وصايا عشر إلى الدعاة
إليك يا من حملت الأمانة وسعيت في تبليغ الرسالة في خضم هذا الموج الهادر من الفتن والمحن، يا من تتألم من ذلك الواقع المرير، وترنو إلى إصلاحه على نهج خاتم المرسلين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يا قرة عيني و توأم روحي، بل يا نفسي؛ فأنت نفسي، أُهدي لي ولك هذه الكلمات في نقاط عشر؛ لعل آذانا تصغي، وقلوبا تعي، وأمالا وأمنيات تتحقق.
1- اجعل بصرك متعلقا برضا ربك، ثم انطلق في طريقك نحو هدفك بخطوات واضحة.
2- احذر أن يؤخرك عن سيرك ملهيات الطريق أو يدفعك للتعجل في الوصول إلى هدفك ضغط عاطفة المتهورين.
3- إياك أن تُصرف عن طريقك بتثبيط المُثبطين أو عرقلة المتربصين؛ فطريقك ليس مفروشا بالورود.
4- اعلم أن الطريق وعر صعب طويل، يحتاج إلى الأتقياء الأقوياء المخلصين الصابرين، ذوي العلم، والبصيرة، والمهارة، واليقين؛ فتزود إن كنت صادقا.
5- كن علي يقين بأن الأمور تكون على ما عند الله لا على ما عند الناس، فلا تنشغل بمدح المادحين أو ذم الذامين.
6- تَمَكُّن اليأس من قلبك بداية الفشل؛ فإياك أن تفقد الأمل مهما طال بك الطريق؛ فربك بر رحيم جواد كريم، أمره بين الكاف والنون، كن فيكون.
7- أُخي، ابذل نصحك لكل أحد ولا تفقد الأمل في أحد؛ فرُبَ مُعاند اليوم مُستجيب الغد؛ فربك يقلب قلوب عباده بين أصبعين من أصابعه كيف يشاء.
8- انثر بذور الخير علي طريقك مهما أصابك فيه من الأشواك؛ فكم من خيرٍ عالج ألما، وكم من بذر أنبت ثمرا حتي لو لم تر أثر ذلك بنفسك.
9- سل ربك تمام النعمة بالثبات علي الطريق إلى أن تلقاه؛ فالعبرة أن تموت عليه حتى وإن لم تر بعينيك تحقيق هدفك المنشود في نهاية الطريق.
10- اعلم أن جهدك وبذلك لا يمكن أن يضيع عبثا، إن كنت صادقا في عملك، وحتما سيظهر أثره في الدنيا؛ فيمن بعدك ولو لم تره عينك، وستجني خيره بعد موتك في الآخرة برفعة درجتك ومرافقة نبيك بفضل ربك، ويا له من فضل!!
أُخي، يا صاحب الرسالة: تلك لي، ولك عشرة كاملة أسأله -سبحانه- أن ينفعني وإياك بها في الدنيا والاخرة، وأن تكون خالصة لوجه الكريم؛ فهو من وراء القصد وإليه الأمر والنهي.
لاتوجد تعليقات