رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سامح محمد بسيوني 28 يوليو، 2020 0 تعليق

ولا الجهاد في سبيل الله


تأتي عشر ذي الحجة، (تلك الأيام المعلومات) من كل عام، وتزداد الغفلة عنها وعن فضلها عند الكثير منا لكثرة الملهيات وقلة العبادات الجماعية فيها لغير الحجيج، بخلاف ما كان يحدث في الأيام المعدودات من صيام رمضان وقيامه من الجميع، لذلك نحتاج جميعا أن نستشعر فضل هذه الأيام ومدى الخسارة التي قد يخسرها الإنسان منا لو فرط.

     ومن أعظم ما ينفع الإنسان في ذلك؛ استعراض تلك الأحاديث التي وردت في فضائل الجهاد في سبيل الله، ثم تذكر أن العمل الصالح في هذه الأيام «أي عمل صالح» أعظم عند الله من الجهاد في سبيل الله في غيرها، كما في الحديث عن ابن عباس -رضى الله عنه- قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عمل أزكى عند الله -عز وجل-، ولا أعظم من خير يعمله في عشر الأضحى»، فقيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».

فالنظر في أحاديث فضائل الجهاد في هذه الأيام المباركة، مما يحفز النفوس الصادقة علي الاجتهاد والإكثار من الأعمال الصالحة فيها، فأي عمل صالح فيها أزكى عند الله وأحب إليه من شعيرة الجهاد التي هى ذروة سنام الإسلام؟!

      ومن هذه الأحاديث الصحيحة ما رواه أبو أمامة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لغدوة أو روحة في سبيل الله, خير من الدنيا وما فيها»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لمقام أحدكم في الصف ساعة أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة؟ اغزوا في سبيل الله»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -:«من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة»، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود»، وعن عمرو بن عبسة السلمي - رضي الله عنه -  قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من رمى بسهم في سبيل الله -تعالى- فبلغ العدو، أصاب أو أخطأ كان له كعتق رقبة»، وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم  - يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على النار»، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا أجده، هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر؟ وتصوم ولا تفطر؟ فقال الرجل: من يستطيع ذلك؟...»، وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض»، فتأمل معي -رحمني الله وإياك- هذه الفضائل التي ذكرت للجهاد في سبيل الله في تلك الأحاديث الصحيحة عاليه.

     خير من الدنيا وما فيها، عتق رقبة، وتدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر، وقيام ليلة القدر عند الحجر الأسود، ومغفرة الذنوب، والحرمة علي النار، ووجوب الجنة، ورفعة الدرجات في الجنة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، واستشعر معي أن فضل العمل الصالح - أي عمل صالح - في

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك