رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.عادل المطيرات 20 أغسطس، 2017 0 تعليق

وصايا مهمة للحاج

للحج آداب عظيمة، وأخلاق قويمة، يحسن بالحاج أن يقف عليها، ويجمل به أن يأخذ بها؛ ليكون حجه كاملاً ومبروراً، وسعيه مقبولاً ومشكروًا. من تلك الآداب والأخلاق ما يأتي:

الاستشارة والاستخارة:

فيستحب للحاج أن يستشير من يثق بدينه وخبرته وعلمه في حجه هذا، كما يستحب له أن يستخير الله -عز وجل- في حجه.

وهذه الاستخارة وتلك الاستشارة لا تعود إلى الحج نفسه؛ فالحج خير.

وإنما تعود إلى ملائمة الوقت، و تعود إلى المصلحة، وحال الشخص، وتعود إلى الرفيق، والزاد.

إخلاص النية لله- تعالى

فلا يقصد في حجه رياء ولا سمعة، ولا يحج ليقال: حج فلان، ولا ليطلق عليه لقب الحاج.

وإنما يحج محبة لله، ورغبة في ثوابه، وخشية من عقابه، وطلباً لرفع الدرجات، وحط السيئات؛ فالإخلاص عليه مدار العمل.

قال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (البينة: 5).

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» (متفق عليه).

المبادرة إلى كتابة الوصية إن كان له شيء يوصي به

 ذلك أنه مقدم على الحج، ومتعرض لمصاعب الطريق؛ فحرِيّ به أن يكتب وصيته، وبيان ما له وما عليه، وجدير به أنْ يوصي أهله وأصحابه قبل سفره بتقوى الله -عز وجل.

المبادرة إلى التوبة النصوح

وهي التوبة الناصحة الخالصة التي تأتي على الذنوب جميعها؛ فحري بالحاج أن يبادر إلى تلك التوبة، وأن يتحلل من المظالم؛ فذلك أرجى لقبول حجه، ورفعة درجاته، ومغفرة سيئاته، بل وتبديلها حسنات.

التفقه في أحكام الحج

ولو على سبيل الإجمال؛ فإن لم يستطع فليأخذ معه من الكتب أو الأشرطة ما يفيده في معرفة أحكام الحج، وأن يسأل عما يشكل عليه.

 الحرص على اصطحاب الرفقة الطيبة

التي تعينه على الخير إذا تذكر، وتذكره بالخير إذا نسي، والتي يستفيد من جراء صحبتها العلم النافع، والخلق الفاضل.

تأمير الأمير

فإذا كان الحجاج جماعة فعليهم أن يؤمروا أميراً، وأن يكون ذا خبرة وسداد رأي، وعليهم أن يلزموا طاعته في غير معصية الله، وليحذروا من الاختلاف عليه كما عليه أن يرفق بهم، وأن يستشيرهم.

حسن العشرة للأصحاب

     ومن ذلك أن يقوم الإنسان على خدمتهم بلا منة ولا تباطؤ، وأن يشكرهم إذا قاموا بالخدمة، وأن يتحمل ما يصدر عن الرفقة من جفاء وغلظة ونحو ذلك، وأن يرى الحاج أن لأصحابه عليه حقاً، ولا يرى لنفسه عليهم حقاً؛ فذلك من كريم الخلال ومن حميد الخصال، وما ترفع به الدرجات، وتحط السيئات.

     ومن حسن العشرة: أن يبتعد الحاج عن مشاجرة الأصحاب، ومخاصمتهم، فإن حصل شيء من ذلك فليبادر إلى الاعتذار، وإذا تعذر الاجتماع فالأولى أن يفترقا؛ لتسلم القلوب، ويتمكن كل واحد منهما من أداء مناسكه دونما تشوش أو قلق، وبعد ذلك ربما تهدأ العاصفة، ويحصل الائتلاف.

ومن حسن العشرة: أن يحرص الحاج على ملاطفة أصحابه، وإدخال السرور عليهم ولاسيما الضعفة والنساء.

     ومن الآداب مع الأصحاب: أن يحرص الحاج على الالتزام بالمواعيد، وأن يتطلف بالاعتذار إن حصل خطأ أو تأخير، أو خلل، وأن يتحمل ما يصدر عنهم من عتاب إذا هم عاتبوا، وأن يتقبل العذر من غيره إذا أخطؤوا؛ فذلك دليل سمو النفس، وبعد الهمة، وحسن المعاشرة؛ فالعاقل اللبيب الكريم هو من يتحمل أذى الناس، ولا يحملهم أذاه.

تخير النفقة الطيبة

فيختار الحاج النفقة الطيبة من المال الحلال، حتى يقبل حجه ودعاؤه؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً» (رواه مسلم).

لزوم السكينة، واستعمال الرفق

قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع» (رواه البخاري ومسلم) والإيضاع سرعة السير.

وقال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» رواه مسلم.

الحرص على راحة الحجاج، والحذر من أذيتهم

فعلى الحاج أن يحرص لا الحرص كله على راحة إخوانه الحجاج، وأن يبتعد عن كل مافيه أذى لهم، من رفع للصوت، أو إطلاق للأبواق بلا داع، أو أن يزاحمهم، أو يضيق عليهم، أو أن يؤذيهم بالتدخين أو نحو ذلك.

     ومما يجمل به -أيضاً- أن يحب لإخوانه الحجاج ما يحب لنفسه، وأن يكره لهم ما يكرهه لنفسه، فيتحمل أذاهم، ويصبر على بعض ما يصدر عنهم من زحام، أو تصرفات مقصودة أو غير مقصودة؛ فالإنسان الكريم يصبر على أذى ضيوفه حرصاً على إكرامهم؛ فكيف بضيوف ربه؟ إن إكرامهم أولى ثم أولى، وإنه لدليل على إجلال الله، وتوقيره، وكمال العقل، ومتانة الدين؛ لأنه لا أحسن من دفع الإساءة بالإحسان.

حفظ اللسان

وذلك بتجنب فضول الكلام، و سيئه، والبعد عن الغيبة والنميمة، والسخرية بالناس، وبالحذر من كثرة المزاح أو الإسفاف فيه، وبصيانة اللسان من السب والشتم.

ومن ذلك: أن يحذر الحاج من المماحكة، والمخاصمة والجدال إلا إذا كان جدالاً لإحقاق الحق، وإبطال الباطل بالتي هي أحسن.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله

كل ذلك حسب القدرة، والاستطاعة مع لزوم الرفق، واللين، والحكمة، والموعظة الحسنة، والرحمة بالمدعوين والتطلف بهم، والصبر على بعض ما يصدر عنهم.

إعانة الحجاج

وذلك بقدر المستطاع، كأن يرشد ضالهم، ويعلم جاهلهم، ونحو ذلك من الإعانات المتعددة.

الاستكثار من النفقات

ليواسي المحتاجين، ويعين إخوانه المساكين ويبادر في ذلك ولو لم يطلبوا.

استشعار عظمة الزمان والمكان

فذلك يبعث الحاج لأداء نسكه بخضوع لله، وإجلال له -عز وجل-: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج: 32). ثم إن ذلك يصبره على بعض ما يلقاه من نصب، أو تعب، أو أذى.

اغتنام الأوقات

      فعلى الحاج أن يغتنم وقته بما يقربه إلى الله -عز وجل- من ذكر، أو دعاء، أو قراءة للقرآن، وذلك في أي مكان من تلك البقاع المباركة؛ فذلك سبب لانشراح صدره، ومضاعفة أجره، وإمداده بالقوة والطاقة، وشهود تلك الأماكن له يوم القيامة.

استحضار انقضاء أيام الحج

فهي قليلة معدودة، وسرعان ما تنقضي، فإذا استحضر الحاج ذلك كان دافعاً له إلى اغتنامها، والبعد عما يفسد حجه، أو ينقص أجره.

المحافظة على أداء الفرائض

وذلك بالحرص على أداء الصلوات المكتوبة مع الجماعة، وأن يحذر كل الحذر من تأخيرها عن وقتها.

البعد عن إجهاد النفس فيما لا يفيد

فذلك سبب لجَعْل الإنسان نشيطا؛ فيتقوى على أداء المناسك بيسر وسهولة.

أما إذا أجهد نفسه بلا داع وفيما لا يعني كان ذلك مدعاة لتعبه، ومرضه، وتكاسله عن أداء النسك على الوجه الذي ينبغي.

ألا يكون هم الحاج أن يقضي نسكه

بل عليه أن يستشعر عظمة ما يقوم به، وأن يكون قلبه منطوياً على تعظيم أمر الله، وأن يحرص على أن يتلذذ بما يقوم به؛ فذلك من أعظم ما يعينه على انشراح صدره، وإتيانه بالنسك على الوجه الأكمل.

وبالجملة: فليحرص الحاج على كل ما يقربه إلى ربه، وعلى كل ما يعينه على أداء نسكه، وليحذر كل الحذر من كل ما يفسد عليه حجه، أو ينقص أجره من قول أو عمل.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك