رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 3 نوفمبر، 2014 0 تعليق

وليد الربيعة أمين سر جمعية إحياء التراث:منهج الجمعية واضح في نبذ الإرهاب والعنف والتطرف وملتزمون بقوانين الدولة المنظمة للعمل الخيري ونظمها

الجمعية ملتزمة بمبدأ الشفافية في جميع أعمالها، ولدينا مكاتب تدقيق يقوم على رأسها نخبة من الكويتيين المتطوعين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة

نقول للحاقدين على العمل الخير اتقوا الله في مجتمعكم ووطنكم فالله تعالى قد حفظ هذا البلد وأهله بفضله ثم بهذه الأعمال الخيرية المباركة

الجمعية ترفض كافة أنواع الغلو والتطرف، وتبرأ من كل الدعوات التي تخالف الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة

 من أكبر نقاط القوة التي تتميز بها الجمعية ثقة المتبرعين والتي أصبحت وسامًا نعتز به

 

 

تعد الجمعيات الخيرية أحد ركائز العمل المؤسسي التطوعي في سائر المجتمعات، وسمة حضارية وإنسانية في الوقت ذاته، ومظهر من مظاهر التساند الاجتماعي والتكافل الإنساني الذي دعا إليه الإسلام من خلال مبادئه السمحة وحث عليه، وتُعدُّ الكويت واحدة من أبرز الدول في المنطقة التي أولت العمل الخيري ومؤسساته أهمية قصوى منذ القدم، حتى أصبحت مؤسساته العاملة في هذا المجال معلمًا حضاريًا من معالم هذا البلد، ومن تلك المؤسسات ولا شك جمعية إحياء التراث الإسلامي التي نلتقي اليوم بأحد قياداتها وهو الشيخ الفاضل/ وليد الربيعة أمين سر الجمعية في حوار مفتوح بدأته بالسؤال عن المؤامرات والمكائد التي تتعرض لها الجمعية من حين لآخر والتي تحاول إعاقة مسيرتها وعرقلة جهودها، وهل لدى الجمعية تصور واضح عن أبعاد هذه المكائد وكيفية مواجهتها فقال مشكورًا:

- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد، فمن المعلوم أن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، رحمة للعالمين، وهاديا ومبشرا ونذيرا، ومخرجا للناس من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام وجاء في خطاب الله تعالى لرسوله محمد  صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم آمرا بالرفق قال عز وجل في سورة آل عمران {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(آل عمران: 159).

     أما بالنسبة لأبعاد هذه المكائد التي تتعرض لها الجمعية من وقت لآخر، فإن الجمعية تمضي بفضل الله في طريقها قدما نـحو خدمة ديننا الحنيف وفق الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، عملاً بقول الله تعالى في سورة يوسف: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(يوسف: 108).

داعين الله تعالى ومستعينين به لإقامة المشاريع والأنشطة الخيرية والإنسانية مثل: بناء المساجد والمدارس ودور الأيتام، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وإغاثة منكوبي الحروب والمجاعات والدعوة إلى دين الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.

     ومعلوم أن للخير أعوان وللشر أعوان وهذه سنة كونية منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، لذلك فإن أي عمل خيري يتعرض للمكائد ويحاول بعضهم وقف مسيرة الخير ووقف تقدمه ونشره بين الناس، ونقول لهؤلاء من أبناء جلدتنا اتقوا الله في مجتمعكم ووطنكم فالله تعالى قد حفظ هذا البلد وأهله بفضله ثم بحبهم لمساعدة الضعيف وإغاثة الملهوف، ونعتز بشهادة العالم بتميزنا بعمل الخير للناس. 

     أما بالنسبة لآليات مواجهة المكائد والتصدي لها، نرى أن أفضل وسيلة هي حسن التوكل على الله تعالى والإخلاص في القول والعمل والتزام الهدي النبوي المطهر في الدعوة إلى الله واجتناب الفتن ما ظهر منها وما بطن، طالما أننا نلتزم بالمنهج الذي رسمناه من البداية للسير في هذا الطريق وهو الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدًا عن الغلو والتطرف الذي نرفضه وندينه وندين كل من يسلك سبيله.

- كان للحكومة الكويتية موقف مشرف تجاه الجمعية عندما حاولت بعض الجهات الخارجية التضييق على عمل الجمعية من خلال إدراجها ضمن المؤسسات الداعمة للإرهاب وبفضل الله ثم بفضل الموقف الحكومي تجاوزت الجمعية هذه الأزمة، والسؤال.. بعد هذه الأزمة، هل قامت الجمعية بالأنشطة الكافية والوسائل اللازمة التي توضح من خلالها للعالم منهج الجمعية المنضبط بالكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، وموقفها الحازم تجاه الأفكار المنحرفة؟

- الجمعية ملتزمة بمبدأ الشفافية في جميع أعمالها، ولدينا مكاتب تدقيق لحسابات الجمعية ويقوم على رأس العمل بها نخبة من الكويتيين المتطوعين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، والحمد لله فإن الجمعية تسير في خطها المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، وتحقيق أهدافها الأساسية التي أنشأت من أجلها، وتخضع جميع تلك الأعمال لتدقيق ومتابعة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لإعمال الجمعية، كما أن هناك تعاون كبير مع وزارة الخارجية لإيصال المساعدات للدول الإسلامية عن طريق سفاراتنا في الخارج، وبهذه المناسبة نشكر جميع السفراء على تعاونهم وتفانيهم في إيصال هذه المساعدات.

- بماذا تفسرون قرار إغلاق بعض فروع الجمعية؟ وهل لهذا القرار بعد سياسي أم أنها فقط إجراءات رسمية؟

- من حق الدولة أن تنظم العمل الخيري كباقي الإعمال ونـحن ملتزمون بالقرارات والنظم التي تراها الجهات المسؤولة بالدولة التي لا شك أنها تضعه في النصاب الصحيح؛ لأن الشعب الكويتي -ولله الحمد- تتوارث فيه الأجيال حب الخير والبذل والعطاء، حتى أصبح سمة مميزة له، ومن دلائل ذلك اختيار صاحب السمو أمير البلاد (قائداً للإنسانية). من قبل الأمم المتحدة، والجمعية تجد الدعم والتشجيع من الحكومات المتعاقبة ونسأل الله تعالى أن يجزل الأجر والمثوبة لكل من أسهم في عمل الخير سواء كان ماديا أم معنويا.

     ويتم التباحث حاليا مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حول فروع الجمعية في جميع المحافظات وكيفية القيام بدورها على أفضل وجه، فوجود الفروع في المناطق السكنية يسهل على المتبرعين أداء زكواتهم وصدقاتهم وضمان صرفها في أوجهها المشروعة، كما أن وجودها يعزز العمل التطوعي الذي تسعى الدولة لتعزيزه في المجتمع، وانخراط الشباب في العمل التطوعي يبعدهم عن المظاهر السلوكية الضارة كما أن وجود مقار للجمعية في المناطق السكنية ليس فيه أذى على السكان؛ لأن الجمعية احرص ما تكون على راحتهم؛ حيث إنها ما وجدت إلا لراحتهم وخدمتهم، ووجود هذه المقار كوجود فروع لبعض المؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية، وعلى الوزارة إيجاد البديل في حال رأت ضرورة إغلاق الفروع.

- ما أهم جوانب التميز في جمعية إحياء التراث التي جعلت منها مؤسسة رائدة في العمل الخيري والدعوي؟

- أما جوانب التميز في الجمعية فهي عديدة ولله الحمد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: ثقة المتبرعين الكرام التي أصبحت وسامًا نعتز به وهو من أكبر نقاط القوة التي تتميز بها الجمعية، وتنفيذ رغبة المتبرع بشأن المشروع الذي يختاره أو الجهة التي تستفيد من تبرعه.

     كذلك الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها القائمون على إدارة شؤون الجمعية وذلك بفضل من الله، كذلك سلامة منهج الجمعية وخلوه من الغلو ونبذ العنف والإرهاب ويشهد لنا بذلك العديد من الإصدارات والمحاضرات والتزكيات من علماء الأمة مثل المشايخ الأعلام: ابن باز، وابن عثيمين، والالباني - رحمهم الله جميعا - والعديد من المشايخ المعاصرين نسأل الله تعالى أن يمتعهم بموفور الصحة والعافية وأن ينفع بهم وبعلمهم.

كذلك مما يميز الجمعية عدم الخوص في السياسة والتركيز على العمل الدعوى لخدمة الإسلام، وأخيرًا شفافية وسلامة منهج الجمعية والتزامها بتحقيق أهدافها الأساسية التي أنشأت من أجلها، وكل هذا لم يأتِ إلا من توفيق الله تبارك وتعالى وعونه ورعايته.

- بعضهم يطعن في الجمعية من ناحية عدم تعاونها مع المؤسسات الأخرى العاملة في الاتجاه نفسها، وأنها على حد تعبيرهم تغرد منفردة خارج السرب، فما مدى صحة هذا الادعاء، وهل لديكم آليات للتنسيق مع باقي المؤسسات الخيرية سواء في داخل دولة الكويت أم خارجها؟

- الحمد لله فإن الجمعية تؤمن بالتنسيق والتعاون المثمر البناء مع الجمعيات الخيرية الأخرى العاملة عبر تنسيق العمل الخارجي في إطار الجمعية الكويتية المشتركة، والجمعية بذلك تنطلق من قول الله تعالى في سورة المائدة: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(المائدة: 2).

- معلوم أن الموارد البشرية من أهم دعائم المؤسسات الحديثة فهل لديكم رؤية واضحة لتطوير أداء العاملين في الجمعية في قطاعاتها المختلفة؟

- نعم لدينا رؤية لتطوير أداء العاملين في الجمعية وتم عقد العديد من الدورات التدريبية التخصصية لرفع مستوى الأداء للمسؤولين والعاملين في مختلف المجالات ويتم اختيار الدورات بعناية وكذلك المحاضرين، وما زلنا نسعى ونطمح لزيادة التطوير للوصول إلى عمل خيري متميز، والإدارة العليا بالجمعية تقدم كل الدعم والتشجيع لتطوير وتنمية الأداء لما هو خير.

- بعضهم يشكك في مصداقية الجمعية في تصريف أموال الصدقات والتبرعات وأنها تذهب لغير مستحقيها من ناحية أو لدعم جهات خارجية بعضهم يصفها بالإرهابية؟ فما ردكم على هذه الفرية؟

- نقول لهم: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(البقرة: 111)، فإن الجمعية منذ نشأتها من 33 عامًا وهي تسير في طريق مستقيم لا اعوجاج فيه ويتم تنفيذ رغبة المتبرع بكل دقة، وقامت بعض الجهات الخارجية بالتدقيق على أنشطة الجمعية في الخارج مثل كفالة الأيتام وبناء المساجد وحفر الآبار وإغاثة منكوبي الكوارث مثل الحروب والجفاف والزلازل، ولم يتبين لهذه الجهات سوى مصداقية العمل الدعوي للجمعية ونقاءه وشفافيته، كما أن الأموال التي يتم تحويلها للخارج تتم عن طريق وزارة الخارجية.

- هل حقًا كما يدعي بعضهم أن الجمعية انحرفت عن المنهج في الدعوة إلى التوحيد وتحولت إلى مؤسسة لتلقي الأموال فقط من المتبرعين، وأن الجانب الدعوي غاب تمامًا عن أهداف الجمعية وأنشطتها؟

- هذا الكلام ليس صحيحًا بالمرة، فإن المشاريع الخيرية التي تقيمها الجمعية تعتبر من أفضل وسائل الدعوة إلى الله عز وجل وتحقيق التوحيد ومحاربة البدع والخرافات التي شوهت جمال الإسلام، حيث أن ديننا العظيم له شموليته وتنوع أبواب الخير فيه، فإن الدعوة ليست محصورة في المحاضرات والدروس فقد مدح الله تعالى المؤمنين بقوله عز وجل: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}(الإنسان: 8)، ومع ذلك فإن لجان الدعوة والإرشاد المنتشرة في جميع مناطق الكويت تقوم بنشاطات هائلة في الدعوة إلى الله عز وجل من خلال المحاضرات والدروس والدورات العلمية والمخيمات الربيعية، وغيرها من الأنشطة العلمية التي تنشر التوحيد وتعلم الناس دينهم وتصحح لهم عباداتهم واعتقادهم.

- من وجهة نظرك ما أهم التحديات التي تواجه العمل الخيري في الكويت في الوقت الراهن؟

- فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه العمل الخيري في الكويت فهي عديدة منها: تفشي ظاهرة الإرهاب والتطرف مثل داعش والنصرة والقاعدة، وهم من فرط جهلهم وضلالهم يشوهون نقاء الإسلام وسماحته، كذلك الهجمة الشرسة من بعض الجهات الخارجية ومحاولة تشويه صورته وتحجيم دوره ووقف مسيرته.

- كيف تنظرون لتكريم سمو الأمير من قبل الأمم المتحدة واختيار الكويت كمركز للعمل الإنساني؟

- يعد تكريم صاحب السمو أمير البلاد ومنحه لقب القائد الإنساني، واختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني وسام فخر واعتزاز على صدر كل مواطن كويتي، وهذه الأوسمة ما كانت لتتم لولا فضل الله تعالى ثم تضافر الجهود وحب البذل والعطاء لدى أبناء الشعب الكويتي كذلك دعم وتشجيع الحكومة.

- ما موقف الجمعية من بعض الجماعات التي تنسب نفسها للسلفية وترتكب أفعالاً وتصرفات مخالفة للمنهج السلفي تحت ذريعة الجهاد كداعش وغيرها، وهل كان هناك موقف رسمي للجمعية تجاه هذه التصرفات؟

-  كما سبق فإن موقف الجمعية واضح وصريح، ونؤكد للجميع أن جمعية إحياء التراث الإسلامي ترفض وبشدة كافة أنواع الغلو والتطرف، وهي تبرأ من كل الدعوات التي تخالف الكتاب والسنة وفهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان من القرون الثلاثة الأولى، ومنهج الجمعية يقوم على الوسطية المؤيدة بالدليل من الكتاب والسنة، وأن أي دعوة باطلة مصيرها إلى الزوال والاضمحلال شأنها شأن الدعوات التي ظهرت من قبل وأصبحت أثرًا بعد عين، قال الله تعالى في سورة الرعد: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ }.  (الرعد:17)

     وندعو جموع المسلمين بعدم الاغترار بهذا الباطل الذي يدمر ولا يبني ويفرق ولا يجمع ويضلل ولا يهدي، ونقول عليكم بكتاب الله وسنته، افهموا الدين كما فهمه سلفنا الأوائل الذين تخرجوا من مشكاة النبوة فهم الأولى بالإتباع، واجتنبوا الابتداع فإنه مهلكة لا محالة، قال تعالى في سورة آل عمران: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(آل عمران: 31)، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، وجاء في سنن ابن ماجه من حديث العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا قال قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد».

- كيف يمكن مواجهة هذه الفرق وعلى من تقع المسؤولية بالتحديد؟

- أما مسؤولية مواجهة الفرق المنحرفة فنقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم على جميع المسلمين اتباع العلماء الربانيين من أهل السنة والجماعة فهم الذين يحملون لنا في هذه الأيام مشاعل النور والهدى، ويجب إفساح المجال لمواجهة هذا الفكر المنحرف وذلك بالفكر الصحيح والعلم النافع قال الله تعالى في سورة الأنبياء: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}(الأنبياء: 18)، فإن البدعة لا تزيلها إلا السنة، وإن الشبهة لا تزيلها الدليل الساطع، وإن الشهوة لا يزيلها إلا العلم النافع.

- أخيرًا ما رؤيتكم الاستراتيجية التي تودون تحقيقها من خلال جمعية إحياء التراث الإسلامي والتي تساهم في بناء نهضة الأمة والعودة بها إلى عزتها ومكانتها؟

- أما الرؤية الاستراتيجية التي نود تحقيقها من خلال جمعية إحياء التراث الإسلامي هي: عمل خيري متميز، ونشر لدين الله تعالى وفق الكتاب والسنة وفهمه كما فهمه سلفنا الصالح، حتى يعود للأمة مجدها وعزها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك