رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 3 ديسمبر، 2012 0 تعليق

ولا تبغوا الفساد في الأرض

 

     هناك من الناس من يبذل جهداً كبير في نشر الفساد وإشاعة الفواحش وتقنين الثقافة الانحلالية وتشريع قوانينها، قال تعالى: {ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب الفساد}، ومنهم من يضع شعارات براقة، مثل المساواة والحقوق وينشر من خلالها ثقافة الفساد الذي يكون سبباً في إزالة الدين، ولذلك يقول سبحانه: {ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون}.

الفساد عريض وأنواعه كثيرة:

- الشرك بالله عز وجل من وضع الأضرحة والقبور وتعظيمها والتبرك بها من تعليق التمائم، ومن الحلف بغير الله، ومن اتخاذ مناسبات للطقوس الشركية، ومن كتابة عبارات تقدس أشخاصاً وتستغيث بهم.

قال تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون}.

- النفاق والمداهنة والسكوت عن الحق والإسهام في نشر المنكر... كل ذلك من الفساد الذي يدعو بطريقة أو بأخرى إلى انتشاره بين البشر: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}.

- رد التحاكم بالشريعة ورد الحق بزعم الإتيان به من الفساد الذي يهلك أفراد المجتمع ويحدث بينهم الفتن، قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين}.

فهذا هو العوج الذي ذكره الله في آيات متفرقة من القرآن: {يبغونها عوجا}.

- قتل النفس التي حرم الله والتخلص ممن خالفك بوسائل القتل أو محاولة الإضرار به بالمكيدة؛ ولذا قالت الملائكة لله عز وجل: {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.

- نقض العهد وعدم الوفاء به وقطع ما أقر الله به أن يوصل، وعدم الالتزام بالمعاهدات والمواثيق ومحاولة إخفائها أو تزويرها أو العبث بها أو إيجاد ثغور قانونية لتكون في صالحك دون الالتزام بما عاهدت به الآخرين، هذه من الفساد، قال تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أو يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون}.

- إعطاء رخص تجارية للأنشطة المحرمة أو استخدامها في أنشطة لا تتفق مع الرخصة الحلال أو المساعدة أو السكوت عنه خوفاً أو طمعاً بمصالح أخرى. {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}.

- بخس الموازين والتطفيف بالكيل والتعامل بالربا أو الغش والاحتكار أو بيع محرمات أو سلع منتهية الصلاحية، فهذا من الفساد؛ ولذلك قال تعالى: {فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}.

- الإسراف ومجاوزة الحد في الغي مثل إدخال أهل الفساد والفتن وأهل الضلال إلى البلاد، قال تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين}.

- تقسيم الشعب إلى طبقات وإيقاد نار الحروب بين عباد الله، واليهود هم أهل التخصص في هذا الشأن، قال تعالى: {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين}.

- التقاطع في الأرحام وعدم وصلها وعقوق الوالدين وظلم الزوجة، وكل ذلك إفساد، قال تعالى: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}.

فالواجب التواصل وبر الوالدين وإعطاء كل ذي حق حقه.

- ارتكاب المنكرات ونشرها عبر الأجهزة المختلفة والدعاية لها أو السكوت عنها، قال تعالى على لوط: {إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر}.

فالواجب من الجميع أن يسد ثغرة من ثغوره ويتعاون مع السلطات لإزالته وتقليله.

- التكبر على الناس والإفراط والمعاصي في الأفراح، وكذلك في الأتراح، فهاهو قارون كان رمزاً في الثراء الفاحش، فقال له قومه: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين}.

- السرقة بكل صورها للمال العام والخاص والتحايل لذلك. والمتورطون بها لا يمكن أن يمثلوا الشعب أو توسد إليهم المهمات السسياسية أو غيرها؛ لأنهم غير نظيفي الأيدي، وعليها إن تاب فبينه وبين الله عز وجل وإلا فهؤلاء لا يستحقون التكريم والتمثيل وحمل الأمانة، ولذلك قال إخوة يوسف - عليه السلام: {قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين}، والله ولي الصالحين.. والله لا يحب المفسدين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك