رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 6 نوفمبر، 2016 0 تعليق

{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} قرامطة العصر يستهدفون الكعبة المشرفة

الخارجية الكويتية: استهداف قبلة المسلمين يعد استفزازا لمشاعرهم وتجاهلا لحرمة هذه البقعة المباركة واستخفافا بالمقدسات الإسلامية

مجلس التعاون الخليجي: اعتداء الحوثيين الغاشم استفزاز لمشاعر المسلمين ودليل على رفضهم الانصياع للمجتمع الدولي وقراراته

الأزهر: إجرام خبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان

الهيئة العالمية للعلماء المسلمين: الميليشيات الحوثية أقدمت على ارتكاب جريمة حمقاء نكراء لا تغتفر

باعثمان: لم يكن في مخيلة العالم الإسلامي أن يستدير الزمان إلى الخلف، فيتجرأ المارقون من الإسلام على أثمن مقدسات المسلمين

مجلس حكماء المسلمين: عمل دنيء تجاوز في بشاعته كل المحرمات، يبين حقيقة مرتكبيه الذين ينفذون أجندات طائفية بغيضة

المصلح: على الأمة المسلمة أن تدرك بأن الصراع بين الحق والباطل قديم وسيبقى وسيستمر

 

عمَّت موجة من الغضب العالم الإسلامي بعد استهداف ميليشيات الحوثي للأراضي المقدسة غرب المملكة العربية السعودية بصاروخ باليستي تم اعتراضه من قبل دفاعات التحالف العربي، وأُسقط على بعد عشرات الكيلومترات من مكة المكرمة، وقد أعربت دولة الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه العملية الإرهابية، وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية في بيان أن «استهداف قبلة المسلمين يعد استفزازا لمشاعرهم وتجاهلا لحرمة هذه البقعة المباركة واستخفافا بالمقدسات الإسلامية».

ليس الصاروخ الأول

     وبحسب المصادر السعودية، فإن هذا الصاروخ ليس الصاروخ الأول، بل يعد هذا ثاني صاروخ يطلقه الحوثيون ليستهدفوا مكة المكرمة خلال الشهر الجاري؛ ذلك بعدما سبق أن اعترضت قوات التحالف العربي صاروخًا تم إطلاقه باتجاه مكة يوم 9 أكتوبر الجاري.

استفزاز لمشاعر المسلمين

من ناحيته ندد مجلس التعاون الخليجي بالعملية، وعد المجلس «اعتداء الحوثيين الغاشم استفزازاً لمشاعر المسلمين، وأنه دليل على رفضهم الانصياع للمجتمع الدولي وقراراته».

استهداف لقلب المسلمين وقبلتهم

     كما أدان الأزهر الشريف تلك العملية الإرهابية، مؤكدا أنها «إجرام خبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان»، وأكد الأزهر أنه «والمسلمين من خلفه، يعلنون رفضهم لهذا التجاوز الخطير الذي استهدف قلب المسلمين وقبلتهم في صلاتهم وأول بيت وضعه الله للناس».

عمل دنيء

     كما ندد مجلس حكماء المسلمين، ومقره أبوظبي، بشدة العمل الإجرامي البشع الذي أقدمت عليه ميليشيات الحوثي بإطلاق صاروخ تجاه قبلة المسلمين في شتى بقاع الأرض، وأكد المجلس أن هذا العمل الدنيء تجاوز في بشاعته كل المحرمات، مشددًا على أن استهداف بيت الله الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا يكشف حقيقة مرتكبيه الذين ينفذون أجندات طائفية بغيضة.

إدانة أئمة الحرم

     كما عبر عدد من أئمة المسجد الحرام والمشايخ عن إدانتهم واستنكارهم الشديدين لهذه العملية الإجرامية، مؤكدين أن هذا التصرف فيه تعدّ على حرمة قبلة المسلمين، مشددين بأنه لا يوجد مسلم على وجه الكرة الأرضية يقبل بهذا التجاوز الخطير، كما أشاروا إلى أن الحوثيين أعلنوا حربهم ضد الإسلام والمسلمين عبر محاولة التعدي على مقدساتهم.

تجرُّؤ المارقين

     بداية، قال إمام المسجد الحرام الشيخ د. صلاح بن سالم باعثمان: إنهم قرامطة العصر، ما أشبه الليلة بالبارحة، لم يكن في مخيلة العالم الإسلامي في عصرنا الراهن أن يستدير الزمان إلى الخلف فيتجرأ المارقون من الإسلام على أثمن مقدسات المسلمين، فتسول لهم نفوسهم المريضة أن يستهدفوا أول بيت وضع للناس، ويوجهون صاروخاً إلى البلد الأمين الذي أقسم الله -عز وجل- به، هذا البلد الذي تهوي إليه الأفئدة من شتى بقاع الأرض لتلمس فيه شفاء الأرواح ورحابة القيم الرفيعة والأخلاق العالية، هذا البلد الذي يأوي إليه الخائف فيأمن، وتسافر إليه القلوب لتسكن وتطمئن، هذا البلد الذي جعله الله حرما آمناً، فهو البلد الذي لا يسفك فيه الدم، ولا يُعْضَدُ شجره، ولا يُنَفر صيده، ولا يُلْتَقَطُ لقطته، ولا يُخْتَلى خَلَاهُ. كما أخبر بذلك الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم .

     وتابع: على الرغم من ذلك، استحوذ الشيطان على فئة خلعت ربقة الإسلام، ودفعها إلى عمل جبان يستثير حفيظة المسلمين في كل مكان من الأرض، ويجرح مشاعرهم في أعز مقدساتهم بفعلتهم الشنعاء، ويصوبون نيران الغدر والخيانة تجاه مكة قبلة المسلمين ومهبط الوحي والرسالة، ولكن هيهات هيهات فنحور المسلمين جميعاً دون مكة؛ فلن تطالها أيدي المعتدين، وإنني أحيي من مقامي هذا قواتنا المسلحة درعنا الواقي التي ردت هجوم الغادرين، وأقول لهم: حفظكم الله وسدد رميكم، وأهيب بالمليك المفدى وحكومتنا الرشيدة أن تضرب بيد من حديد على أيدى المعتدين على حرمات المسلمين؛ فبلادنا هي بيضة الإسلام والمسلمين؛ فاللهم احفظ بلادنا، وأسبغ علينا الأمن والأمان، ووفق اللهم ولاة أمرنا لما فيه خير البلد والعباد والله -تعالى- من وراء القصد.

انحراف عقدي

     وقال الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية د. عبدالله بن عبدالعزيز المصلح: على الأمة المسلمة أن تدرك بأن الصراع بين الحق والباطل قديم، وسيبقى وسيستمر، ونحن في المملكة بلد الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المؤمنين في الأرض، الدولة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله ودفعت راية هذا الدين في أرضها وشتى بقاع العالم الإسلامي، بأن مثلت هذا التوجه النقي الطاهر القائم على المنهج السوي والمنهل الروي الموجود في كتاب الله وسنة رسوله، لا يمكن أن يكون هذا المنهج وهذا المسار الطاهر مقبولاً عند أصحاب الانحراف الفكري والعقدي، وهذا ما يجب أن يعلمه كل المسلمين في شتى بقاع الدنيا.

فشل وضعف

     بدوره، قال عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة د. حمزة غلمان: ما حدث من الحوثيين منعطف خطير في تجاوزاتهم، وما حدث من هذه المجموعة الطاغية والظالمة يعكس الانهزامية التي وصلوا إليها ويعكس انهيارهم، ووجودهم في اليمن غير شرعي، ونستنكر ذلك استنكاراً شديداً، ليس وحدنا من نستنكر بل العالم الإسلامي بأكمله يستنكر هذا التصرف، وكل المسلمين مع المملكة في حربها ضد الحوثيين قلباً وقالباً، وما حدث يدل على فشل هذه الميليشيات وضعفها ومن يقف خلفهم، بل ويدل على عجزهم، إن كان هناك من يؤيد هذه الفئة الطاغية الظالمة؛ فاليوم بالتأكيد سيتأكد تماماً بأن حرب المملكة عليهم صحيحة، وأن الإسلام بريء منهم، فلا يوجد مسلم يقبل بالتعدي على قبلة المسلمين، الإسلام كله ضدهم، وكل الأعراف الدولية ترفض التعدي على المقدسات، وهم بهذا التصرف أعلنوا قتالهم ضد المسلمين، وأن حربهم ليست ضد المملكة إنما ضد الإسلام باستهداف مقدساته والكعبة المشرفة، ولا يوجد عاقل يقبل ما فعلوه سواء كان مسلما أم غير مسلم، كلنا مع قيادتنا الرشيدة، ونسأل الله أن يجعل كيد هؤلاء الطغاة في نحورهم، وكلنا يد واحدة ضد الحوثيين أو من يريد ببلاد الحرمين سوءا».

جريمة حمقاء

     استنكرت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين الاعتداء الآثم بإطلاق صاروخ باليستي من الميليشيات الحوثية على مكة المكرمة أعظم المقدسات عند المسلمين الذي لم يراع فيه المجرمون حرمة الزمان ولا المكان، وقالت الهيئة التابعة لرابطة العالم الإسلامي في بيان صحافي: إن الميليشيات الحوثية أقدمت على ارتكاب جريمة حمقاء نكراء لا تغتفر، استهدفت فيها قبلة المسلمين بإلحاد غير مسبوق في الاعتداء على أقدس المقدسات البلد الحرام مكة المكرمة بقصفها بصاروخ باليستي، لو أصاب هدفه لأزهق الألوف المؤلفة من قاصدي المسجد الحرام، ناهيك عن الدمار الهائل الذي قد يصل إلى هدم الكعبة المشرفة.

     وأضافت أن هذا العمل الإجرامي تجاوزت فيه هذه الميليشيات المأجورة لمن يمدها بالمال والعتاد كل الحدود الإنسانية والأخلاقية والدينية، وفاقت في اعتدائها الآثم ما أقدم عليه من قبل أبرهة صاحب الفيل وأجدادهم القرامطة في اعتدائهم على الحج وعلى الكعبة المشرفة.

وطالبت الهيئة منظمة التعاون الإسلامي بدعوة جميع أعضائها لوقفة جماعية رادعة ضد هذا الاعتداء الآثم ومن يقف وراءه من داعميه.

مقاضاة المجرمين

     من جهة أخرى طالب كبير علماء السنة في العراق، الشيخ عبدالملك السعدي، مقاضاة من تُسول له نفسه النيل من مكة والكعبة المشرفة، وقال: أوجه ندائي للمسلمين كافة أن تأخذهم الغيرة على بيت الله بالشجب والإنكار ومقاضاة من تُسول له نفسه النيل من مكة والكعبة المشرفة، وأن يُسخروا قدراتهم العسكرية لمجابهة أمثال هذا العدوان والمتسببين فيه، وعار على الأمة أن يسكتوا على ذلك.

وقال الشيخ في بيان له: إن هذا الاعتداء من أعظم الجرائم؛ لذا ندين هذا العمل الإلحادي، وإن كانت الإدانة لا تجدي نفعا.

ودعا الشيخ إلى عقد مؤتمر موسع طارئ لعلماء المسلمين والدعاة حول الكعبة المشرفة لبيان موقفهم من أمثال هذا الإجرام، وإهانة بيت الله وحرم مكة المكرم، موضحا أن ماجرى هو أثر من آثار تفكك الأمة وشرذمتها.

     ونقل البيان الذي حمل عنوان: (استهداف مكة المكرمة بالاعتداء الحوثي) عن الشيخ قوله: البلد الذي حرم الله فيه قتل أصغر طير، وحرم اصطياده أو تنفيره جدير لأن يُحترم ويُعظم من قبل البشرية بأسرها؛ فما بالك من يدعي الإسلام، وأضاف: إن الاعتداء الذي صدّته المقاومات السعودية، الذي أطلق لهدم الكعبة قبلة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، هو اعتداء على الأمة الإسلامية بأسرها، وهو تحدٍ لكل من يتوجه إليها في صلواتهم».

قرامطة العصر

     القرامطة هي تلك الحركة الباطنية التي كان هدفها محاربة الإسلام بكل الوسائل، وذلك بانتهاك المقدسات وارتكاب الكبائر، وهتك الأعراض، وسفك الدماء، والسطو على الأموال، وتحليل المحرمات، حتى سبقوا هولاكو إلى هذا الأمر فولجوا مكة المكرمة، وهدموا جزءًا من الكعبة، وقتلوا الحُجَّاج، وسبوا النساء، وبقوا على ذلك عشرين سنة والجزيرة العربية تعاني ذلك الداء العضال، حتى غير الله الحال وطُردوا من هذه البقعة المباركة شرَّ طردة.

وها هم أولاء يعودون مرة أخرى ليعاودوا ما فعله أسلافهم وليستهدفوا الكعبة من جديد ليفعلوا ما لم يجرؤ الاستعمار الغربي على فعله، باستهداف أشرف بقعة وأقدس مكان عند المسلمين.

     ولا شك أن الفتنة قادمة، ولن يتوقف هؤلاء عن إجرامهم ما لم يتحد المسلمون ويقفوا موقفًا حاسمًا ليأخذوا على أيدي هؤلاء الظالمين، ولاشك أن الله حافظ دينه وحافظ بيته، ولكن الله يميز الخبيث من الطيب في مثل هذه المحن؛ فيظهر المنافقون على حقيقتهم، ويصيب صغار العقول الهلع والخوف، وليرى الله من ينصر دينه ويدافع عن مقدساته ممن يتخاذل ويجبن ويتقاعس، قال تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.

 

دلائل ومؤشرات

وأخيرًا فللحدث دلالات، ومؤشرات خطيرة يمكن تلخيصها فيما يأتي:

- انتهاك للحرمات والشعائر.

- استخفاف بالإسلام وأهله.

- تجاوز على الثوابت والأصول.

- استكبار وطغيان عالمي.

- هذا الفعل الشنيع أسقط جميع التأويلات والاحتمالات، وكشف عن حقيقة القوم.

- الإفلاس الحضاري والديني والأخلاقي.

- دليل قاطع على أن الفاعل لا يتورع عن أي نوع من أنواع الشر إذا تمكن.

- مؤشر على أن العدو يريد النيل من مقدسات الإسلام لا من أشخاصه، يريد تغيير العقائد وتدمير الثوابت لا مجرد السيطرة على الأماكن.

- يعكس عقدة تاريخية دينية تحمل الدسائس وتحمل الكراهية لبلاد الإسلام والعرب .

- أن الهدف الاستراتيجي في عقلية العدو هو تدمير مكة وتعطيل أركان الإسلام

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك