رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 12 مايو، 2020 0 تعليق

وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المهندس فريد أسد عمادي: توجيهات سمو أمير البلاد رسمت لنا خارطة طريق تضمن أمن الكويت وسلامتها

 

 

أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المهندس فريد أسد عمادي, أن توجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- في كيفية التعامل مع أزمة فيروس كورونا، رسمت خارطة الطريق لوزارات الدولة كلها لتخطي مرحلة الخطر من جراء الأزمة الصحية العالمية التي اجتاحت دول العالم.

وأوضح عمادي في حواره مع مجلة (الفرقان) أن قرار إغلاق المساجد لم يكن قرارا فرديا اتخذته الوزارة منفردة, وإنما كان بناء على قرار من السلطات الصحية المختصة.

     وبين الوكيل عمادي أن وزارة الأوقاف وقيادتها تحملوا مسؤولياتهم الشرعية والوطنية في التعامل مع الأزمة الصحية العالمية، وكونت فرقا للطوارئ, وأوجدت البدائل الإعلامية والتوعية الشرعية لضمان استمرار رسالتهم الإسلامية الهادفة, ودُشِّنَ العديد من المواقع الإسلامية والتطبيقات, عبر وسائل التواصل الحديثة, وأقيمت المسابقات القرآنية والدروس العلمية لسد الفراغ الدعوي والتوعوي بعد إغلاق بيوت الله اضطرارا.

وقال: وبفضل الله تعالى- استُثْمِر الحدث رغم صعوبته على النفس؛ ليكون لنا بمثابة دورة تدريبية مكثفة؛ لصقل خبرات كوادرنا الوطنية في إدارة الأزمات؛ فإلى تفاصيل اللقاء:  

- كيف تعاملت الوزارة مع الأزمة من بدايتها؟

- تعمل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلَامية - ولله الحمد - وفق منظومة استراتيجية متكاملة, وكان لها قصب السبق في التخطيط الاستراتيجي منذ سنين؛ ولهذا أول ما صدرت قرارات مجلس الوزراء بالتعليمات الخاصة بجائحة فيروس كورونا؛ بناء على التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد (سمو الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح) -حفظه الله ورعاه- الذي رسم فيه لمجلس الوزراء وعموم أبناء الشعب الكويتي خريطة الوقاية من هذا الوباء؛ فشُكِّلت سريعا الفرق الميدانية في الوزارة, التي انطلقت تعمل في ظل حالة الطوارئ كخلية نحل, مقدرين الحالة الاستثنائية التي ألمَّت بغالبية دول العالم ومنها الكويت.

- إذًا، ما ردة فعلكم تجاه هذه التوجيهات السامية؟

- لقد صدرت التعليمات العليا لكل قطاعات الوزارة في أن تتحمل مسؤوليتها الشرعية والوطنية والاجتماعية تجاه الأزمة, حتى تنجلي وتمر بسلام على كويتنا الحبيبة, ولا سيما بعد صدور قرار مجلس الوزراء في 11 مارس 2020, بتكليف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من بين وزارات الدولة بالتحذير من مخاطر التجمعات, والتوعية بالإجراءات الاحترازية اللازمة لتجنب أسباب العدوى, ومراعاة الظروف الاستثنائية, وكونت فرق عدة منها:

1- فريق الطوارئ الإعلَامية للتوعية والتوجيه العلمي والشرعي والدعوي.

2- فريق قطاع المساجد لإيجاد البدائل الدعوية عن دور المسجد بعد الإغلاق الاضطراري.

3- فريق قطاع شؤون القرآن الكريم والدراسات الإسلَامية, الذي أوجد وعلى وجه السرعة البديل عن الحلقات القرآنية المباشرة في دور القرآن ومراكز التحفيظ, بحلقات تعمل (أون لاين), من خلال برامج الاتصال الحديثة, وواصلت الحلقات عملها, ولم ينقطع تحفيظ القرآن بفضل الله –تعالى- في حلقاتنا كلها.

- ما الأسلوب الذي تبنته الوزارة في التوعية؟

- لقد تحرك العاملون بالقطاعات بفعالية, فأنتجنا كَمًّا كبيرا من الفلاشات التلفزيونية التوعوية والإرشادية التي يتم بثها على مواقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلَامية الرسمية, وعلى شبكات التواصل الاجتماعي, وعن طريق تلفزيون دولة الكويت وإذاعتها, وبمختلف قنواتها وبرامجها في تعاون مثمر, جسَّد روح الفريق الواحد, وحقق استراتيجية وزارة الأوقاف الرامية إلى تفعيل الشراكة المجتمعية مع الآخر، هذا فضلا عن نشر هذه الفلاشات التوعوية في القنوات الفضائية الخاصة، ولله الحمد سددنا وقاربنا لتعويض المجتمع غياب الدور الفاعل للمساجد, وإن شاء الله تعود مساجدنا, ويمارس الناس عباداتهم وطاعاتهم بحرية على أرض الإنسانية والخير، أرض الكويت.

- قرار إغلاق المساجد كان قرارا غير مسبوق؛ فكيف اتخذتم هذا القرار؟

- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية -لله الحمد- تعاملت مع الأزمة من منطلق شرعي واجتماعي ووطني، ولأننا نعمل ضمن منظومة واحدة بمجلس الوزراء الموقر؛ فقد جاء موضوع إغلاق المساجد حتى إشعار آخر بناء على رأي شرعي من هيئة الإفتاء الذين أفتوا بجواز إغلاق المساجد, ووقف صلاة الجمعة والجماعة؛ من أجل حماية الأنفس وحماية المجتمع من ضرر محقق, بناءً على طلب السلطات الصحية المختصة, وقد رأينا الأرقام المخيفة والآثار التي تترتب على انتقال العدوى؛ بسبب التجمعات البشرية, ومعلوم في شريعتنا الغراء أن حماية الأنفس من أهم الأولويات, بل هي من الضرورات الخمس التي جاءت بها الشريعة.

      وبالطبع لم يكن قرار إغلاق المساجد قرارا فرديا لوزارة الأوقاف, بل كان قرارا مشتركا مع الجهات الصحية المعنية، تحديدا وزارة الصحة، التي أوصت بضرورة منع التجمعات لمنع انتشار الفيروس، بما يعرض الأمن الصحي للمجتمع لخطر محدق لا تحمد عقباه، وحفاظاً على صحة جمهور المصلين وسلامتهم من هذا الوباء استصدرت وزارة الأوقاف فتوى من هيئة الفتوى بهذا الشأن، وبناء عليها أُغلقت المساجد, وعُلقت صلاة الجمعة والجماعة حتى تنتهي الجائحة بسلام بإذن الله –تعالى-؛ وبحمد الله كانت فتوى هيئة الإفتاء في الكويت هي الأولى على مستوى العالم الإسلامي, وتبعتها بعد أيام أكثر من 12 هيئة فتوى أفتت بضرورة إغلاق المساجد, وجواز تعليق صلاة الجمعة والجماعة, واستندت هذه الهيئات إلى ما استندت إليه هيئة الفتوى في دولة الكويت من أدلة شرعية؛ مما يوكد صحة الرأي الذي ذهبت إليه وسلامته.

- ما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال هذه الأزمة؟

- لاشك ان إغلاق المساجد كان أكبر التحديات التي واجهتنا؛ فتعاملنا معها من منطلق شرعي وصحي وحس وطني, ولله الحمد كانت الوزارة على قدر المسؤولية، وعملت فرق الطوارئ على مدار الساعة، ومع إغلاق المساجد إلا أن أعمال الصيانة الدورية وأعمال النظافة لم تتوقف, بل مستمرة حتي يومنا دون توقف, وسابقنا عقارب الساعة, وأوجدنا البدائل الشرعية المناسبة, وسارت الأمور وفق منظومة مؤسسية متكاملة، بفضل الله أولاً ثم بجهود العاملين وتفانيهم في العمل, وهو ما قادنا إلى النجاح والقيام بالدور المطلوب منذ اللحظات الأولى؛ فالوزارة قادرة - ومن خلال خطتها الاستراتيجية - على العمل بتوفيق الله تحت كل الظروف.

- هل لديكم تصور عن انتهاء فترة إغلاق المساجد؟

- قضية إغلَاق المساجد ليس قرارا فرديا, بل هو قرار قائم على مصلحة المواطنين والمقيمين, وضمان أمن الجميع وسلامتهم، واتخاذ قرار فتح المساجد يكون بناء على قرار الجهات الصحية المختصة وأرقامها وإحصاءاتها؛ فهي التي تملك الرؤية الكاملة والتصور العام بالتنسيق مع الوزارات المعنية، ومتى ما رأت سلامة الوضع, وإمكانية عودة فتح المساجد بلا ضرر أو خطر من هذا الوباء ستقوم الوزارة فوراً بإعادة افتتاحها أمام جمهور المصلين.

- ما هي خطوات الوزارة للاستمرار في التواصل مع الجمهور؟

- لقد أنتجنا في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات عبر منصاتنا الرسمية على (توتير والانستغرام واليوتيوب والفيس بوك), وافتتحنا مركزا رمضانيا إلكترونيا, قدمنا فيه برنامج فتاوى لايف، وأنتجنا 88 فلاشا تلفزيونيا يتضمن النصائح والإرشادات الدينية والتوعوية المناسبة لأجواء الشهر الفضيل, متضمنا تطبيق: رمضان في بيتك، ورزنامة رمضان، ومواقيت الصلَاة، وفتاوى الصيام وغيرها من البرامج الهادفة والمناسبة، فضلا عن تدشين المسابقة الإلكترونية اليومية, وبرنامج وقفات قرآنية, وبرنامج إشراقات رمضانية, وبرنامج المقرأة القرآنية, وهناك العديد والعديد من الأعمال والأنشطة التي أعدتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلَامية خلَال هذا الشهر عبر شبكات التواصل الاجتماعي, وهي الخطوة التي ارتأت الوزارة اتباعها لاستمرار الأنشطة والفعاليات طوال شهر رمضان على شبكات التواصل الاجتماعي, وعدم غيابها عن الجمهور, وطرحنا في هذه المنصات الإلكترونية برنامجا لتحفيظ القرآن الكريم؛ حيث سجل في هذه الحلقات أكثر من 23 ألف طالب وطالبة، فضلا عن الإعلان عن مسابقة التلاوة والترتيل التي رُصدت لها جوائز مجزية من الأمانة العامة للأوقاف للكويتيين والمقيمين, ولفئات أعمار من 5 سنوات وحتى 40 سنة, تحت شعار: (املأ بيتك نورا)، ناهيك عن برنامج لمعلمي القرآن؛ حيث سجل في هذا البرنامج أكثر من ثلاثة ألاف معلم.

- هل ستستمر منصات التواصل الاجتماعي بعد الأزمة؟

- لاشك أن العمل تحت ضغوط وظروف استثنائية يُوجِد تحديا كبيرا, يواجه أي مؤسسة معنية, ويثبت كفاءتها؛ لأنه يستخرج الطاقات الكامنة في عناصر المؤسسة, ويصقل خبرات العاملين فيها؛ فيرتقون من نجاح إلى نجاح, ولله الحمد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سخرت طاقتها كلها لاستثمار منصات التواصل الاجتماعي الاستثمار الأمثل, وتحويل برامجها وفعالياتها وأنشطتها من خلال تقنياتها لتمكين الجمهور من التواصل معها والاستفادة منها في هذا الشهر المبارك, وقد قررنا أن نستمر في استثمار هذه الوسائل الإعلامية بعد الانتهاء من هذه الجائحة, وإن شاء الله ستكون هذه المنصات الإعلامية مستمرة طوال العام.

- كيف تُقيِّمون تعامل المؤسسات الكويتية مع الأزمة؟

- من فضل الله على أهل هذا البلد المعطاء أن أزمة كورونا أثبتت كفاءة مؤسسات الدولة بأطيافها؛ إذ هب الجميع في منظومة متكاملة, وفزعوا فزعة مثالية, نالت إشادة المجتمع الدولي؛ وذلك من أجل الكويت والكويتيين وكل من يعيش معنا على هذه الأرض الطيبة, وأستطيع القول: بأن وزارات الدولة ومؤسساتها كافة أدت دورها على أكمل وجه, وأتمَّت المهام الموكلة لها, والجميع يرصد عمل هذه الوزارات والمؤسسات ويلَحظها على أرض الواقع لمواجهة هذا الفيروس.

- كيف تعاملت الوزارة مع رمضان هذا العام؟

- طبعا رمضان بالنسبة لنا موسم عظيم من مواسم الطاعة والعمل والجهد والأنشطة الدعوية؛ إذ يبلغ العطاء في قطاعات الوزارة ذروته, ورغم الظروف والتحديات فلله الحمد لم يتغير نشاط الوزارة هذا العام؛ لأننا حوَّلْنا الأعمال والأنشطة التي اعتاد عليها الجمهور في المراكز الرمضانية في المساجد إلى منصات التواصل الاجتماعي و(الأون لاين), واستطعنا إيجاد البدائل, وأداء الدور المنوط بنا مثل كل عام؛ فصممت الوزارة تطبيقا على الهواتف الذكية سميناه: (رمضان في بيتك), وهذا التطبيق يعد مركزا رمضانيا إلكترونيا بديلا عن المراكز الرمضانية التي اعتادت الوزارة إقامتها في كل رمضان من كل عام, ويحوي هذا التطبيق رزنامة رمضان, وفيها فوائد يومية فضلا عن برنامج غصون رمضانية, وهي فلاشات توعوية يومية لمجموعة من الأئمة والخطباء بالوزارة, فضلا عن المسابقة اليومية طوال شهر رمضان, وقد رُصدت لها جوائز, مع مجموعة من المحاضرات والدروس اليومية لكوكبة من أئمة الوزارة وخطبائها فضلا عن برنامج خواطر, مع تخصيص ساعات بث خاصة بمحاضرات للنساء فقط, وساعة بث يومية حية لاستقبال أسئلة الجمهور وإفتائهم من خلال أعضاء هيئة الفتوى, ولم يخلُ التطبيق من بعض الخدمات, كبرنامج المصحف الشريف لمتابعة قراءة القرآن في هذا الشهر, وأرشيف صلاة التراويح, وآخر الأخبار.

 

 

لقطات من اللقاء  

- شكر لمجلة الفرقان: أشكر لكم ولمجلتكم الموقرة جهودها الدعوية المتميزة, ودورها الرائد في نشر عقيدة التوحيد الخالص, والقيام بدورها العلمي والدعوي للحفاظ على هوية المجتمع.

- دعاء عمادي: نحن نتضرع إلى الله -عز وجل- أن يعجل بزوال هذه الغمة، وأن يرفع عنا وعن بلاد المسلمين هذا الوباء, وأن تعود لنا مساجدنا، ونعود إليها سالمين, نقيم فيها الجمعة والجماعات في أقرب وقت بإذن الله.

- نقاط مشتركة: قال عمادي: إن دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلَامية مكمل لباقي الوزرات والمؤسسات الرسمية الأخرى؛ فالكل يعمل تحت مظلة مجلس الوزراء الموقر, وعملنا بالتنسيق مع الجهات المعنية كوزارة الإعلام ووزارة الصحة ووزارة الداخلية, من خلال نقاط العمل المشتركة في هذه الظروف الاستثنائية.

- كلمة أخيرة: أشكر لمجلة الفرقان هذه الإطلالة الطيبة, وأدعو الله -عز وجل- أن يعجل بزوال هذه الغمة عن الكويت وسائر بلاد المسلمين, وأن يوفق الجميع لما يحب ربنا ويرضى.

 

إنجازات ونجاحات

- ما أهم الإنجازات التي حققتها الوزارة خلال هذه الأزمة؟

- لله الحمد إنجازات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلَامية كثيرة ومتعددة, وأبرزها الآن اكتساب خبرة جديدة للقياديين والموظفين, تضاف إلى رصيدهم في كيفية إدارة الأزمات؛ إذ عَدَّتِ الوزارة الأزمة دورة تدريبية مكثفة، فضلا عن العديد من إنجاز الأعمال الإعلامية والفلاشات التلفزيونية التوعوية والإرشادية, فضلا عن دخول قطاعات الوزارة كلها عالم الإنترنت والتواصل مع الجمهور؛ حيث تضاعف عدد المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي لنشر البرامج والأنشطة والفعاليات المختلفة التي تعدها وتنتجها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلَامية ولاسيما هذا التطبيق الإلكتروني: (رمضان في بيتك), الذي سيستمر بعد رمضان ولكن بحلة أخرى, كما أن الوزارة أنتجت مكتبة إلكترونية, حوت كل ما صدر عن الوزارة في أزمة كورونا من فلاشات توعوية, ودروس دينية, ومقاطع (انفو جرافيك) توجيهية, ومئات البوستات الإرشادية.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك