رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: راشد سعد العليمي 16 مارس، 2021 0 تعليق

وصايا شرعية في أزمة كورونا

 وصايا شرعية في أزمة كورونا

 

أضع بين أيديكم هذا التذكير وهذه الوصايا الشرعية التي أسأل الله لنا فيها النفع والخير والفائدة، مع ما نحن فيه من أمر في ظاهره كرب، لكن لعل في باطنه الخير بإذن الله -سبحانه وتعالى.

 

الوصية الأولى

 لا تيأس من رحمة الله -سبحانه وتعالى

     مهما اشتددت الظروف وزادت الكربات، ومهما جاءت تلك الإشاعات على هذه الأمراض كن على يقين من رحمة الله -سبحانه وتعالى-، أتذكر تلك الوصية من يعقوب النبي لأولاده حينما فقد يوسف -عليه السلام- فأوصاهم بوصية ناصحة قال الله -تعالى- على لسانه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.

     فهذه رحمة الله التي وسعت كل شيء، لا تيأس ولا تقلق مع ما تسمع وتجد أن هذا المرض في ازدياد فكن على ثقة بأن رحمة الله -سبحانه وتعالى- واسعة وعظيمة وتشملنا، ومع هذه الثقة لابد من بذل الأسباب، لا تتواكل وتقول: إن الله سيعافيني وتبتعد عن الاحترازات الصحية، فهذا النبي الكريم -عليه السلام- ماذا قال لأولاده؟ {فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ} أي ابذلوا الأسباب بالبحث عن أخيكم وعن أيضا أخيكم الصغير، ومع الأخذ بالأسباب وصاهم بالثقة بالله، فقال لهم {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، فلعل الله أن يغير من حال إلى حال كما قال الإمام الطبري -رحمة الله عليه-، وكذلك كن مع الثقة بموعود الله، مع الأمر اليقيني برحمة الله -سبحانه وتعالى- ابذل الأسباب والعلاج والوقاية وبكل أمر يبعدك أنت وأحبابك عن هذا المرض.

الوصية الثانية: الدعاء

     الدعاء هو السلاح العظيم الذي استعان به النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وكذلك إخوته من الأنبياء، ادع الله أن يحفظك ويحفظ أهل بيتك وأحبابك، بل وادع لجميع الناس، فيجب عليك أن تدعو الله أن يسلم الجميع من هذا المرض، وواظب علي الدعاء وألح على الله فيه بإصرار، ومن كان يتصور أن رجلا بلغ الثمانين مع امرأة بلغت السبعين سنة أن يرزقهم الله بطفل، فهذه معجزة! طبيا هذا مستحيل، لكن جاء الأمر من الله أن يغير الأمور بكلمة كن فيكون فقال -تعالى- عن سيدنا زكريا {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.

      الزم الدعاء، والتزم بهذه الكلمات المباركة لنفسك ولأولادك وأهل بيتك، لعموم الناس، فليس هناك مستحيل على الله -سبحانه وتعالى-، ونحن في هذه الأشهر المباركة العظيمة ادع الله أن ييسر الخير لدولتنا خصوصا ولجميع الناس عموما، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يذكرنا بالحديث القدسي أن الله يقول: «قالَ اللَّهُ تبارَكَ و-تعالى- يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني  ورجوتَني غفَرتُ لَكَ ولا أبالي»، ما دعوتني: أي لازمت الدعاء حتى ولو وقع الإنسان في الشرك بالله، لكنه جاء بعد ذلك بالدعاء وبالاستغفار وبالرجاء والتزم هذا الأمر غفر الله له ما كان منه ولا يبالي -سبحانه وتعالى-، فلازم الدعاء وعلم أولادك على الأخذ بالأسباب الصحية والوقائية وهناك سلاح عظيم وهو الدعاء.

الوصية الثالثة: التوحيد

وهذه الوصية هي سبب النجاة في الدنيا والآخرة، من تدعو؟ الله، من تستعين به؟ الله، من تطلب منه المدد؟ الله.

     فلا يغرنك تصرف بعض الناس يذهب إلى قبر ويتمسح على الجدران ويدعو غير الله، أبدا! أما تتذكر وصية إمام الموحدين إبراهيم -عليه السلام- لما قال {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} ولم يقل العلاج هو الشفاء، فهو -سبحانه وتعالى- فقط الشافي، وتذكر أن الأمر كله بيد الله كما قال -تعالى-:{قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}.

وتذكر أيضا الوصية العظيمة التي قالها الله لنا جميعا:{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك