يريدون محق الهوية الإسلامية الصحيحة وإزالتها
قد بدت البغضاء من أفواه وأيدي الليبراليين الذين يتطاولون على أوامر الله -عز وجل- والصحابة -رضي الله عنهم- ويقومون بتشويه متعمد لصورة أهل الدين، همهم جعل الباطل حقاً والحق باطلاً، ويسوّغون لأخطائهم أو من يخطئ منهم، ويساندونهم ويؤازرونهم، ومن ذلك ما قالوا عما قالته د. أسيل في حق الحجاب: لها الحق في تفسير القرآن!
إن الأجندة الليبرالية تهدف إلى جعل الحق والعدل فضفاضا متغيرا، وتترك للناس حرية التعبير وإن كانت تُصادم وتُعارض مراد الشارع الحكيم، وجعل كل من يتصدى لهم إرهابيا ومتطرفا، وأنه لا يوجد تطرف وإرهاب إلا في الدين الإسلامي! يدعون إلى الانحراف العقدي والفساد الأخلاقي بكل صوره، ويقيمون من يتصدى لهم بالأناني ولا يحترم آراء الآخرين.
حالهم حال الملأ الذين استكبروا من قوم شعيب -عليه السلام- حين قالوا له: {لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا}، أو كحال قوم لوط عندما قالوا لنبيهم لوط -عليه السلام- وأتباعه: {أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون}.
ذكرني ذلك بموقف صموئيل زويمر بعد أن حاول أن ينصر مجموعة من المسلمين من خلال تطبيبهم فقال في مؤتمر القدس 1910م: إن القضاء على المسلمين من خلال قلع الشجرة والتعاون مع العلمانيين منهم!» ومنهج ريتشارد نيكسون في مذكراته التي قال فيها: «ليس أمامنا فيما يتعلق بالمسلمين إلا أحد حلين: الأول تقتيلهم والقضاء عليهم والثاني: تذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنية العلمانية»، وهاهم أولاء يؤدون الدور «حرب الأفكار»، وإشاعة أن الملتزمين انتهوا ولن تراهم في المجلس المقبل «تلك أمانيهم».. ويشيعون أن عقدة التقدم والتطور والتنمية في البلاد، هي هؤلاء الملتزمون الذين يخالفون منطق الألفية الجديدة، ألفية العلم والحضارة.
قال إيوجين روستو رئيس قسم التخطيط بوزارة الخارجية الأميركية عام1967: «إن الظروف التاريخية تؤكد أن أميركا جزء مكمل للعالم الغربي بفلسفته وعقيدته المتمثلة في الدين المسيحي، ولا تستطيع أميركا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب الدولة الصهيونية؛ لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها».. والليبراليون هم الأداة التنفيذية لهم، فانظروا إليهم في السفارات الغربية وفي أحضانهم خلال المؤتمرات والدفاع المستميت عن«إسرائيل» وطموحاتها!!
< التحديات من بني جلدتنا كثيرة:
أهم التحديات لطمس هويتنا التدخل في الاقتصاد والدين والأخلاق بكل أنواع التدخلات الإعلامية والدعائية المباشرة عبر السفارات وعبر الزيارات على أعلى المستويات، والمطالبة بإعداد كوادر نسائية ليبرالية مستمرة لطرح الشبهات التي لا تخدم إلا أهواء الغرب والتبعية المباشرة للغرب فكرا وسلوكا وحتى دينا.. عبر المدارس التغريبية ومد جسور مباشرة مع الإعلام المتغرب المرئي والمسموع».
إن واجبنا اليوم التمسك بالدين والترابط الاجتماعي، ولن نسمح لأحد التدخل في النسيج الديني الذي نشأنا وترعرعنا عليه، ولنعتز بالهوية الإسلامية والمحافظة والدفاع عنها وتصحيح الصورة النمطية المسيئة قال تعالى:{لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون}، فالانبهار يزول سريعا ولا يظهر الأشياء على حقيقتها، وإنما لحظة عمى وعمه حضاري، وعلينا تحصين القلب ضد الأفكار الهدامة، والتعلق بالله والثقة بمنهجه ووعده وحكمه وأوامره، والالتفاف حول العلماء الربانيين:
{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، والبناء الذاتي بمعرفة مصادر التلقي والاستدلال الصحيح مع قوة الإقناع وأدب الحوار.
لاتوجد تعليقات