رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 11 نوفمبر، 2019 0 تعليق

وفاة العلامة المحدث الفقيه اللغوي محمد الأمين الهرري الأثيوبي

توفي يوم الإثنين الماضي ٧ من ربيع الأول الموافق الرابع من نوفمبر في مكة المكرمة عن عمر ناهز الـ ٩٥ عاما، أحد كبار علماء الإسلام العلّامة المحدث الشيخ محمد الأمين الهرري الأثيوبي، وشُيعت جنازته في مشهد مهيب مساء اليوم نفسه بمقبرة المعلاه بمكة المكرمة.

اسمه ولقبه

هو محمد أمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن أبو ياسين الأرمي جنسًا العلوي قبيلة الأثيوبي دولة الهرري منطقة الكري ناحية البويطي قرية السلفي مذهبًا السعودي إقامة نزيل مكة المكرمة جوار الحرم الشريف في المسفلة حارة الرشد.

مولده

ولد في الحبشة في منطقة الهرر في قرية بويطة في عصر يوم الجمعة أواخر شهر ذي الحجة، سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التحيات.

نشأته

     نشأ يتيم الأم؛ فتولى تربيته والده، ووضعه عند المعلم وهو ابن أربع سنين، وتعلم القرآن وختمه وهو ابن ست سنين، ثم حوله إلى مدارس التوحيد والفقه، وحفظ من توحيد الأشاعرة عقيدة العوام للشيخ أحمد المرزوقي، والصغرى، وصغرى الصغرى والكبرى وكبرى الكبرى للشيخ محمد بن يوسف السنوسي؛ لأن أهل الحبشة كانوا وقتئذ من الأشاعرة، وحفظ من مختصرات فقه الشافعية كثيرًا، كمختصر (بأفضل الحضرمي) ومختصر (أبي شجاع) مع (كفاية الأخيار)، و(عمدة السالك) لأحمد بن النقيب، و(زُبَدُ أحمد بن رسلان ألفية في فقه الشافعية)، وقرأ (المنهاج) للإمام النووي مع شرحه (مغني المحتاج)، و(المنهج) لشيخ الإسلام الأنصاري مع شرحه (فتح الوهاب)، وقرأ كثيرا من مختصرات كتب الشافعية ومبسوطاتها على مشايخ عديدة من مشايخ بلدانه.

رحلته

رحل إلى شيخه سيبويه زمانه، أبي محمد الشيخ موسي بن محمد الأديلي، وبدأ عنده دراسة الفقه، وبشرح جلال الدين المحلي على منهاج النووي، ثم بعد ما وصل إلى كتاب السلم حوله شيخه المذكور إلى دراسة النحو لما رأى فيه النجابة والاجتهاد في العلم.

     ثم رحل من عنده بعد ما لازمه نحو سبع سنوات إلى شيخه خليل زمانه، الشيخ محمد مديد الأديلي، وقرأ عنده مطولات كتب النحو، كمجيب الندا على قطر الندى، ومغني اللبيب، وكلاهما لابن هشام والفواكه الجنية على المتممة الأجرومية، وغير ذلك من مطولات علم النحو، وكان يدرس أيضا جنب حلقة شيخه، وقرأ عليه أيضا التفسير إلى سورة يس.

     ثم رحل من عنده بعدما لازمه ثلاث سنوات، إلى شيخه الشيخ الحاوي، المفسر في زمانه، الشيخ إبراهيم بن يس الماجتي وقرأ عليه التفسير بتمامه والعروض من مختصراته ومطولاته، كحاشية الدمنهوري الكبير على متن الكافي، وشرح شيخ الإسلام الأنصاري على المنظومة الخرجية، وشرح الصبان على منظومته في العروض، وقرأ عليه أيضا مطولات المنطق والبلاغة ولازمه نحو: ثلاث سنوات.

     ثم رحل من عنده إلى مشايخ عديدة، وقرأ عليهم السنن الأربعة، والموطأ، وغير ذلك من كتب الحديث، مما يطول بذكره الكلام، ثم رحل من عندهم إلى الشيخ عبد الله نورو القرسي؛ فقرأ عليه مطولات كتب البلاغة كشروح التلخيص لسعد التفتازاني وغيره، مطولات كتب أصول الفقه كشرح جمع الجوامع لجلال الدين المحلي، وقرا عليه من النحو حاشية الخضري علي بن عقيل.

فنون متنوعة

     وقرأ على غير هؤلاء المشايخ كتبا عديدة من فنون متنوعة مما يطول الكلام بذكره من كتب السيرة، وكتب الأمداح النبوية كبانت سعادة ،وهمزية البوصيري، وبردته والقصيدة الوترية، والطراف، والطرائف، وإضاءة الدجنة ألفية في الأشاعرة، وغير ذلك مما يطول الكلام بذكره.

إجازة التدريس

     ثم استجاز من مشايخه التدريس، استقلالا فيما درس عليهم فأجازوا له؛ فبدأ التدريس استقلالا في الفنون جميعها في أوائل سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وسبعين، إلى يوم الثاني عشر من ربيع الأول 12/3/1373 من الهجرة النبوية؛ فاجتمع عنده خلق كثير من طلاب الفنون كلها زهاء ستمائة طالب، أو سبعمائة طالب وكان يدرس من صلاة الفجر إلى صلاة العشاء الآخرة نحو سبع وعشرين حصة من حصص الفنون المتنوعة، كان يحيي ليله دائما بكتابة التأليف وبما قدر الله له من طاعته.

مؤلفاته

     مؤلفاته كثيرة من مختلف الفنون حتى أوشكت ألا تحصى، والمطبوع المنتشر منها اثنا عشر كتابا: الباكورة الجنية في إعراب متن الأجرومية، والفتوحات القيومية في علل وضوابط متن الأجرومية، والدرر البهية في إعراب أمثلة الأجرومية، وجواهر التعليمات شرح التقريظات ومقدمة علم النحو، هدية أولي العلم والإنصاف في إعراب المنادى المضاف.

الصرف

مناهل الرجال على لامية الأفعال، وتحنيك الأطفال على لامية الأفعال.

المصطلح

 الباكورة الجنية على منظومة البيقونية، وهداية الطالب المعدم على ديباجة صحيح مسلم، وخلاصة القول المفهم على تراجم رجال صحيح مسلم مجلدان.

كتب الأسماء والصفات

هدية الأذكياء على طيبة الأسماء في توحيد الأسماء والصفات، سلم المعراج على خطبة المنهاج للإمام النووي.

غير المطبوع

وغير المطبوع منها الفنون المتنوعة من التفسير: حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن اثنان وثلاثون مجلدا جمع فيه سبعة فنون، بل ثمانية، بل تسعة لم يسبق له نظير من التفسير وهو الذي ننشر مقدمته الآن وستظهر أجزاؤه تباعا -إن شاء الله.

النحو

     حاشية على كشف النقاب على ملحة الإعراب، هدية الطلاب في إعراب ملحة الإعراب، الصور العقلية على تراجم الألفية لابن مالك، التقريرات على حاشية الخضري على الألفية، حاشية على الفواكه الجنية على متممة الأجرومية، التقريرات على مجيب الندى على قطر الندا كلاهما لعبد الله الفاكهي. 

البلاغة

الدر المصون على الجوهر المكنون لعبدالرحمن الأخضري، التقريرات على مختصر سعد الدين على التلخيص.

المنطق

الكنز المكتم على متن السلم للأخضري، والتذهيب على متن التذهيب في المنطق.

العروض

الفتوحات الربانية على منظومة الخزرجية في العروض، التبيان على منظومة الصبان في العروض.

الحديث

النهر الجاري على تراجم البخاري ومشكلاته، ورفع الصدور على سنن أبي داود على الربع الأول منه لم يكمل.

الأصول

التقريرات على شرح المحلى على جمع الجوامع في الأصول.

الفقه

     التقريرات على شرح المحلى وحاشيتي القليوبي وعميرة عليه على المنهاج في فقه الشافعية، حاشية على فتح الجواد على متن الإرشاد في فقه الشافعية، أضوأ المسالك علي عمدة الناسك لأحمد بن النقيب، التقريرات على التوشيح على غاية الاختصار، التقريرات على فتح الوهاب مع حاشيته التجريد لسليمان البجيرمي، التقريرات على قصيدة زُبَد أحمد بن رسلان.

سبب هجرته

     كانت سبب هجرته اتفاق الشيوعيين على قتله، حين أسس في منطقته الجبهة الإسلامية الأورمية، وجاهد بهم وأَعْمَل في الشيوعيين قتلا ذريعًا؛ فحاصروه لقتله وخرج من بين أيديهم بعصمة الله -تعالى-، وكان بعد ما دخل المملكة وحصل على النظام مدرسا في دار الحديث الخيرية من بداية سنة ألف وأربعمائة، وكان أيضا مدرسا في المسجد الحرام ليلا نحو ثماني سنوات، بإذن رئاسة شؤون الحرمين حتى تقرر تكريس وقته لمزيد من التأليف؛ فتصدى لشرح صحيح مسلم في خمسة عشر جزءا مجلدا وله أسانيد عديدة من مشايخ كثيرين في مختلف الفنون، ولاسيما في التفسير والأمهات الستة.

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك