعمال وقال البيان: في الوقت الذي ندعوكم فيه إلى ضبط النفس وعدم الانجرار لمثل هذه المواجهات وعدم التصادم معهم، حتى لا تتحقق مآربهم البغيضة، والتي تجمع معظم أطياف المجتمع على استنكاره.

نطالب القيادة السياسية بالأمور الآتية:

وطالب تجمع الوحدة الوطنية للقيادة السياسية البحرانية عدة أمور مهمة لتحقيق الأمن والاستقرار في البلد.

1- تثبيت دولة الحقوق والواجبات للجميع، فما يقدم للشعب من تيسيرات عليه في حياته إن هو إلا حق من حقوق المواطنة ومن ثروات هذا الوطن، والشعب والنظام شركاء في هذا الوطن.

2- الثقة بشباب الوطن وتربيتهم وتدريبهم مبكرا على تحمل المسؤولية في الدوائر والوزارات المختلفة، حتى يحملوا العبء الوطني ويرفعوا شأن هذا الوطن، فالشباب لديهم العزيمة والقوة والصبر والطموح، وتكون خبرة من قبلهم معينة لهم لا معوقة لجهودهم.

3- نطالب الدولة بتفعيل القوانين والأنظمة التي تمنح قطاعات الشعب المختلفة حقها كاملا من:

الخدمات العامة.

الإسكان.

رفع الأجور والرواتب والمعاشات.

رفع أجور العاملين في القطاع الخاص.

شمول الضمانات والتأمينات والمنح الاجتماعية غير المشمولين مثل مدربي السياقة وغيرهم.

4- إيجاد آلية لمعالجة الديون، خاصة ديون أولئك الذين لم يشملوا بالخدمات الإسكانية من وزارات الإسكان من ذوي الدخل المتوسط واضطروا للاستدانة من البنوك لبناء بيوتهم.

5- إيجاد فرص العمل والرعاية الإنسانية.

6- معالجة مشكلة الفقر.

7- النظر في حالات كثيرين من المسجونين الذين أمضوا فترات من العقوبة وأظهروا حسن السيرة والسلوك والإفراج عنهم وفق معايير منضبطة تطبق على جميع المحكومين وليس لفئة دون أخرى.

8- نطالب أجهزة الدولة المعنية باعمال أحكام القانون فيما يخص محاسبة المقصرين؛ فيجب محاسبة أولئك الذين تخلفوا عن أداء أعمالهم، ويجب محاسبة المعلمين الذين تخلفوا عن التدريس والتعليم في المدارس لشل حركة التعليم والتدريس، ومحاسبة الذين يمنعون دخول المتطويعين لسد النقص في مجال التعليم والتدريس وتقديم المعتدين عليهم إلى العدالة.

9- نقدر بإكبار أولئك الرجال والنساء من أبناء هذا الوطن الذين سدوا النقص في مجال التدريس عندما امتنع بعض المدرسين عن أداء واجبهم، ونشيد بموقفهم الوطني الرائع الذي ضربوا به المثل للسمو الحضاري، فلهم منا كل التقدير والعرفان، ونطالب الدولة بتقدير هؤلاء.

10- نطالب بإزالة مظاهر الاعتصام في ساحات مستشفى السلمانية وأي مراكز صحية أو خدمية عامة أخرى للمحافظة على الرسالة الإنسانية لهذه المرافق الحيوية.

11- كما نحذر من بعض المظاهر التي حدثت من بعض دعاة الطائفية في مستشفى السلمانية من التهديد بالاعتداء البدني على من لم يوقع على العرائض التي يكتبونها.

وهذه المظاهر التخويفية لا يجوز أن يسمح بها في أي مركز من مراكز الخدمات الصحية وغير الصحية في أي قانون من القوانين المحلية أو الدولية وتعد جريمة إنسانية.

12- نحذر من التعبئة الطائفية التي طالت بعض المدارس بقصد إبعاد الطلبة غير الطائفيين عن المدارس ليخلو الجو للطائفيين حتى يرغموا بقية الطلبة على الإضراب عن الدراسة ويشلوا العملية التعليمية.

13- نقدر عاليا عمال البحرين في كافة قطاعات الإنتاج لانتظامهم في عملهم وتأدية واجبهم الوطني رغم الدعوة المنفردة التي انطلقت للإضراب العام مقدمين المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة، فلهم منا كل الشكر والتقدير.

رسالة إلى القائمين والمهتمين بالشأن الديني لجميع الطوائف الدينية

14- نطالب المرجعيات الدينية والمهتمين بالشأن الديني والقائمين به العمل على إنهاء الاحتقان الطائفي الذي ملئت به النفوس وأثيرت به الأحقاد والضغائن وانحراف بسببه المتدينون وغير المتدينين عن الصراط المستقيم وعن النهج القويم.

16- واجبنا الوطني والشرعي الديني حتما علينا أن أرسل رسائل كثيرة إلى من يستمع إلينا ويأخذ بقولنا أن يكونوا ربانيين ولا يقابلوا السيئة بالسيئة، بل يقابلوها بالحسنة، وإذا التقوا بغيرهم أن يتصافحوا ويتسامح بعضهم من بعض، فهذا ما تعلمناه من كتاب ربنا عز وجل ومن هدي نبيه المصطفى[ ومن تعاليم أهل بيت النبي الطاهرين - عليهم سلام الله أجمعين - وسيرة الصحابة الأكرمين - رضي الله عنهم أجمعين - والعلماء العاملين المتقين، وقد وجدت هذه الرسائل صدى إيجابيا لدى البعض وظهر واضحا في بعض المؤسسات ونرجو أن تجد هذه الرسالة صدى إيجابيا لدى الموجهين الدينين من جميع المذاهب لنحقق: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}، ونحقق {إنما المؤمنون إخوة}.

      سنعمل على منع الاحتقان الطائفي ابتغاء مرضاة الله تعالى، ونحن على يقين أننا سنجد من المهتمين بأمر الإسلام والوطن من يقف معنا، وسنجد من المواطنين من جميع المذاهب من يقف معنا.

في الختام رسالة للخارج

      إننا نؤكد بأن ما يجري قد تجاوز الحدود وعلى العالم بأسره أن يعي بأن ما يحدث في البحرين ليس تعبيرا سلميا عن الرأي، إنه اعتداء على أمن شعب بأكمله، إنه تعطيل لحياة شعب بأكمله، إنه مصادرة لحرية الآخرين، إنه ابتزاز واستفزاز لابد أن يتوقف اليوم قبل الغد، وعلى المجتمع الدولي الذي يراقب ما يحدث في البحرين أن يكون داعما للحوار لا داعما للفوضى والتخريب بأساليب ظهرت واضحة للعيان، وإننا على دراية تامة بأن الأصابع الخارجية التي تتدخل في تحريك أشكال الفوضى والدعوة إلى العنف تريد استنساخ تجربتها في العراق.

      اللهم آمنا في أوطاننا، وول أمورنا خيارنا، ولا تول أمورنا شرارنا، وارفع مقتك وغضبك عنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك وأقام حدودك وحقق العدالة والمساواة والخير فينا، اللهم اجعل هذا البلد آمنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.

اللهم اجعل لحكامنا وحكام المسلمين وزراء ومستشاري صدق يعينونهم على الخير إذا ذكروه ويذكرونهم به إذا نسوه، واصرف عنهم وزراء ومستشاري السوء الذين يدلونهم عن الشر ويدعونهم إليه يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا وتجمع بها شملنا وترد بها الفتنة عنا وتحفظنا من كل سوء.

اللهم احفظ هذا الوطن وأهله من كل مكروه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك