رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 21 ديسمبر، 2015 0 تعليق

يستهدف المنظمات الإرهابية التي تهدد دول المنطقة- تحالف عسكري إسلامي لمواجهة الإرهاب

الإرهاب وجرائمه الوحشية، يُعَرِّض مصالح الدول والمجتمعات للخطر، ويهدد استقرارها، فينبغي محاربته بكافة الوسائل، والتعاضد في القضاء عليه

الأمير محمد بن سلمان: الإعلان عن تشكيل التحالف يأتي من حرصنا على محاربة هذا الداء الذي تضرر منه العالم الإسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي

تشكيل التحالف يأتي تأكيدًا على مبادئ ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وأهدافه التي تدعو إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أنواعه ومظاهره، وترفض كل مسوغ أو عذر له

في خطوة جديدة تدل على دور المملكة العربية السعودية الرائد في القيام بدور محوري وفاعل في المنطقة، أعلن عن تشكيل (تحالف عسكري إسلامي) مقره الرياض، ويضم 34 دولة لمحاربة (الإرهاب)، وأثار الإعلان السعودي المفاجئ بتكوين تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب تساؤلات عدة، ولاسيما أنه جاء في وقت تشهد فيه المملكة توترات سياسية وعسكرية في سوريا واليمن.

إعلان مفاجئ

     الإعلان المفاجئ عن هذا التحالف الذي جاء من خلال مؤتمر صحفي منفرد لولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، في قاعدة الملك سلمان الجوية وسط الرياض، سبب غموضًا لدى بعض المراقبين، خصوصًا وأن الإعلان عنه جاء دون أي مقدمات له.

أهم ما جاء في البيان

     من أهم ما جاء في البيان: «انطلاقًا من التوجيه الرباني الكريم: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، ومن تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء وأحكامها التي تحرّم الإرهاب بجميع صوره وأشكاله لكونه جريمة نكراء وظلماً تأباه جميع الأديان السماوية والفطرة الإنسانية؛ فإن الإرهاب وجرائمه الوحشية من إفساد في الأرض وإهلاك للحرث والنسل، يشكل انتهاكًا خطيرًا لكرامة الإنسان وحقوقه، لاسيما الحق في الحياة والحق في الأمن، ويعرض مصالح الدول والمجتمعات للخطر، ويهدد استقرارها، ولا يمكن تسويغ أعمال الإفساد والإرهاب بحال من الأحوال، ومن ثم ينبغي محاربتها بكافة الوسائل، والتعاضد في القضاء عليها؛ لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى».

ميثاق منظمة التعاون الإسلامي

     وتابع البيان: «من هنا فإن تشكيل التحالف يأتي تأكيدًا على مبادئ ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وأهدافه التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مسوغ أو عذر للإرهاب، تحقيقاً للتكامل، ورص الصفوف، وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة، ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ويشكل خطرًا على المصالح الحيوية للأمة، ويخل بنظام التعايش فيها، والتزامًا بالأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والمواثيق الدولية الأخرى الرامية إلى القضاء على الإرهاب، وتأكيدًا على حق الدول في الدفاع عن النفس وفقًا لمقاصد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وانطلاقًا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها التي تعيث في الأرض قتلاً وفسادًا، وتستهدف ترويع الآمنين».

الدول المشاركة

     وذكر البيان أن الدول المشاركة في التحالف إلى جانب السعودية هي: الأردن، والإمارات، وباكستان، والبحرين، وبنغلاديش، وبنين، وتركيا، وتشاد، وتوغو، وتونس، وجيبوتي، والسنغال، والسودان، وسيراليون، والصومال، والغابون، وغينيا، وفلسطين، وجزر القمر، وقطر، وساحل العاج، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمالديف، ومالي، وماليزيا، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا،واليمن.

وتابع البيان: أن هناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف، وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن , ومنها جمهورية (إندونيسيا).

نطاق عمل التحالف

     وفي مؤتمر صحفي، قال ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان، للصحفيين إن التحالف الجديد سينسق الجهود لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان، وقال: «سيكون هناك تنسيق دولي مع القوى العظمى والمنظمات الدولية فيما يخص العمليات في سوريا والعراق؛ إذ ليس بوسعنا القيام بهذه العمليات دون التنسيق مع الشرعية في البلد المعني ومع المجتمع الدولي.

وردًا على سؤال حول ما إذا كان التحالف الجديد سيركز جهوده على (الدولة الإسلامية)، قال محمد بن سلمان إن التحالف لن يتصدى لهذا التنظيم فحسب بل «أي منظمة إرهابية تواجهنا».

تساؤلات مشروعة

     ولا شك أن هذا التحالف يضعنا أمام تساؤلات عدة عن ماهيته وأهدافه، وعن مدى قدرته على تحقيق تلك الأهداف في ظل وجود تحالفات أخرى في المنطقة منها الإقليمية والدولية؛ ربما يحمل التحالف في طياته الكثير، خصوصًا وأن هناك دولاً كثيرة تعول على نجاحه مثل المملكة العربية السعودية واليمن وسوريا، في حين تدخل بعض الدول في تحد جديد مع قادة دول التحالف كالعراق وإيران.

لماذا أعلن عنه الآن؟

     يرى بعض المحللين أن التحالف الإسلامي الجديد جاء في توقيت مناسب ولاسيما وأن غالبية الدول المشاركة فيه تتعرض أراضيها لهجمات إرهابية، وأشار بعضهم إلى أن هناك أسباباً خاصة عجلت بهذا الإعلان، فهناك تهديد محتمل لدول الخليج من دول إقليمية لا تخفي عداءها لدول الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، وتهدد دوما باستخدام أذرعها الإرهابية.

آليات عمل التحالف

     الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وفي أول ظهور له أكد في مؤتمره الصحفي أن الإعلان عن تكوين هذا التحالف الذي يضم مجموعة من الدول الإسلامية التي تشكل أغلبية العالم الإسلامي يأتي من حرص العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء الذي تضرر منه العالم الإسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي، كما أنه سيتم إنشاء غرفة عمليات للتحالف في الرياض لتنسيق الجهود ودعمها لمحاربة الإرهاب في جميع أقطار العالم الإسلامي وأنحائه، مشيرا إلى أن كل دولة ستساهم بحسب قدراتها.

وتابع الأمير محمد بن سلمان قائلاً: «اليوم كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب منفردة، فتنسيق الجهود مهم جدا من خلال هذه الغرفة؛ حيث ستتطور الأساليب والجهود التي يمكن من خلالها محاربة الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي».

الدول المؤيدة

     وعن تأييد أكثر من عشر دول إسلامية لهذا التحالف قال: «هذه الدول ليست خارج التحالف، هذه الدول لها إجراءات يجب أن تتخذها قبل الانضمام للتحالف ونظراً للحرص لإنجاز هذا التحالف بأسرع وقت، تم الإعلان عن 34 دولة، وستلحق بقية الدول لهذا التحالف الإسلامي».

      وتابع: «نحن سوف نحصر المنظمات الإرهابية أيًا كان تصنيفها، وفيما يخص الوضع في سوريا والعراق فقد بين الأمير محمد بن سلمان أننا لا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي»، وأكد أن التحالف الإسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية في هذا العمل.

دور منظمة التعاون الإسلامي

     تضم منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة، شارك منها حتى الآن 34 في التحالف، بينما غابت 23 دولة أبرزها إيران وسوريا والعراق والجزائر وسلطنة عُمان، أما بقية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي لم يتم إعلان انضمامها للتحالف حتى الآن فهي: أذربيجان وأفغانستان وألبانيا وأوزبكستان وأوغندا وبروناي وبوركينا فاسو وطاجكستان وتركمنستان وسورينام وجويانا وزامبيا وغينيا بيساو وقيرقيزيا وكازاخستان والكاميرون وموزمبيق.

تعزيز الاستقرار

     أخيرًا فلا شك أن هذا التحالف يأتي لتعزيز الاستقرار في المنطقة العربية والإسلامية التي شهدت اضطرابات وحروباً وأزمات فرضت عليها من خلال أجندات خارجية، وما نأمله أن يستطيع هذا التحالف الحد من محاولة بعض الدول التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية والإسلامية بغرض فرض الهيمنة وفرض النفوذ من خلال النزعة الطائفية والطرح الشعوبي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك