رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 11 أغسطس، 2011 0 تعليق

يـوم التغـابـن

 

- أليس «الغبن».. الشعور بالنقص والظلم؟!

- بلى.. «التغابن» تفاعل من «الغبن».. الذي هو أخذ الشيء دون قيمته فيغبن المؤمنون الكافرين.. وذلك أن لكل كافر منزلا في الجنة لو كان آمن.. فيعطيه الله للمؤمن زيادة في حسرة الكافر وعذابه.. وأصل «الغبن» في البيع والشراء.

- وكيف يكون غبن المؤمن؟!

- غبن كل مؤمن يكون بتقصيره في الإحسان وتضييعه الأيام.. وذلك أنه خسر شيئا عظيما كان في متناوله.. فقد جاء في البخاري.. عن أبي هريرة قال: قال النبي [: «لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة - لو أحسن - ليكون عليه حسرة» وفي الحديث الآخر: «ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار.. فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى: {أولئك هم الوارثون} (المؤمنون: 10) صححه الألباني. وفي رواية «كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول:لو أن الله هداني، فيكون عليهم حسرة، وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول: لولا أن الله هداني، فيكون له شكرا، ثم تلا رسول الله [ {أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله} (الزمر: 56) السلسلة الصحيحة.

كنت وصاحبي آيبين بعد صلاة الفجر من المسجد الحرام آخر يوم اثنين من شهر شعبان، وكان إمام الحرم قد قرأ سورة التغابن.. فلما بلغ: {يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن}.. ما استطاع أن يتجاوزها غلبه البكاء.

تابعت حديثي:

- وهذا من أنواع العذاب.. سمه إن شئت: «العذاب النفسي».

نظر إليَّ مستغربا:

- عذاب نفسي؟!

- نعم.. وهو أيضا عذاب شديد.. مثلا عندما يخبر الله عز وجل عن أهل النار: {وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} (غافر: 49-50).. وكذلك قول الله تعالى: {ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين} (الأعراف: 50) وقوله عز وجل:  {وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل.. أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير.. فذوقوا فما للظالمين من نصير} (فاطر: 37)، {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إلكم ماكثون.. لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون} (الزخرف: 77 و78).. وقالوا: ربما أشد آيات (العذاب النفسي) على الكافرين قوله عز وجل: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا} (النبأ: 30).

بلغنا مقر إقامتنا.. اختلفنا.. هل نأخذ قسطا من الراحة أم نتناول طعام الإفطار.. لم نتفق.. فذهب كل منا ليفعل ما يناسبه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك