يا صاحب الرسالة
يا من حملت الأمانة، وسعيت في تبليغ الرسالة في خضم هذا الموج الهادر من الفتن، والمحن، والآهات في هذه الحياة، يا من تتألم من ذلك الواقع المرير، وترنو إلى إصلاحه على نهج خاتم المرسلين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أكتب لي ولك هذه الكلمات في نقاط، لعل أذانا تُصغي، وقلوبا تعي، وأمالا وأمنيات تتحقق .
أخي يا صاحب الرسالة، اجعل بصرك متعلقا برضا ربك، ثم انطلق في طريقك نحو هدفك بخطوات واضحة، ولا تلتفت لمن لا يحمل همك، واحذر أن يؤخرك عن سيرك ملهيات الطريق، أو يدفعك التعجل للوصول إلى هدفك الانسياق لعواطف المتهورين، وإياك أن تُصرف عن طريقك بعرقلة المتربصين أو تثبيط المُثبطين!؛ فطريقك ليس مفروشا بالورود.
أخي يا صاحب الرسالة، اعلم أن الطريق وعر صعب طويل، يحتاج إلى الأتقياء الأقوياء، المخلصين الصابرين ذوي العلم والبصيرة والمهارة واليقين؛ فتزود إن كنت صادقا؛ فكن علي يقين بأن الأمور تكون على ما عند الله لا على ما عند الناس؛ فلا تنشغل بمدح المادحين أو ذم الذامين، فقط انظر لما عليك ولا عليك.
أخي يا صاحب الرسالة، تَمَكُّن اليأس من قلبك بداية الفشل؛ فإياك أن تفقد الأمل مهما طال بك الطريق!؛ فربك بر رحيم جواد كريم، أمره بين الكاف والنون، كن فيكون.
أخي يا صاحب الرسالة؛ ابذل نصحك لكل أحد ولا تفقد الأمل في أحد، فرُبَّ مُعاند اليوم مُستجيب الغد؛ فربك يقلب قلوب عباده بين إصبعين من أصابعه كيف يشاء .
أخي يا صاحب الرسالة، انثر بذور الخير على طريقك مهما أصابك فيه من الأشواك؛ فكم من خيرٍ عالج ألما، وكم من بذر أنبت ثمرا حتى لو لم تره بنفسك!
أخي يا صاحب الرسالة، سل ربك تمام النعمة بالثبات علي الطريق إلى أن تلقاه؛ فالعبرة أن تموت عليه حتى وإن لم تر بعينيك تحقيق هدفك في آخر الطريق، واعلم أن جهدك وبذلك لا يمكن أن يضيع عبثا إن كنت صادقا في عملك؛ فحتما سيظهر أثره في الدنيا ولو بعد موتك فيمن بعدك، و ستجني خيره في الآخرة برفعة درجتك ومرافقة نبيك بفضل ربك، ويا له من فضل!
لاتوجد تعليقات