رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 16 ديسمبر، 2014 0 تعليق

يقاسون أسوأ الظروف في فصل الشتاء- اللاجـئـون الســوريون معانـاة متـكــررة فـــي ظـل الإهمـال العالمـي

أطفال اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن عانوا غبار الصحراء وحر الصيف وبرد الشتاء. أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى المعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون في دول الجوار، وقالت: إن فصل الشتاء يجيء ليزيد من معاناتهم، ولاسيما في ظل تزايد أعدادهم يوما بعد آخر بما لم تكن تتوقعه الأمم المتحدة، ولم يعد يتواكب مع استعدادات المنظمة الأممية.

وتتوقع مصادر تابعة للأمم المتحدة أن يتضاعف عدد اللاجئيين السوريين ليصل أكثر من 700 ألف مع نهاية العام الجاري؛ مما يزيد من حاجتهم إلى المأوى، ولاسيما في ظل برد فصل الشتاء.

ويخشى مسؤولون وعاملون في مجال إغاثة اللاجئين السوريين من تزايد معاناة اللاجئين في ظل ما وصفوها بأزمة الظروف الجوية القاسية التي تصاحب فصل الشتاء في المنطقة.

وتتزايد الخشية على صحة اللاجئين السوريين وسلامتهم في دول الجوار الذين تشكل النساء والأطفال غالبيتهم ولا تتوفر لهم في أمكان لجوئهم مصادر التدفئة الضرورية في ظل تدني درجات الحرارة إلى ما يقرب من حالة التجمد، ولاسيما في الأردن ولبنان.

نقص الموارد

ويقول مسؤولو إغاثة: إن ما يزيد من مشكلة اللاجئين السوريين تعقيدا هو ما يتمثل في تزايد قلق جيران سوريا، وذلك وسط عدم توفر التبرعات الكافية لتأمين اللاجئين الذين يتزايدون تدفقا في كل لحظة بالمأكل والملبس.

وأشارت الصحيفة إلى أن صندوقا تديره الأمم المتحدة مخصصا لرعاية اللاجئين السوريين لم يتمكن من جمع سوى ثلث المبلغ المطلوب البالغ 488 مليون دولار.

وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين في عمان بالأردن (رون ريدموند): إن كثيرا من اللاجئين السوريين باتوا يعانون نقصا في المال وفي الموارد الأخرى، مضيفا أن دول جوار سوريا تعد غير مجهزة للتعامل مع أزمات كبيرة كهذه.

وقال: إن دول جوار سوريا أبدت كثيرا من مظاهر الكرم في استضافة اللاجئين السوريين، ولكن يجب على الأمم المتحدة ألا تتوقع استمرار هذا الكرم إذا لم تقم هي بالمساعدة، وهذه واحدة من مخاوفنا الكبيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن فصل الشتاء البارد من شأنه أن يؤثر سلبا على الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للاجئين السوريين وأطفالهم، ولاسيما أنهم غادروا منازلهم على عجل جراء القصف ولم يحملوا معهم سوى ملابسهم الصيفية الخفيفة.

دعوة لفتح الحدود للاجئين

     وفي سياق متصل دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين البلدان الأوروبية وكل دول العالم إلى فتح حدودها لاستقبال اللاجئين السوريين، في حين حثت المبعوثة الخاصة العليا للاجئين (أنجلينا جولي) على تضافر الجهود لحماية لاجئي سوريا من الموت نتيجة الصقيع مع اقتراب فصل الشتاء.

     ونقلت وسائل إعلام تركية عن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (أنطونيو كوتيريس) قوله -بعد اجتماعه وجولي بعدد من المسؤولين الأتراك في العاصمة أنقرة-: إن المرحلة الحالية تعدّ مرحلة أكثر تشويقاً من التعاون بين تركيا والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

ودعا كوتيريس البلدان الأوروبية والأفريقية - فضلا عن بلدان العالم الأخرى ودول المنطقة- إلى إبقاء حدودها مفتوحة للاجئين السوريين الذين يفرّون من هذا النزاع المأساوي.

ودعا المسؤول الأممي المجتمع الدولي إلى تقديم دعمه الكامل إلى السوريين الذين لا يزالون في بلادهم، فضلا عن اللاجئين السوريين والبلدان التي تستقبلهم، في إشارة إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق لتشاطرها هذا الحمل وهذه المسؤولية.

وأعلنت الحكومة التركية أن عدد اللاجئين السوريين على أراضيها تجاوز 80 ألفاً، وأن العدد مرشح للارتفاع بسبب زيادة العمليات العسكرية للجيش السوري النظامي في أغلب المحافظات السورية، لاسيما الشمالية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك