وضع معايير للمرشحين!
كل الدول المحترمة تضع معايير للمرشحين المتقدمين وضوابط محددة المقصود منها الحفاظ على من يتولى المسؤولية ويمثل الدولة والشعب، وتفاديا لأي طارئ يسيء لسمعة الدولة، ويشرط ألا تكون شخصية هزلية أو مثار جدل أو محل نزاع فيفسد الأمر ولا يصلح.
فمثلما تضع الجهات المسؤولة معايير للمسؤولية من النزاهة والوطنية والأمانة وحسن سير وسلوك ومؤشرات وآليات نحن نريد أيضا أن تنظر اللجنة في أحوال المتقدمين من تصريحات المتقدمين للترشح وأحوالهم صحية؛ حتى لا يكون في عقله أو في تصرفاته أو في ردود أفعاله خلل، وينبغي أن تكون هذه اللجنة مستقلة تقوم بالتحقق من تلك المعايير ليطمئن الجميع على الكفاءة.. وتحقق آمال الشعب وطموحاته على أرض الواقع.
فالشخص الهزلي الذي يرضى أن يكون (عرقوز) ويلبس الملفت للنظر ويصرح بما يخالف أبجاديات القوانين والسلوكيات المحافظة وأصول الدين من أجل تسليط الضوء الإعلامي عليه.. فكيف نقبل به مرشحا! فبعضهم يراهن على أنه لن ينجو ولكن هذا لا يكفي، بل لا بد أن يطرد حتى يكون عبرة لغيره ولا يتجرأ هو وأمثاله على الإساءة أو الإثارة أو المزايدة أو التحدي بطلب المحرمات من المسكرات والمخدرات والفساد بأنواعه وصوره!
ومن حقنا على الجهات المسؤولة أن تتحرى وتطبق معايير النزاهة لمن يشغل المناصب القيادية، وإذا لم توجد تلك اللوائح والنظم فلا بد من الاستعجال في وضعها حماية للقيم والأخلاق والسلوكيات ولا ينعكس غدا ذلك علينا جميعا فنشمل في التصورات غير الحميدة لمثل هؤلاء الدخلاء علينا.
وأيضا نريد عزل هؤلاء ممن يدخل مجلس الأمة أو يتولون المناصب ممن يتورط في الجرائم أو يُرى متلبسا بالخمر والمخدرات وفي الرشوة أو الإساءة للدين أو ما لا يقبل منه ومثله في تلك المناصب حتى ينضبط، وإلا فمن أمن العقوبة أساء الأدب! فالكويت دولة من أوائل الدولة المستقلة ولها كيان وسمعة طيبة في المجتمع الدولي والإقليمي والعربي والإسلامي، فهل يراد لها أن يشار إليها بالبنان بأنها في الآونة الأخيرة أوصلت مجرمين أو سيئين إلى سدة البرلمان! فإذا أعجب ذلك فبكل صراحة وشفافية فإن تلك التصرفات لا تعجبنا، لأنهم دخلاء على بوابة الكويت السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية وغيرها.
لا نقبل بتجزئة الأخلاق ولا أنصاف الرجال ولا التغاضي عن تلك التصرفات ولا نسمح بالتسويغ لهم.. فهذه أمانة القول والعمل والاعتقاد والتمثيل على مستوى الشعب الذي بذل أجداده كل ما في وسعهم من تضحيات حتى وصلت الكويت إلى هذه السمعة العالية، فيأتي هؤلاء الفاسدون المفسدون أصحاب الهرج والمرج والهوى والمتناقضون والناقصون يستغلون مساحة الحرية المتوفرة في البلد لإظهار ما لا يجوز إظهاره وفضح أنفسهم بعد أن سترهم الله بستره.. وهم متورطون بإهدار المال وسرقته أو الاستيلاء على الممتلكات أو يصرح أحدهم بأنه دخل للمجلس لإملاء الجيب! دون وجه حق.. نسأل الله السلامة وأن يولي علينا خيارنا ولا يولي علينا شرارنا.. ودمتم.
قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النور: 19).
لاتوجد تعليقات